إلى متى هذا الانهيار¿

واثق شاذلي

مقال


 - أصبحنا نتداول الكلمات المفجعة في حياتنا كما نتداول ونتناول الفواكه في مواسمها...الموسم الآن للفاكهة  السامة....الانهيارات...انهيار المؤسسة,انهيار الوزارة,انهيار الدولة. من بين
أصبحنا نتداول الكلمات المفجعة في حياتنا كما نتداول ونتناول الفواكه في مواسمها…الموسم الآن للفاكهة السامة….الانهيارات…انهيار المؤسسة,انهيار الوزارة,انهيار الدولة. من بين الوزارات والمؤسسات التي كثر الحديث عن انهيارها أو قرب انهيارها وزاره الكهرباء ومؤسستها العامة.
في الأسبوع الأول من شهرنا الجاري نوفمبر عاشت العاصمة وكثير من محافظات البلاد بضعة أيام في ظلام دامس لأكثر من 21 ساعة في اليوم .المسؤولون في وزاره الكهرباء ومؤسستها العامة لم يعد يكفيهم النقص المريع في إنتاج الكهرباء وما يحدث لها من أعمال تخريبية متواصلة,فمدوا يد المساعدة للتعجيل بانهيار الكهرباء في البلاد وحفر قبرها بايديهم.ذكرت الصحف أن مصدرا في المؤسسة العامة للكهرباء (فضل عدم ذكر اسمه كالعادة) قال إن سبب الانطفاءات الأخيرة هو الصيانة أو بالأصح عدم القيام بالصيانة المطلوبة في المحطة الرئيسية الغازية في مأرب وإن أحد توربيناتها خرج عن الخدمة بسبب ذلك.
إداره المحطة قامت بإيقاف العمل كلية في المحطة.. لماذا.. السبب عدم التزام الإدارة بتعليمات شركة ( سيمنس) الألمانية المصنعة في القيام بالصيانة الكاملة بعد تشغيل المحطة لـ (34) ساعة عمل… الإدارة شغلت المحطة لأكثر من ( 50) ساعة عمل لتلبسنا الظلام في عز الظهر.
الشركات المصنعة جميعها في العالم تعرف أن النجاح في صنع إي منتج لا يكفي فلا بد لهذا المنتج من خدمة ما بعد البيع والقيام بتشغيله والاستفادة منه وذلك بتوفير الشروط التي تحميه من شر الأمراض والتدهور, واولها توفر قطع الغيار اللازمة صغيرها والكبير وثانيها القيام بالصيانة الدورية الجزئية منها والعامة حسب البرامج والمواعيد المحددة لها وعدم مخالفتها.
نحن عندما نضع الموازنات السنوية لمرافقنا لاننسى بالطبع وضع بند شراء قطع الغيار وبند الصيانة بمختلف أشكالها..ذلك في الورق أما عند التطبيق فما أسهل أن تمتد أيدينا إلى مخصصات هذين البندين وصرفها لغيرهما من أمور أخرى والأسباب والأعذار القبيحة الجاهزة كثيرة, وخبرتنا بها تقول أنها تكفي لدمار شركات مصنعة بأكملها لا بمنتجاتها فقط مهما بلغت ضخامة وأهمية هذه المنتجات.
اليمنيون قوة عظيمة في البناء وقوى فاشلة في الصيانة وعلى كافة المستويات.
مشكلتنا الكهربائية العويصة..طويلة العمر هذه..ليست معقده إلى هذا الحد. وزير الكهرباء يقول أن ما ننتجه من كهرباء لايزيد عن 1100 ميجا وان ما نحتاجه في الوقت الحاضر يتراوح بين 1500 و 3000 ميجا.من المضحكات المبكيات نشر وكالات الأنباء هذا الأسبوع خبر استعداد احد المهراجات الهنود لبناء محطة كهرباء في منطقته بقوه 2500 ميجا.
أين هم مهراجاتنا.. أقصد كبار رجال الأموال والأعمال لدينا,ألا يستطيع احدهم أو بعضهم بناء محطة كهرباء تنتج 3000 ميجا على اقل تقدير في بلدنا ونحن نقرأ ونسمع عن رجال أموال وأعمال وغيرهم من اليمنيين يقومون بالاستثمار في عدد من الدول القريبة والبعيدة والتي لا يستفيد من استثماراتهم فيها سوى شعوب تلك البلاد.
الإدارة مشكلتنا وأزمتنا في مختلف العهود وعلى كافة المستويات.إلى متى نبقي على الإدارات الفاشلة, إلى متى نمتنع عن مكافاة المجتهد الناجح ونحاسب المتقاعس الفاشل وخاصة في مشاريع وأعمال هامة وحساسة كالكهرباء, إلى متى نسكت عن تدهور محطات الكهرباء في جميع محافظاتنا بسبب الصيانة, ومتى سننجح في هدم سد العجز ونعمل على بناء مشروع استراتيجي للكهرباء في بلدنا نحن في أمس الحاجة إليه.¿
Wams2013@hotmail.com

قد يعجبك ايضا