اسهامات يمنية عظيمة في العلوم الإسلامية

إعداد/محمد محمد العرشي


المقدمة:
أخي القارئ الكريم.. يسعدني أن أقدم لك تعريفا بكتاب (طبقات فقهاء اليمن) تأليف/عمر بن علي بن سمرة الجعدي المولود 547هـ المتوفي 586هـ والذي حققه فؤاد السيد عمارة المولود 1334هـ والمتوفي1387هـ.
يعتبر كتاب طبقات فقهاء اليمن من أقدم كتب التاريخ على مستوى العالم الإسلامي أي أن عمره ما يقرب من ألف سنة هجرية ويعتبر من أهم المراجع في الحديث والفقه والمذاهب الإسلامية في فقه التشريع والقضاء والمطلع على هذا الكتاب بإمعان وتمحيص يجد فيه المعلومات الوفيرة لطبقات فقهاء اليمن من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى نهاية حياة مؤلف الكتاب في أواخر القرن السادس.. ومن خلال اطلاعك على مقالي هذا أو عثورك على أصل الكتاب تستطيع أن تستنتج الحقائق التالية:
أولا: أن اليمن كان المصدر العلمي والفقهي الثاني بعد مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: أن معظم المذاهب الإسلامية كان منشأها اليمن.
ثالثا: أن علم السنة حظي باهتمام خاص من خلال اجتهاد معمر بن راشد البصري الصنعاني مؤسس مدرسة الحديث في العالم الإسلامي مع عبدالرزاق بن همام الصنعاني المقبور في حمراء العلب بسفح جبل نعم من الناحية الجنوبية من صنعاء..
ثالثا: ورد في هذا الكتاب رواية تقول أن الإمام الشافعي من مواليد اليمن وهذه الرواية بحاجة إلى همة العلماء والباحثين المحايدين وغير المتعصبين للمذهبية والمناطقية لتثبت هذه الرواية أو تدحضها لكن هذه الرواية سيفتخر بها كل يمني في شماله وجنوبه وشرقه وغربه…
مقدمة المحقق فؤاد السيد:
ذكر المحقق أنه في أواخر ديسمبر 1951م أي قبل ثلاثة وستون عاماكان في زيارة لليمن في بعثة علمية لدراسة المخطوطات اليمنية التي اشتهرت بها اليمن من بعد الإسلام ولا سيما وأن اليمن أخرج الكثير من العلماء في كل عصر.
وذكر أن كتاب (طبقات فقهاء اليمن) لأبن سمرة الجعدي الذي يعتبر من أهم وأقدم كتب الطبقات والتراجم ولقد نازعته نفسه في تحقيقه ونشره وبعد خمس سنوات التقى بالمرحوم العلامة الوزير القاضي محمد بن عبدالله العمري المولود في عام 1334هـ المتوفي عام 1380هـالذي أسهم بطبع العديد من كتب التراث ونشرها والجدير بالذكر أنه والد الأستاذ محمد بن محمد العمري وكيل أمانة العاصمة سابقا وهو أخو العالم والوزير الكبير الدكتور حسين بن عبدالله العمري ونجل رئيس وزراء اليمن الشهيد عبدالله العمري في عهد الإمام يحيى حميد الدينوقد دار الحديث بين المحقق وبين القاضي محمد العمري حول التراث اليمني ومنها كتاب طبقات فقهاء اليمن ورغبته في تحقيقه ونشره وقد رحب القاضي محمد بنشر هذا الكتاب و المسارعة في إنجاز هذه المهمة وأفاد أن لديه نسخة منه منسوخة حديثة من نسخة توجد في بلاد حضرموت وأنه مستعد لأن يقدمها للمحقق للاستعانة بها في تحقيق ونشر كتاب (طبقات فقهاء اليمن) وبما أن كتاب (طبقات فقهاء اليمن) يترجم لمعظم علماء اليمن الأسفل فقد اشترط على المحقق أن يقوم أيضا بتحقيق طبقات علماء الزيدية للعلامة المرحوم يحيى بن الحسين بن القاسم المولود سنة1025هـ والمتوفى سنة 1099هـ وله ما يقرب من مائة وعشرين كتاب ورسالة..
ومن المعروف أن المرحوم يحيى بن الحسين بن القاسم قد استسقى طبقاته من تاريخ أبي مسلم اللحجي والجدير بالذكر أن العلامة المفكر الإسلامي الكبير زيد بن علي الوزير يقوم الآن بتحقيق طبقات علماء الزيدية ليحيى بن الحسين بن القاسم واستمر العلامة فؤاد السيد في مقدمته إلتي احتوتها ذاكرا أنه تم تحقيق الكتاب وأنجز من طبعة عدة ملازم ألتقى بصديقه العلامة الكبير المرحوم الوزير القاضي حسين بن أحمد السياغيالمولود في عام 1909م والمتوفي عام 1987م والذي كان نائبا لرئيس المجلس الأعلى للقضاء في الثمانينات من القرن العشرين المنصرم ولم يبين المحقق أين التقى بصديقه هل في بيروت أو في القاهرة أم في صنعاء والغالب أنه التقى به خارج اليمن ربما يكون في القاهرة.
وقد أشار المحقق أن المرحوم القاضي حسين بن أحمد السياغي الذي كان له اهتمام خاص بكتاب طبقات فقهاء اليمن لابن سمرة الجعدي وأنه أعد منه نسخة وأرسلها إلى القاهرة وقد ذكر أن القاضي المرحوم حسينالسياغي قد أطلع على بعض المصادر الأخرى ووضع لها فهارس أي أنه قد استكمل تحقيق كتاب طبقات فقهاء اليمن لابن سمرة الجعدي بشهادة محقق كتاب (طبقات فقهاء اليمن) فؤاد السيد. واعتقد أن النسخة التي حققها المرحوم القاضي حسين السياغي موجودة لدى صديقي وزميلي المهندس حسين بن حسين السياغي– أطال الله عمره وأرجو أن تتاح له فرصة لطبعها ونشرها مرة أخرى بتحقيق والده وسيكون ذلك من باب العمل الصالح الذي ينتفع به الميت بعد وفاته أو علم ينتفع به بعد موته أو ولد صالح يدعو له وهذا من باب الدعاء للوالد بعد موته..
واعتقد أن تحقيق المرحو

قد يعجبك ايضا