ليتنا نتذكرها في‮ ‬عيدها

خالد‮ ‬الصعفاني

خالد‮ ‬الصعفاني –
> احتفل الإعلاميون باليوم العالمي‮ ‬لحرية الصحافة الثالث من مايو وكان اليوم مشهودا لأن العيد عيد من‮ ‬يملكون أقوى الأسلحة وأنفذ السلطات للوصول إلى جوارح الناس وعقولهم وقلوبهم‮ .. ‬حرية الصحافة التي‮ ‬تعني‮ ‬للصحفي‮ ‬طوق حماية من انتقاص قدرته وحقه على التعبير والتغطية والتحليل والتناول‮ ‬والمنطلق المبرر للحرية طبعا هو كون الإعلام رسالة سامية وخدمة مهمة‮ ‬يجب أن تقوم بدورها كسلطة رابعة وأن تسهم بإيجابية في‮ ‬الإعلام والتأثير والتوجيه‮ ..‬
في‮ ‬الأزمة التي‮ ‬ألمت ببلادنا خلال عام مضى كان الأسف كبيرا على ذبح الكثيرين لرسالة الإعلام وسفك دم نقاء رسالتها فتحولت إلى آلة تجييش من جانب وتجهيل من جانب وتضليل من الجانب الثالث‮ .. ‬صحيح أن القارئ اليمني‮ ‬أضحى أكثر قدرة على الفرز والتقدير‮ ‬‭, ‬إلا أن الرسالة لم تتجه بنزاهة لخدمة مبادئ الصحافة العادلة وعمقت‮ «‬تخندق‮» ‬بعضنا في‮ ‬خنادق البعض على حساب الأمة وكان هذا جوهر المشكلة ونتاج البلية‮ .. ‬
للأسف البالغ‮ ‬كان لنتاج الجور الإعلامي‮ ‬بالطريقة التي‮ ‬أشرت عليها سواء خلال الأزمة أو حتى لسنوات ما قبلها أبلغ‮ ‬الأثر السلبي‮ ‬في‮ ‬عقول وقلوب الناس الذين أصبحوا أنفسهم متخندقين في‮ ‬تجييش‮ ‬غير عاقل لصالح الملفات الداخلية الساخنة من الحراك إلى القاعدة إلى الحوثية وأصبح نفس المناطقية وخذلان الجسد اليمني‮ ‬الواحد لغة‮ ‬يلهج بها لسان الكثيرين على الصعيدين الحزبي‮ ‬والإعلامي‮ ‬والشعبي‮ .. ‬
هناك عشر فضائيات‮ ‬يمنية الجنسية لا أجدني‮ ‬راضيا عن عطائها في‮ ‬ما تنتجه من اجل اليمن بالمفهوم الشامل حتى وبعضها أسرف في‮ ‬الشعار المرفق لاسم القناة أو المحطة‮ .. ‬بعضها‮ ‬يجاهد الاستمرارية تحت‮ ‬يافطة‮ « ‬مشي‮ ‬حالك‮ « ‬وأخرى ترى في‮ ‬إستراتيجية التنظيم أو الحزب الصنم الذي‮ ‬يجب أن تحج إليه المادة والفكرة والمعلومة‮ ‬‭, ‬وبعضها‮ ‬يجتهد في‮ ‬البقاء أكثر حيادا أو مهنية أو عقلانية في‮ ‬الحدود المعقولة‮ ‬‭, ‬لكن القاسم المشترك الأعلى‮ – ‬وفق تعبير رجال الرياضيات‮ – ‬بينها كلها هو الاعتماد على المادة الإعلامية المعلبة أو المؤرشفة والنتيجة أن الأغاني‮ ‬والبرامج العلمية والإعلانات هي‮ ‬قطار أكثر هذه القنوات‮ ‬‭,‬وغاب الحياد وانتهكت شرف العدالة والموضوعية في‮ ‬الخبر والبرنامج بطريقة فجة‮ ‬‭, ‬بينما تبدو برامج الحوار الثنائية أو تلك المجمهرة مشاهد ركيكة البنيان وهي‮ ‬تناقش قضايا كبيرة وأخرى هامة مع ضيوف‮ « ‬مشي‮ ‬حالك‮ « ‬بالمعروفين لديك‮ ..‬
شيخ الصحافة فقط هو من‮ ‬يكتب العمود الصحفي‮ … ‬قالها قبل أعوام خبير الإعلام العربي‮ ‬الدكتور فاروق حمزة وهو‮ ‬يحاضرنا في‮ ‬وزارة الإعلام حول صحافة تغطية الأزمات‮ .. ‬لكنني‮ ‬أرى في‮ ‬واقع إعلامنا‮ «‬شيخ صحافة‮» ‬يولد مع أول ما‮ ‬يكتبه‮ .. ‬من‮ ‬يرحم صحافتنا اليمنية ممن دخلوا المهنة خلسة على طريقة جرذان المدن‮ .. ‬هؤلاء أصبحوا في‮ ‬الإعلام الحكومي‮ ‬أو الأهلي‮ ‬أو الحزبي‮ ‬يسيئون للإعلام لكنهم‮ ‬يستمرون في‮ ‬العيش بيننا لمهام التجنيد أو لدواعي‮ ‬المحسوبية من أي‮ ‬نوع‮ .. ‬ومن‮ ‬يعيد الإعلام‮ « ‬لحوله‮ « ‬وقد شردوا به بعيدا جدا‮ .. ‬
الموضوعية والعدالة مبدأين لا بد من استذكارهما في‮ ‬كل عمل صحفي‮ ‬وعيد إعلامي‮ ‬كونهما جوهر الصحافة ورسالة الإعلام التي‮ ‬لا تبلغها في‮ ‬مستوياتها العليا أي‮ ‬وسيلة إعلامية محلية أو عالمية إلا من خلال التز

قد يعجبك ايضا