الدستور هو الحل
عبدالله الخولاني
كثير هي المهام المطلوب إنجازها لإخراج اليمن من عنق الزجاجة ولعل أبرزها صياغة الدستور كونه المرجعية لأي دولة ومن خلاله يتم تحديد السلطات والصلاحيات وشكل النظام القائم وما تقوم به لجنة صياغة الدستور من زيارات واطلاع على بعض تجارب البلدان الشقيقة والصديقة ليس من باب الترف والتنزه بل هو من اجل الاستفادة وتلافي الوقوع في الأخطاء.
فمن الأمور البديهية هو التعرف على التجارب التي سبقتنا بها بعض الدول حتى ننجح فيما نطمح إليه وعلى كل القوى والمكونات السياسية أن تمد يد العون للجنة صياغة الدستور وخلق البيئة المناسبة للخروج بدستور يلبي طموحات اليمنيين ويعكس مخرجات الحوار المتفق عليها كعنوان للدولة الجديدة.
الدستور هو بوابة العبور نحو المستقبل الذي ننشده جميعا وبدونه لن نستطيع التقدم خطوة نحو الأمام وبالتالي ليس أمامنا كيمنيين كأولوية لا تحتمل التأجيل إلا التعاون من اجل صياغة الدستور والاستفتاء عليه ليكون هو الحكم فيما نختلف فيه بعيدا عن البندقية ولنا في تونس قدوة توافقوا على الدستور أولا ثم احتكموا لصناديق الاقتراع.
لو صدقت النوايا ونفذنا ما اتفقنا عليه لجنبنا بلدنا الكثير من المآزق وكان وضعنا افضل مما هو حاصل الآن ولكن هذا هو قدرنا ابتلينا بسياسيين لا يفقهون سوى التآمر والتخريب وبيع الوهم للمواطنين من أجل تقاسم الكراسي والمغانم والشعب له الله والوقائع كثيرة.
إخراج الدستور ليرى النور ودعم لجنة صياغته بادرة حسن نية من قبل الأحزاب والمكونات السياسية تجاه الوطن وتكفير عن ما اقترفوه بحق الوطن والمواطن لننس الماضي ونلملم الجراح ونترفع عن الصغائر وننظر صوب المستقبل من أجل أبنائنا فنحن سنكون سبب تعاستهم نتيجة صراعاتنا واختلافاتنا وتناحرنا على الغنائم.
هل حقا استوعبنا الدرس واستفدنا من أخطائنا أم مازلنا مصرين على العناد والمكابرة لندمر ما تبقى من الوطن لنعلن بعد فوات الأوان الحسرة والندامة التي لن تعيد ما دمرناه بأيدينا وبعدها لن نجد ما نتقاتل عليه سوى العلقم الذي سنتجرع مرارته مجبرين كثمرة لأفعالنا المشينة بحق وطننا الذي تنكرنا له بل وأصررنا على تدمير كل شيء جميل ,لنفيق من غيبوبتنا قبل فوات الآوان.