أكاديمية رمضان..و(الأجسام المشبوهة)!!
عبدالله حزام
عبدالله حزام –
اليوم¿.. هو بداية شهر رمضان الفضيل أول أيام ثلث الرحمة التي ينبغي أن نسلك دروبها الروحانية لنتدرج في مسالك ثلثي المغفرة والعتق من النار لأنها فرصة..والفرصة تمر مر السحاب حسب حكيم.
* هذا الطبيعي ..أما الخارق للعادة فهو ذهاب رقاد معشر المؤمنين من أهل يمن الإيمان والحكمة في هذا الشهر بعد إشاعات سبقتها أفعال عن استمرار مسلسل الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والحقائب السمسونايت الملغومة التي قد تستهدف الأسواق..!!
* والحال جعلني أراجع التقويم الهجري وما كتبه السابقون واللاحقون عن مدى دقة الحسابات الفلكية في إثبات الشهور الهجرية.. حتى أن نفسي حدثتني بأن يكون عالم الفلك اليمني محمود صغيري والفلكي الجوبي قد ضعفت مقدرتهما الحسابية في هذا المجال وأصبحوا يخطئون الحساب ولم يدخل رمضان بعد..خصوصا وأنا أقرأ رسالة من سبتمبر موبايل قبل يومين تقول:الداخلية تحذر المواطنين من التعامل مع أي أجسام مشبوهة في الأماكن العادة.
* يا سبحان الله.. استهداف المؤمنين في الشهر الكريم وكأن المسألة بالنسبة للفاعلين “خرمة سيجارة” ..أين نعيش هل في أكاديمية نبي الرحمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أم في أكاديمية لعبة الحياة والموت¿
* أحيانا أفكر- وأصل – إلى نتيجة بأن من يقوم بعمليات من هذا النوع كائنات فضائية تأتي من ذلك العالم الافتراضي الذي يعيش لعبة الحياة والموت وليسوا بشرا بين ظهرانينا. .!!
* صدقوا تلك الإشاعات ..مادام عاق والديه (لو صحت الحادثة) حاول أن يضحي بأمه و ببركة دعائها الذي قد يدخله اللجنة .والبسها حزام ناسف وأوصلها إلى أقرب سوبر ماركت تقربا إلى الله ورسوله وطمعا في لقاء مستعجل مع بنات الحور التي لو بصقت إحداهن بصقه لأضاءت ما حولها..حد قول محدث شاب ..!! ..ولا أدري من أين ( مشع) صاحبنا الحديث ..لأن النص لو جاء بعبارة غير البصق لكان مستساغا ..!!
* في كل الأحوال رغم هذا الجو المشحون بالبارود..ستبقى مدرسة الصوم منبعا للفضائل ..وقد علمتنا الدروس المستفادة من الصوم أن التقوى والصبر على المكاره والإحساس بمعاناة الفقراء الذين لا يسألون الناس إلحافا وما أكثرهم أقرب الطرق إلى الجنة ..!!
* واعذروني لو قلت أن لإشاعات التفجيرات التي قد تطال مراكز تسوق عامة إيجابية واحدة وهي كبح جماح هلع التسوق عند الناس الذي ينظف الجيوب ويودي بمدخرات الأسرة في عالم منتجات الحلو والنشويات التي تزيد الوزن وتأتي بأمراض العصر مجتمعة في زمن قياسي..ليذهب ما تبقى من موائد الإفطار إلى مقلب الأزرقين مأسوفا عليه من فقراء المدينة!!
* لا ..والعجيب أن البعض استقبله بطبول (يا نفس ما تشتهي )هذه العادة التي تتطلب مخصصا لا بأس به من ميزانية الأسرة وكأننا قادمون على مهرجان سباق من يأكل أكثر!!وإذا بالبعض يحل ضيفا على المستشفى.!
* لقد أصبحنا نتأسى على ما فات بعد أن اندثرت كثير من عادات التواصل الاجتماعي وتناقص منسوب الروحانية المعهودة التي تعمرها حلقات الذكر والدرس الذي أمام طغيان ثقافة الدشات وثنائي الحشوش فيسبوك وتويتر وبين ذلك الأعمال الدرامية المخصصة للشهر الفضيل والبرامج التي تظهر فيها مذيعات بملابس صالات الأعراس!!!
* معشر الصائمين.. إن عبور مسالك الشهر الكريم الروحانية الذي تفتح فيه أبواب الجنة لا يأتي من باب الاستهلاك الزائد عن الحاجة وترك الفقراء يموتون جوعا .. بل بتربية الإرادة على المزيد من البذل والعطاء لمستحقيه وهجران القول القبيح والإقلاع عن العادات التي تزيد من رصيد خسارة منحة رمضان الأكاديمية التي تستمر ثلاثين يوما !