مصلح اليمن الأمير الصنعاني.. حياة حافلة بالعطاء والعلم

إعداد/محمد محمد العرشي

المقدمة:
أخي القارئ الكريم.. يسرني أن أتحفك ولا سيما الشباب اليمني بمقالي هذا بالتعريف بشخصية علمية يمنية كبيرة من رواد الإصلاح الاجتماعي والديني وزعماء النهضة في العالم الإسلامي العلامة المرحوم محمد بن إسماعيل الأمير المعروف في العالم العربي والإسلامي بـ(إبن الأمير الصنعاني) الذي عاش في القرن الثاني عشر الهجري وفي القرن السابع عشر الميلادي ومن خلال استعراض سيرة وحياة المرحوم محمد بن إسماعيل الأمير تتضح لنا الحقائق الجلية والواضحة التالية وهي:
أولا: أن الزيدية في اليمن هم سنة الشيعة وليس بينهم وبين التشيع الكائن في العراق أو في إيران أي صلة لا من قريب ولا من بعيد…
ثانيا: الخلط الذي نشهده الآن حول علاقة الزيدية بالتشيع الكائن في العراق أو في إيران إنما هو نتيجة لثورة المعلومات والإعلام المعاصر التي أحدثت خلط في ذهن الشباب..
ثالثا: أن أغلب علماء اليمن الكبار الذين هم من علماء السنة هم من الهاشميين سواء كانوا من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب وسيرة العلماء المجتهدين من حضرموت وسيرة العلامة المرحوم محمد بن إبراهيم الوزير وسيرة المرحوم محمد بن إسماعيل الأمير وسيرة تلميذه العالم المجتهد المرحوم عبدالقادر بن أحمد أحد علماء أسرة آل شرف الدين في كوكبان وسيرة آل إسحاق في صنعاء وغيرها إنما هي تجسيدلهذا المفهوم..
رابعا: الصراع بين الأحزاب السياسية في اليمن هو نتيجة الصراع الحادث في اليمن وهو نتيجة الصراع الحادث في المنطقة في سوريا والعراق والبحرين ومصر..
خامسا: الروابط الأسرية والاجتماعية في اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه هي أقوى من جميع الروابط الأسرية في المنطقة العربية وبالتالي لا بد أن يسود السلم الاجتماعي في اليمن قريبا إن شاء الله..
سادسا:معظم الصفوة السياسية في يمننا الموحد هم أصهار وهم بزي (ابن أخت) وخال.
وفي النهاية لا بد أن يتفقوا على التسوية السياسية بينهم ويكون لسان حالهم قول البحتري:
إذا احتربت يوما فسالت دماؤها
تذكرت القربى فسالت دموعها
التعريف بالكتاب:
كتاب مصلح اليمن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المولود بكحلان– محافظة عمران (حجة حاليا) سنة 1099هـ المتوفي في صنعاء 1182 شمل دراسة حياته وآثاره تأليف المرحوم عبدالرحمن بعكر من منشورات دار الروائع (دمشق – سوريا) مكتبة أسامة تعز باليمن.
الكتاب مكون من 215 صفحة وضع له مؤلفه مقدمة تتكون من 19 صفحة ويتكون من ستة أبواب: الباب الأول تحت عنوان اليمن والقرن الثاني عشر الهجري الباب الثاني تحت عنوان الهالة الأميرية الباب الثالث طفولة جادة ورجولة مجاهدة الباب الرابع تحت عنوان حصاد الثمانين الباب الخامس تحت الذرية المباركة الباب السادس في خميلة العنادل.
لقد أثرى مؤلفه المرحوم عبدالرحمن طيب بعكر حياة المصلح الكبير المرحوم محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني في صفحات الأبواب الستة التي اشتمل عليها كتاب مصلح اليمن حيث ذكر مؤلف الكتاب حرصه على أن يقدم للمسلمين والقارئ العربي والمسلم علما بارزا في الرسوخ العلمي والإصلاح الاجتماعي ووصفه بأنه رائدا عظيما من رواد النهضة الإسلامية في العالم الإسلامي وهو من مجتهدي القرن الثاني عشر محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني ويشير المؤلف إلى أن الأزهر قد أصدر دراستين عن ابن الأمير الأولى اقتصرت على الجانب الفقهي والأخرى اقتصرت على الجانب الأدبي وأشار إلى أنه صدرت أيضا دراسة إضافية عن ابن الأمير وعصره أصدر مجموعة من علماء اليمن ومنهم المرحوم العلامة قاسم غالب وقد صدرت هذه الدراسةعام 1385هـ وقد أعيدتطباعتها عام 1403هـ.
وفي الباب الأول (اليمن والقرن الثاني عشر الهجري) ذكر تحت عنوان “من أعلام السنة” العديد من الأعلام (من علماء سنة الشيعة الزيديين)منهمالسيد أحمد بن عبدالرحمن الشامي استوعب علوم عصره وطاف على كبار مشائخ صنعاء وأتم الله له النعمة بأن يسر له الاجتماع بالعلامة عبدالخالق بن الزين المزجاجي فقرأ عليه في الأمهات الست وتمكن من علم الحديث.
مصلح اليمن.. محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
أورد مؤلف كتاب (مصلح اليمن…) ترجمة لجد الإمام المرحوم محمد بن إسماعيل الأمير ثم ترجمة أخرى لأبيه قبل أن يذكر ترجمة لمصلح اليمن فذكر أن جده هو صلاح بن محمد بن علي بن حفظ الدين إلى بقية النسب الشريف السامي إلى الدوحة العلوية. ولم يحدد المؤرخون مولده ولكنهم أثبتوا أن وفاته قبيل سنة 1102هـ وذكر أنه نشأ وتوفي بكحلان. ثم ذكر والد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير فقال: هو إسماعيل بن صلاح. ولد بكحلان سنة 1076هـ وبها نشأ وتلقى دراسته في القرآن وفروع الفقه وعلوم اللغة والأدب وتحول منه

قد يعجبك ايضا