حملة العودة.. الخير والعطاء
عصام المطري
دشنت قيادة وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في فروع المحافظات والمديريات والمناطق التعليمية والتربوية وللعام الرابع على التوالي الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة بالتعاون مع الراعي الحقيقي والداعم الفعلي المتمثل بمنظمة (اليونيسف) إضافة إلى المؤسسات والشركات الحكومية والأهلية والخاصة وذلك بهدف التوعية السليمة لأفراد الأمة على أهمية التعليم وما يمثله الحرمان منه من مخاطر على مستقبل الناشئة والوطن في ظل مشكلات التعليم المتنوعة التي تعزي إلى شحة الإمكانات المادية وما يفرضه من كثافة طلابية خانقة وازدحام شديد في الصف الدراسي الواحد لقاء عدم التوسع في المباني المدرسية التي لا تستطيع استيعاب الأعداد المهولة من الملتحقين بالتعليم من الأجيال الواعدة في كل عام دراسي جديد.
ومع ارتفاع نسبة الكثافة الطلابية إلا أن هنالك تسربا وانقطاعا عن التعليم يقدر على أدق وآخر إحصائية بنصف مليون طالب وطالبة وهؤلاء هم الباعث من تدشين وتنظيم الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة حيث تهدف الحملة إلى كتابة العودة لهذا العدد المهول الذي يعد مؤشرا على قلة الوعي والإدراك لأهمية التعليم ومخاطر الحرمان منه على المستوى الفردي والمحيط الجماعي. ولعلي أحبذ الخوض في مسألة التعليم والفقر المدقع للبلاد حيث يلتحف الطلاب السماء ويفترشون الأرض في عدم وجود مدارس في بعض المحافظات النائية إذ يعكف أبناؤنا الطلاب وبناتنا الطالبات على تلقي العلم في العراء والخلاء إذ نناشد الأخوة في منظمة (اليونيسف) إلى مضاعفة دعمها لليمن من خلال حث المانحين على الإسهام بدعم التعليم في اليمن ماديا صوب بناء المدارس في المحافظات النائية لجموع الطلاب والطالبات علاوة على التوسع في بناء المدارس في الريف والحضر لمواجهة العدد المتصاعد في الملتحقين بالتعليم إضافة إلى استيعاب العائدين من الانقطاع والتسرب ومساندة التوجه الحكومي المتبلور في شعار (التعليم للجميع) بغية تجسيده في الواقع العملي المعاش كخطوة إيجابية في دعم التعليم.
وللحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة أنشطة وفعاليات عديدة كإقامة المهرجانات والأسواق التعليمية والتربوية وعمل فلاشات وفقرات توعوية في معظم وأغلب القنوات الفضائية والإذاعية علاوة على التوعية المباشرة بأهمية التعليم والمخاطر الكارثية الناجمة عن الحرمان منه عن طريق الرسائل التلفونية لمختلف الشركات الاتصالية, فقيادة الوزارة وفروعها في مكاتب المحافظات والمديريات والمناطق التعليمية والتربوية يشكلون خلايا نحل منظمة ومرتبة لتنفيذ البرامج والخطط للحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة علما بأن الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة تقوم في المدن والمحافظات المستهدفة بتوزيع الزي المدرسي والحقائب المدرسية والمستلزمات المدرسية من تشاكيل وأقلام وغيره على الطلاب والطالبات الأشد فقرا ممن يحتاجون إلى الدعم الجزيل.
ونتمنى على الله العلي القدير أن تؤتي الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة ثمارها وأكلها في تقليص الفاقد التعليمي والتربوي المتمخض عن الانقطاع والتسرب من أجل نهضة تعليمية وتربوية عارمة تجتث جذور الجهل وقلة الوعي والإدراك مخلفة تقدما ملموسا في جوانب الحياة التعليمية والتربوية كي نحقق كافة الأهداف وشتى التطلعات للحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة وتكريس سلوك حميد يضعنا أمام عتبة مصاف الدول المتقدمة التي ناضلت وكافحت من أجل إيجاد نظام تعليمي وتربوي مزدهر فمن خلال هذا المنبر الحر الشامخ أناشد أولياء أمور المنقطعين والمتسربين عن التعليم أن يتقوا الله في أبنائهم وفي المصير المظلم والمجهول الذي ينتظرهم بدون التعليم من خلال الدفع بهم إلى المدارس كعودة حميدة لأولئك الطلاب الذين إن أصروا على الانقطاع والتسرب فإن مصيرا أسود ينتظر البلاد وإلى لقاء يتجدد والله المستعان على ما يصفون.