حذاري من الفشل والاخفاق
علي العماري
الناس يؤمنون بما يحسون به وما يلمسونه وليس بما يسمعونه من وسائط الإعلام والخطب التي تمجد الأفراد وتتحدث عن إنجازات غير مرئية على أرض الواقع.
ومن الصعب على علماء الكون وعباقرة العالم إقناعنا نحن اليمنيون بأننا قد تجاوزنا التحديات والمطبات الخطرة وقد استكملنا أهداف الثورة بنسبة 100%.
ولو كنا قد نجحنا لما كنا بحاجة لتمديد المرحلة الانتقالية المحددة بسنتين بإضافة عامين آخرين للرئيس والحكومة والبرلمان العتيق ومجلس الشورى الذي لم يستشر طوال عمره حتى يخال للمرء أن الإخفاق والفشل سمة غالبة على ساسة اليمن وهو ما يؤكد صحة التشخيص البيطري الخبيث القائل أن علتنا المستعصية على العلاج تكمن في الرأس وليس في جسد المجتمع المريض أصلا من كثرة الهزات والأزمات.. جموع الشعب غاضبة ومستاءة من غموض الرؤية وضبابية المواقف والاتجاهات وخلط الأوراق وتأزيم الأوضاع والتضليل والصمت المطبق تجاه قوى التخريب والفساد المعرقلة لعملية التغيير.
الثورة فعل مستمرة وإن بدت عجلتها متوقفة عن الدوران بفعل فاعل شر طبعا وليس فاعل خير.
البعض يعمل على خنق الثورة وإغراقها في بحار ومحيطات متلاطمة الأمواج من الأفخاخ والعراقيل لنعاود السير على النهج القديم بعكس التيار.
ويجري الحديث عن واقع اليوم بكل أسف وأسى لما آلت إليه الأوضاع المضطربة بالزوابع والأعاصير وانعدام الأمن والأمان ليس لتشخيص المشكلة وإنما للتخويف من المصير المجهول في قادم الأيام.
هناك من يحاول تحجيم قوى الثورة الشبابية السلمية وحرف مسار ثورة 11 فبراير وجرها إلى معارك جانبية وتحميلها وزر ما يحدث وهذا ما شجع قوى الإرهاب والفساد للثورة المضادة على إعادة تنظيم نشاطها التخريبي وتجميع صفوفها.
ولأننا أمة تأبى مغادرة الماضي بالرحيل إلى المستقبل نضيع وقتنا وجهدنا في زرع الألغام في طريق العملية السياسية للخروج من المأزق الراهن ونكرس إمكانياتنا لتفسير ما حدث خلال العام 2011م ثورة أم أزمة على ذات المنوال مع انقلاب 5 نوفمبر 67م هل جاء لتصحيح مسار ثورة 26 سبتمبر أم لاحتوائها¿ ويتجاهل هؤلاء أن الشعب خرج إلى الساحات طالبا للحرية والعدالة ورافضا للذل والهوان وحكم الفرد والعائلة وكأن ما نعيشه اليوم جاء من فراغ وليس بفضل الثورة الشبابية الشعبية السلمية لكن الزمن كفيل بفضح هذه التخرصات وكشف حقيقة ما جرى ويجري من مؤامرات لكسر إرادة الشعب وإجهاض تطلعاته.