ما هو موجود
زياد السالمي
تراكمات الأيام بما تحمله من تناقض تجعل فرصة الاختيار أصعب
كما تجعل المعني محتارا والممكنات أشد تعقيدا تذبذب الثوابت وتداعياتها من نتاج ذلك
لا شيء يشرعن المحاولة أو حتى التفكير بتأطير أو إدراج الوضع في أطر وجودي مبني على الموضوعية التشاؤم يتسيد دائما الموقف والجدوى من الجدية لا تمنح غير حريق الدم والفشل
كل ما يطفو على السطح متواليات الندم والخيبة في ظل هذه الظروف السرابية المعتمة اللئيمة معظم الأوقات
أن يأمل يعني أن يقبل بأتفه التوقعات بينما الخطورة الأشد أن يفقد الإنسان خلالها أبسط مقومات تكوينه المعنوية أن يرضخ لإغراءات العدم ويقف على مقربة من خسران القيم التي قد تخفف حدة وطأة الشعور بعدم المسؤولية لغياب الحافز ودونية المتاح وتمييع المقابل وانغلاق السبل البديلة
لا شيء يجعلك تكره وجودك اكثر مما هو موجود في زمن يحار اللبيب له وينظر ان بقاءه تغطية فراغ وتبرير هزيمة بإسقاطها كالعادة على المسايرة لتغدو الهوية لعنة تاريخية لا يدري أحد من وراءها هل السقوط في وحل الانقياد لذوات جل ما تطمح به الوقوف على الفية ثالثة كآلات لمطامع الهيمنة العالمية خشية ما سيؤول اليه الانتماء ومحاولة فرض الذات الجمعية امام الاخر المهيمن من غيبية الرد أم أن الأمر لا يعني سوى ما سيدر من ربح بغض النظر عن النتيجة الأخلاقية والوسيلة المتبعة
الأمر الذي يبعث الى التساؤل عن ما الذنب الذي اقترفه انسان بريء كل البراءة مما يحدث ليكون من ابناء هذا العهد حتى يتجرع تبعيته على الرغم من ابدائه رفضه المطلق ومحاولته التجاوز لكل ما هو قائم بعد ما اعيي محاولا تقديم ممكنات الحياة الحقيقية التي تستحق النضال من أجلها لأبناء لونه فيقابل بالنكران والتهميش والمكائد اليس من العدل ان يكون الجزاء من صنف الفعل لا ان يكوى بما ليس له يد في اشعاله مع انه قد حاول اطفاء تلك النار بدمه عندما اصبح لا يستطيع الوصول الى الماء نظرا لمنعه ممن سيحرق بها آجلا أم عاجلا
لا أدري ما يسمى هنا الرضا هل قدرية أم مخاض السببية على المسيء والمحسن معا سواء وجدت العلاقة أو الرابطة أو انتفت بين متسبب أو مقدر له وبين الراضخ للواقع أو المكره على التعايش مع بذله الرفض وما هو المعيار مع أن المعروف زمني صرفا حتى يندرج ضمن البوتقة المحكوم عليها سلفا بالزمن
وهل معيار الزمن كاف ليدرج مهما كانت تصرفاته تناهض ذلك ألهذا المعيار فقط قيل السيئة تعم
ربما الشعور هذا لا مبرر له طالما الإدراك للأشياء والقيم و المختلف والضمير نسبي بتمثل المألوف في القصدية المبتدعة لتلوثه بافتراض مسبق وانذواء الفطرة في وضع كيفية ومقتضيات الإدراك مع أن نوباته فيها من البرهنة ما تمنح الشعور واقعه وتضفي عليه بعض الحجية يعاضد هذه النوبات أنه أصبح في حكم الواقع المتواتر في الذاكرة الانسانية في حين ما يلمس يبدي سلوكا منافيا يقوض شرعنته واحتمالية وهميته هل هنالك ما يوازي هذه المناوئات كتراكم الأيام حينما يصبح التشتت هو المعادل المتسيد لوقائع المستقبل ليغدو التموضع ضربا من العفوية التناسلية في أشينة الإنسان لا أنسنة الأشياء ويغدو الرقي والتطور كدولاب يدور نحو نفسه إن لم يكن الى الخلف من ثم قد تكون اللامبالاة هي المخدر الوحيد تستحق فعلا حتى اتقانها المثابرة للتكيف مع معطيات التمثل كضرورة عيش لا أكثر.