حماية من¿ ممن ¿¿
ناجي عبدالله الحرازي
ناجي عبدالله الحرازي –
مزعجة هي حقيقة أن زعماءنا السياسيين والقبليين وكبار مسئولينا المدنيين أو العسكريين الحاليين أو السابقين وحتى بعض صغارهم ممن تم تعيينهم بقرارات جمهورية لم يعودوا قادرين على الحركة بدون مرافقين أو بدون حراسة مسلحة أو حماية ..
ومزعجة أيضا بعض الأخبار التي تنقل لنا أن بعض قادتنا السياسيين ووجهائنا ومشايخنا يصرون على التمسك بمرافقيهم المسلحين حتى وهم يتنقلون داخل منازلهم أو قصورهم وفي مجالسهم الخاصة (مقايلهم التي يلتقون فيها بأقرب أصدقائهم وبرجالهم وبمن ينشد مساعدتهم أو مشورتهم ).
والأكثر إزعاجا ما تتحمله خزينة الدولة من أعباء مالية نتيجة لهذه الظاهرة غير الطبيعية التي لم تقتصر فقط على من تستوجب مواقعهم الرسمية أو القبلية شيئا من الحماية المقبولة بل شملت أشخاصا لايجب أن يشعروا بالقلق لا وهم داخل منازلهم ولا في مقار عملهم أو مكاتبهم – كبعض وكلاء الوزارات أو الوكلاء المساعدين وبعض مدراء الأمن ووكلاء المحافظين ورؤساء مجالس إدارات بعض مؤسساتنا وحتى بعض صغار مشايخ وأعيان ووجهاء البلاد كما اعتدنا تسميتهم – ومع ذلك يقال أن لدى كل منهم عددا من المرافقين المسلحين جميعهم جنود يتلقون مرتباتهم من الدولة!!!
وإذا استبعدنا حقيقة أن بعض أسباب هذه الظاهرة تعود لفشلنا في التخلص من مشكلة الثأر التي مازالت تلاحق بعض وجهائنا ومشايخ قبائلنا وربما بعض ساستنا ممن يشعرون بالقلق من لجوء خصومهم للعنف واستبعدنا أيضا وهو أن هذه الظاهرة إنما هي للوجاهة أو للتعبير عن مكانة هذا الشخص أو ذاك الاجتماعية المرموقة أو حتى مبررا أنها توفر فرص عمل لأفراد الحماية أو الحراس المكلفين بهذه المهمة وهم بالمئات في بعض الحالات – كما هو معلوم للجميع – فهذه الحقيقة المؤلمة وما يرتبط بها تعد بالتأكيد مؤشرا خطيرا على انعدام الشعور بالأمان في بلد الإيمان !!
هذا الشعور الذي لا يطغى فقط على البسطاء منا وممن لا حول لهم ولا قوة بل ينتشر حتى في أوساط من يفترض أنهم يتحملون مسئولية تأمين البلاد والعباد .
وهنا لابد من مراجعة هذه الظاهرة بدقة وبحث تفاصيلها وتأمل أفضل السبل الممكنة للتخفيف من حدتها أو على الأقل لجعلها غير مرئية ولا تستفز عامة اليمنيين الذين تتواصل معاناتهم مع استمرار نقاط التفتيش المنتشرة في أنحاء المدن الرئيسية ويشعرون بالغبن من كبارهم ووجهائهم .
هؤلاء الكبار ممن يفترض أن يكونوا قدوتنا و مضرب المثل بالنسبة لنا وأن يعيشوا حياتنا ويتنقلوا وسطنا ويتعاملوا معنا دون خوف أو وجل وبدون الحاجة لمن يحميهم منا وعلى نفقتنا من أموال الخزينة العامة ..
فهل تختفي ظاهرة المرافقين المسلحين من حياتنا ¿ ومتى سيتسنى لنا التنقل داخل المدن وخارجها بأمن وسلام دون القلق من مظاهر السلاح التي تقلقنا منذ عقود .