وطن نحبه !!
–
يحيى محمد العلفي
الوطن وحده هو من يجب على جميع أبنائه أن يحافظوا على كيانه – أمنه واستقراره – وأن يرفعوا وتيرة عطائهم وإخلاصهم بما يحقق للوطن – الأرض والإنسان – العزة والرفعة والتطور والازدهار.. وها نحن اليوم أمام قضية وطن هامة وملحة تتطلب من كافة القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية وكل شرائح المجتمع وفئاته الوقوف صفا واحدا في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق بهم وبوطنهم هنا وهناك ومن كل صنف ولون وتتكاتف حيالها كل الجهود الوطنية المخلصة وبما يعزز من قدرة شعبنا على استئصال وإزالة كل المنغصات والظروف والظواهر التي أحاطت ببلادنا ووطننا الحبيب الغالي طيلة الأعوام الماضية وخصوصا عام الاعتصامات والمظاهرات وما أسموه الخريف العربي أو الربيع العربي وما تركته من آثار سلبية سيئة على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية في حياة المواطن اليمني بشكل عام ما جعل الكثير من الناس – لا سيما ذوي الدخل المحدود – يتساءلون عن مبررات الغياب شبه الكامل للدولة والحكومة في هذه الجوانب وسرعة إيجاد حلول عملية توفر للمواطن الأمن والاستقرار وحياة العيش الكريم بما يمكنه من القيام بواجباته كل في مجال عمله واختصاصه تجاه وطن يحتاج جهود وخبرات جميع أبنائه وتتطلب أوضاعه الراهنة التكاتف والالتفاف حول معطيات البناء بكل إخلاص وتجرد عما سوى حب الوطن.. والوطن وحسب هو الذي نحبه ونعمل جميعا على رفعته وتقدمه وازدهاره.
< وليكن همنا الأول والأخير سواء في الدولة والقيادة أو الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاعتبارية أو في سواها من قطاعات الشعب هو كيف نصل إلى يمن جديد ودولة مدنية حديثة.
< وبعد.. فإن الانتقال السلمي للسلطة وإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والبدء الفوري بإجراءات التطبيق العملي للمصالحة الوطنية والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل كانت كل هذه الفعاليات هي الاتجاه الصحيح الذي جنب اليمن الكثير من المخاطر ودفع عنها منزلق الاقتتال أو الوقوع في هاوية الحروب الأهلية الطاحنة.. فأثبت اليمانيون بهذا التوجه العظيم والأسلوب الرائع بأنهم حقا أهل حكمة وحضارة وتاريخ عريق وبأنهم فعلا قادرون على معالجة قضاياهم وحل مشاكلهم بصورة حضارية راقية وبطريقة عقلانية تستوعب كافة الرؤى والأفكار وتغليب مصلحة الوطن العليا على ما سواها.
< حتى أن (وطنا نحبه ونحميه) صار هو الشعار الأبرز في مسار المرحلة الثانية من خطوات تنفيذ المبادرة الخليجية وذلك من خلال الإعداد الدقيق لمتطلبات بناء يمن جديد بحاضر مشرق ولمستقبل مزدهر.. وهذا يتطلب من كافة شرائح المجتمع وقواه الوطنية السير بجد وإخلاص ووفاء نحو حقول العمل ومواقع الإنتاج بتجرد وتناسي ما مضى ونكران الذات والابتعاد عن أساليب المعمعات واللهث وراء سراب النكايات والاحتجاجات وتعطيل الأعمال والمضي بقلوب صافية وأهداف موحدة نحو البناء ليمن جديد خال من كل مظاهر العبث والفساد ومن منغصات وأوبئة الماضي البغيض.