شعراء مذحج أخبارهم وأشعارهم في الجاهلية في طبعته الثانية

كتب/ صادق هزبر

صدر عن مجمع العربية السعيدة الطبعة الثانية من كتاب شعراء مذحج أخبارهم وأشعارهم في الجاهلية صنعة الدكتور مقبل التام عامر الأحمدي ويعد أصل هذا الكتاب رسالة جامعية تقدم بها المؤلف إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة اللبنانية لنيل درجة الماجستير بالأدب القديم وطبع بوزارة الثقافة ضمن مطبوعات صنعاء عاصمة للثقافة العربية للعام 2004م وهذه هي الطبعة الثانية لهذا الكتاب الذي يعد درة مكنونة وواحة تعطي القارئ متنفسا للخروج عن واقع اليوم والعودة إلى زمن الأجواد البررة إلى زمن يتحدث لغة الكرامة والحب والنخوة والشجاعة والأدب في رسائل شعراء مذحج.
أما من حيث المضمون فيعد الكتاب بما فيه صورة لصاحبه في ذلك الأوان ولو أجبل فيه الفكر وأنعم فيه النظر كرة أخرى لقيل فيه كلام غير الذي كان وقد بذل المؤلف جهدا في البحث العلمي لهذا الكتاب واستقصاء الأشعار هذا الصقع وتتبع ما كان هاجعا عن شعراء مذحج في الجاهلية.. لقد استطاع المؤلف أن يسبر أغوار شعر الجاهلية في مذحج وأن يطوف بأودية مذحج وحواضرها في رحلة سياحية ممتعة متنقلا بوسائل قديمة ومستضافا بدور أهلها وقصورها ومتدثرا بالأصواف والوبر.. مصافحا أجداده الحميريين ذوو الشأن والملك حتى وصل به ضيافة ¿¿¿ للتأكد قبل النشر وأشعارهم.
واكتشف فنون الحضارة والعمارة اللتين عليها القبائل اليمنية موضحا أن جلها كان يرفل بالقصور وينعم بنظام زراعي متطور فتذ عرفوا المدرجات وزينوا بها الجبال ومالوا إلى السدود فشيدوها وجعلوها للشعاب أحن من الأم الرؤوم على ولدها أما الوشائج السياسية والتجارية التي كانت بين القبائل اليمنية “همدان وحمير ومذحج” وغيرها من سكن بقاع البسيطة ويقول الدكتور الأحمدي وفي رحم هذا السمت الذي ماز القبائل اليمانية من أخواتها ولدت الرغبة في للتأكد قبل النشر أبقت لنا العوادي من أشعار مذحج جمجمة اليمن بعد أن ازدانت به أيام هذا الدهر وتسورت به لياليه ثم جمع هذه الأقراط والنقائس بين دفتي سفر واحد يكون قصير الرشاء قليل المتح للراغب في تناول ذي الأشعار مادة للدرس والبحث سهل المأخذ للأخذ نفسه فقد كرس الدكتور عامر التام الأحمدي جهده ووقته بل وفكره المتقد بمشاعل التنوير وجزالة للغة لإنجاز كتاب شعراء مذحج فعمل بعزم في جمع أشعار هذه القبيلة العربية التي لم تلق أشعارها نصيبا لبيقا بتعريف شعراء مذحج معانيهم فيها وحرى بهذه المعاني أن تكون سجدة للباحثين يترنمون بما حملت من رجاحة عقول شعرائها ذوي المكانة السامقة والأشعار الجياد الحسان التي دل عليها ما جمع أسلافنا في القرنين الثاني والثالث الهجربين فقد كان هؤلاء ممن حملوا لواء الشعر في جاهلية العرب والكتاب مقسم إلى ثلاثة فصول الأول فبحث القبيلة وتسميتها ونسبها وتفرع بطونها وأفخاذها وفصائلها ومشاهير كل بطن ووقف المؤلف الدكتور الأحمدي على متقدات مذحج من الجاهلية ونفثات نصارى نجران من بني الحارث بن كعب وزبر في أفعال ذو نواس الحميري حين سار إليهم بجنده ووقف في الفصل الثاني على موضوعات أشعار مذحج الحماسة والفخر والوصف والوصايا والحكمة والرثاء والشكوى من الهرم والهجاء والغزل والمدح مبينا أن الغلبة في موضوعات أشعار مذحج للحماسة والوصف وأما الوصف الثالث فاختتمه بدرر من الخصائص الفنية المعنوية منها واللفظية حيث رصد بساطة المعاني وحسن تأتيها وقيد شذود بعضها ولعل كتاب شعراء مذحج أخبارهم وأشعارهم في الجاهلية هو الكتاب الواحد والأوحد الذي يثري المكتبة اليمنية بل والمكتبة العربية ومن لم يقرأ ويتمتع بهذا الكتاب فقد خسر جزءا من المعرفة بأدبيات شعراء مذحج قديما.

قد يعجبك ايضا