الربيع الذي نريد
خالد الصعفاني
خالد الصعفاني –
.. منذ فتح الله علينا بالربيع العربي واليمن كباقي البلدان العربية الربيعية تشهد حالات عراك غير مسبوقة جزأت المجزأ وأدمت قلوب وأعين مئات آلاف الأسر من البحرين إلى اليمن إلى سوريا إلى مصر إلى تونس مرورا بليبيا ..
.. جميع الأطراف سواء التي خرجت للتغيير أن تلك التي وقفت عليه حلفت بالله ” اليمين الغموس ” أن كل ما قادهم ليس إلا حبا الوطن .. وبالقابل دفعت كل الاطراف سواء المؤيدة أو تلك التي لم تحبذ , دفعت جانبا كبيرا من الكلفة من خيرة شبابها واهلها وقوتها الضروري ..
.. مضت عجلة الربيع وها هي في عامها الرابع ونتائجها ماثلة للعيان في كل بلد ولا ينظرها إلا أعمى بصيرة ولب .. مضت ومضى معها ثمن غال من عمر وقيمة وتنمية تلك البلدان والنتيجة لا يمكن الاتفاق عليها بين تلك الأطراف لأن الاطراف نفسها منقسمة على قناعاتها الأولى ..
.. اليوم يقف الوطن العربي كاملا على اعتبار مرحلة جديدة ضرها أكثر من نفعها وفقا لعديد المراقبين لسبب بسيط هو أن ما جرى بين 2010 و 2014م أخل بالمجتمع العربي فشققه اكثر مما كان مشققا ونال من العمل العربي المشترك الذي كان أصلا ينازع منالا عظيما , وابقى قابلوني لو رجعت اللحمة زي اول حتى ولو انها لم تكن تعجبنا ..
.. شخصيا فضلت التغيير بالياته الصحيحة وطالما لم يجر ذلك جزئيا أو غالبيا فإننا أمام خيارين .. إما أن تمضي عجلة التغيير ولو صعبة وبطيئة كما أراد لها دعاتها .. أو أن ترتكس بلدان الربيع في حالة من الموت السريري المؤقت أو الطويل إلى أن يشاء الله كنتيجة مباشرة لعدم غلبة تيار على آخر ..
أخيرا :
.. أسأل الله أن يكتب لامتنا وبلداننا الخلاص السريع مما هي فيه .. وأن يرينا ثمار الربيع في صورة أمن وأمان واستقرار وتنمية وتطور .. وليس من طريق إلا أن نكون جميعا من بادروا للتغيير أو أحجموا عنه أو حتى وقفوا ضده في بوتقة الوطن الواحد .. حبا صادقا ليس الذي يمر من خرم المصلحة الشخصية أو الحزبية .. وليس من باب الحب الذي يقتل .. ولكن من باب أن يعمل كل واحد الصالح لنفسه وأهله ومجتمعه دون بخس الآخرين أو الحجر على عملهم ..
khalidjet@gmail.com