الكتابة واللغــــــة

يحيى يحيى السريحي

مقالة


 - الكتابة فن إبداعي لا يقل أهمية عن أي من الإبداعات الأخرى إن لم يزدها ويتفوق عليها والكتابة تدوين لغوي لأفكار وآراء وأحاسيس ومشاهد وغيرها من الأشياء التي تكن في نفوسنا فنخرجها بشكل لغوي وهذا الخروج قد يكون عفويا في حال الكلام لكنه يكون أكثر تنظيما وأهدافه تكون أكثر وضوحا وفاعلية في حال الكتابة ,
يحيى يحيى السريحي –

مقالة

الكتابة فن إبداعي لا يقل أهمية عن أي من الإبداعات الأخرى إن لم يزدها ويتفوق عليها والكتابة تدوين لغوي لأفكار وآراء وأحاسيس ومشاهد وغيرها من الأشياء التي تكن في نفوسنا فنخرجها بشكل لغوي وهذا الخروج قد يكون عفويا في حال الكلام لكنه يكون أكثر تنظيما وأهدافه تكون أكثر وضوحا وفاعلية في حال الكتابة , فالكتابة عمل إبداعي مميز يتحرر فيه الكاتب من كل القيود متخطيا ومتنقلا حيث يريد عبر الأزمنة معبرا عن آرائه ومواقفه من الأحداث والمشاهد بالشكل الذي يختاره ويراه مناسبا . والحقيقة أنه ليس كل الناس يمكنهم الخوض في حقل الكتابة فهي ليست طريقا عاما يحق للجميع فيها العبور بل هي مزية وخاصية من الله بها على جزء من عبادة وهي ما تسمي بملكة الكتابة فليس كل من ركب البحر صار بحارا , كما أن مجال الكتابة لا يأتي بالتقليد والمحاكاة للغير وإن قضى المرء منا عمره كله في تقليد الغير بدون موهبة فلن يصل المقلد مبتغاه وما يرتجيه من الكتابة في الشهرة والتخليد كما يتوهم البعض ويتصوره عن الكتابة والغاية منها , وهو تصور قاصر ينمي عن قصور الفهم والإنتهازية المفرطة عند البعض وفهم الكتابة وأهميتها ودورها في بناء المجتمع لأن الكتابة لا تكون في التعبير عن حاجاتنا بقدر ما تكون في التعبير عن إهمال تلك الحاجات التي يحتاجها المجتمع كل المجتمع , ولا أنكر أن الكتابة هي أحد الأحلام الكثيرة التي تظل تراود الكثير منا وتدغدغ خيالنا غير أن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه مؤكد أنه ليس صحيحا ما يشاع إمكانية أيا منا الكتابة لكن الحياة وملابساتها تقف حاجزا وظروف الزمان والمكان حجر عثرة تجرنا إلى الاستسلام . والكاتب لا غنى له عن اللغة ومفرداتها المتعددة في كتاباته المختلفة ولغتنا العربية غنية والحمد لله بذلك بل إن الكثير من أسلافنا علماء ومفكرين وأدباء وشعراء كانوا يعمدون على تعلم اللغة وفروعها قبل تخصصهم في أي علم من العلوم وأذكر أن الإمام الشافعي رحمه الله خرج من مكة ملتحقا بهذيل في البادية ملازما لها يتعلم كلامها سبعة عشر عاما يرحل برحيلهم وينزل بنزلهم وكانت هذيل أفصح العرب في ذلك الزمان , فعلم الكلام وهو علم قائم بذاته بدليل قول الله عز وجل في سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم : ” قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ” صدق الله العظيم لا يمكن للكاتب الاستغناء عن اللغة وعلم الكلام في كتابته لأن اللغة هي من أهم الوسائل التي يملكها الإنسان عموما والكاتب خصوصا للتفاهم والترابط مع الآخرين وأيضا لتبادل ونقل الأفكار والتعريف والتعبير فاللغة كما يقول علماء الألسن تتطور وتنمو كما الإنسان فهي كائن حي ديناميكي متحرك متغير مثل كل الكائنات الحية فهي تولد مع الإنسان مثل باقي الكائنات . وأفضل الكتابات التي تكون بالطريقة السهلة التي يمكن لمختلف فئات وشرائح المجتمع قراءتها وفهمها على اختلاف ثقافتهم ومقدرتهم الفكرية ومدارك فهمهم أي تكون الكتابة للجميع بطريقة السهل الممتع لا السهل الممتنع التي لن يدرك فهمها إلا صفوة المجتمع فما بالكم الكتابة بطريقة الصعب الممتنع واستخدام اللغة العربية الفصحى التي لن يصيب منها معرفة وفهما إلا أقل القليل من تلك النخبة والصفوة المثقفة , وما يجب معرفته جيدا أن اللغة والكتابة كلاهما مكمل للآخر ..

قد يعجبك ايضا