عن السياسة في رمضان
عبدالخالق النقيب

مقال
عبدالخالق النقيب –

مقال
* محاكاة الناس لطقوس رمضان بكل تفاصيلها وملامحها تعبر عن حاجتهم للاسترخاء من تعب طويل ومواويل سياسة تعبث بالحياة وتعكر صفوها يرغبون في العزوف عن الإصغاء لسياسة ما زالت تتحفهم بالمزيد من الغباء والتبلد ازداد ضجرهم بها وهي تستقبل رمضان بأسبوع عامر بالتصريحات والبيانات المخلة تراشق بها مجلس الوزراء مع مجلس النواب دون تريث أو مهل وبلا استشعار .. فيما الناس كانوا بانتظار رؤية سياسية موحدة أو توافق من أي نوع يستقبلون به شهر رمضان ويهدونه للشعب ولأنفسهم ولرمضان أيضا.
* في اللحظات والأيام التي اعتاد الناس فيها استقبال شهر رمضان وترقب رؤية الهلال استبقتها تحذيرات متكررة من وزارة الداخلية بعدم الاقتراب من أجسام غريبة تستبيح الحياة وتهدد الأمن والسكينة واستمعوا لدعوة بائسة أطلقها مجلس الوزراء في بيان دعا فيه التجار إلى تقوى الله وعدم رفع أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية في رمضان وأشفع توسله بالقول «رفقا بالمواطنين» صورة من الصور المحبطة وهي تفرغ كل ما لديها لاستقبال رمضان .. هكذا يبدو المشهد عندما نحاط بسياسة تفتقر لمقوماتها .
* ثمة أمور يصعب تمريرها .. لاندري ما الوجه الذي يلزم خروج بعض الوزارات للإدلاء بتصريحات والتزامات وهي لا تستطيع الإيفاء بها عجزنا عن فهم حماسة وزارة الكهرباء ولم نجد تفسيرا لاندفاعها وهي تلتزم للموطنين بتأمين البدائل والخيارات المتعددة لتوفير الكهرباء طوال شهر رمضان دون انقطاع كذلك فعلت الصناعة والتجارة وهي تتعهد للمواطنين بأقصى مفردات العهد والالتزام لضمان الأسعار الأصلية للسلع المستهلكة والأساسية دخل رمضان وقد زاد في سعر الكيس القمح ألف ريال وشهدت بعض السلع زيادة بنسبة (100%) وقس على ذلك .
* ليت لنا من الأحزاب والساسة من يتسابقون علينا ويتنافسون لإرضائنا كما تتسابق الفضائيات في تقديم الأفضل لديها حتى في شهر رمضان وقد ادخرت لذلك ثلثي جهدها ونشاطها السنوي لتنال الاستحسان وتستحوذ على النسبة الأعلى في المشاهدة كم سيكون الأمر هادئا وأكثر سلاسة ونحن ننتقي من البرامج الحزبية والسياسية ما نرضاه لأنفسنا ويشبع قناعاتنا وتكون هي (الأحزاب) قد استنفرت جهدها وطاقاتها وقدمت الأفضل لديها تماما كما نفعل في اختيار الفضائيات والتنقل بينها وانتقاء البرامج بأريحية تامة .