كلمات.. تجري
محمد المساح
كلنا نركض في مضمار الحياة..وإذا افترضنا أن هناك استثناءات لا تركض مثل الكل فهي بطريقة وأخرى تركض الخواطر والأفكار في رؤوسها بعد وسريع تطوى الأزمنة في الآن والماضي والمستقبل وكلنا ندهف أجسامنا ونتداهف وحقائق الحياة لا تسقط من حسابها تلك القفزات المفاجئة والعثرات التي تقطع سير الركض نحو الحاجة والضرورة حتى الكلمات نفسها.. وهي تفلت من سن القلم ركضا في السطور يحدث لها ما يحدث لأصحابها الراكضين في الطرق والدروب التي رسمتها الحياة يحدث لها تماما.. من أن تفلت من السطور.. ويلتقيها الهامش ويكون لها مكان في أسفل الكلام الراكض في سطور المتن وبعضها تجرى لها.. الرضوض والكدمات فتعود سن القلم إلى الاعتناء بها فتشطب مازاد عن النقاط.. وتعوض النقص فيما سقط وتشكل بالضم والتنوين والكسر والسكون أطراف الكلمات فتعيدها إلى حالتها الطبيعية بعد أن تخلصها من الإعوجاج والانحناء في الركض العجيب هذا.. والذي تصطخب في مضماره..الكائنات والكلمات الساكنة والناطقة تتعدد أوجه الحياة.. ومظاهر الأحوال ومزاجية الطقس وتوافق المكان في امتلائه وفراغه عبر الركض الإنساني.. الذي لا يتوقف ركض كالسيل هادرا حينا وحينا ينساب بهدوء في مسالكه ودروبه هي الأشياء نفسها.. تتساوى في قيمها وطلبها وامتلاكها.. ثم تنسل وحيدة.. بعد أن يطوى العمر دورته لتعود إلى المكان نفسه أو تطير إلى امكنة أخرى.. هي نفس الأمكنة التي يجري فيها.. الركض المجنون.