الحامدي: ندوة المناهج بداية لإصلاح الوضع التعليمي والمنهج الدراسي


لقاءات/ نورالدين محمد –
السدعي: اتحاد الشاب سيسهم بالخروج بمنهج تعليمي يحاكي الواقع ويواكب تطورات العصر
الفضلي: لابد من وقفة جادة لتطوير المنهج الدراسي وإدخال التقنية لأن التطورات متسارعة
القباطي: التعليم يمر بأزمة حقيقية وإن كانت غير معلنة بسبب غض الطرف عن السلبيات

لاشك بأن تطوير المنهج التعليمي ومواكبته للعصر لدى الشباب يمثل العمود الفقري للتربية وأحد أهم المحاور الرئيسية للعملية التعليمية ومن أهم الوسائل الحديثة المستخدمة لترجمة جميع عناصر المنهاج وأسسه من هذا المنطلق قام الاتحاد العام لشباب اليمن فرع أمانة العاصمة بإقامة ندوة تربوية حول ” مناهج التعليم في اليمن ومدى مواكبتها لمتغيرات العصر”.
“شباب” التقت مع عدد من المشاركين في الندوة لتسليط الضوء على هذا الموضوع .. فإلى التفاصيل:
استخدام التكنولوجيا
في البدء تطرق الدكتور محمد حسن المسوري رئيس المجلس العلمي بمركز البحوث والتطوير التربوي مستشار وزير التربية والتعليم لشئون الدراسات والبحث العلمي إلى تجربة اليمن في مجال تطوير وتحديث المناهج التعليمية من الفترة (2005-2011م) وما صاحبتها من مراجعة وتقويم المنهج حيث يقول: ركزت هذه الفترة على إزالة ما تحتويه المناهج من أخطاء علمية وتنقيحها من الحشو والتكرار وتبسيط الصياغات وتوضيحها وتحديث لبيانات ودمج الكتب والأدلة ذات الجزءين وحذف الدروس أو نقلها من مستوى إلى آخر واستبدال العديد من الصور والرسوم والخرائط وإعداد الخطط والبرامج لتنفيذ الأنشطة على المدى الطويل وتطوير ما يمكن تطويره وان نسبة ما تم مراجعته خلال هذه الفترة يصل إلى 80% من المناهج المدرسية وفق آلية اعتمدت على تشكيل فريق من الخبراء والمختصين من الجامعات اليمنية ومركز البحوث والتطوير التربوي والمختصين في المناهج والموجهين والمعلمين المتميزين اعتماداٍ على التقارير الميدانية والتوجيهات الصادرة من التوجيه ورأي الفرق نفسها بالإضافة إلى إجراء المسوحات والمقارنات مع العديد من المناهج العربية والأجنبية ومع وثائق المناهج وأدلتها للمعلمين بالإضافة إلى تضمين العديد من القيم البيئية والصحية والوطنية.
مشيراٍ إلى أن الصورة النهائية للمناهج التعليمية شابها الكثير من الاختلالات منها: كثافة المنهج الدراسي الأمر الذي أدى إلى عدم تدريس الكثير من الموضوعات وعدم مراعاة تناسب المحتوى مع الزمن المخصص لتدريس موضوعاته اختلاف بين الأهداف والمحتوى من حيث التحديد لنتاجات التعلم وعدم مراعاة المناهج للتكوين النفسي والعقلي للإنسان المراد تعليمه ندرة استخدام التكنولوجيا في عملية تعليم وتتعلم الموضوعات الدراسية.
أزمة غير معلنة
أما الأستاذ عبدالله القباطي نائب رئيس المكتب التنفيذي للقنابة العامة للمهن التعليمية والتربوية فيقول: إننا في الحقيقة أمام مفترق طرق بالنسبة للتعليم في بلادنا والذي يمر بأزمة حقيقية وإن كانت غير معلنة حتى هذه اللحظة بسبب إصرار المسئولين عن التعليم على غض الطرف عن السلبيات وفي هذه الحالة نحن بحاجة ماسة لإعادة النظر في السياسة التعليمية برمتها لأننا أمام وضع مأساوي يعاني منه قطاع التعليم رغم الإمكانيات المادية المتوفرة اليوم قياساٍ بتواضعها بالأمس مرجعاٍ سبب تخلف التعليم في بلادنا إلى النظام التعليمي والتربوي والهياكل المنفذة له التي تقوم بتطويع كل شيء لخدمة النظام السياسي وتبتعد كثيراٍ عن الواقع الاجتماعي نتيجة لجمود أفكار القائمين عليه ومحاربتهم لكل إبداع لجعل التعليم مسئولية الدولة وحدها.
مختتماٍ حديثه بالقول: إعادة قراءة الواقع وتقديم رؤية نقدية جديدة لمشكلاته وقضاياه المتغيرة هي المدخل الأساسي لتطوير التعليم لأن تعليمنا يعاني كماٍ وكيفاٍ من مشكلات بنيوية عديدة كما أن مخرجاته من حيث الكيف متدنية ومع ذلك فإن الخطاب التربوي الرسمي يعلن العكس وعملية الإصلاح التعليمي تبدأ من المعلم القادر على كشف التناقض بين الخطاب السياسي وبين الواقع حتى يبدأ التغيير فالتغيير والتطوير أصبح ضرورة ملحة تفرضها المتغيرات التي تهدف إلى إحداث نقلة نوعية للعملية التعليمية بمكوناتها المختلفة.
تعليم الكبار
ويضع محمد عبدالغني مدير عام المناهج بجهاز محو الأمية وتعليم الكبار نقاطاٍ تساعد على محو الأمية ومواصلة التعليم وهي: أن المناهج بحاجة إلى تطوير مناهج خاصة بكل فئة حيث أن نسبة الأميين في الفئة العمرية (10-15) سنة هي (25.25%) وأن أعداد الأطفال الذين لا تستوعبهم المدرسة ويتحولون إلى أميين يصل عددهم سنوياٍ إلى ما يقارب (200000) طفل بالإضافة إلى المتسربين من التعليم العام فإن ذلك يستدعي تطوير مناهج خاصة بهذه الفئة تمكنهم من مواصلة تعليمهم كونهم لا يزالون صغاراٍ ولهم اهتمامات مختلفة عن فئة كبار السن لا يمكن اشتراكهم مع الكبار بمناهج واحدة.
النواة الأولى
من جهته قال نائب وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الله الحامدي أن إصلاح التعليم يبدأ من الاهتمام بالمنهج الدراسي وتأهيل المعلم وأن هذه الندوة سيكون لفرع الاتحاد بالأمانة البداية في اصلاح الوضع التعليمي في اليمن واصلاح المنهج الدراسي الذي نكتشف مع كل عام بأنه اكبر من طاقات وقدرات الطلاب وذلك من خلال حذف ما يقارب من 30 الى 40 في المائة من المنهج الدراسي غير المقرر مضيفاٍ بأن الندوة تعد النواة الأولى لعقد مؤتمر وطني للتعليم في اليمن خاصة وان الوضع التعليمي يمر بأسوأ حالته ونحن غير راضين عنه موضحا بأن القضية التعليمية مسؤولية مجتمعية يتحملها الجميع ويشترك فيها كل الجهات الحكومية والأهلية الى جانب وزارة التربية والتعليم.
تقادم المناهج
وعن مدى مواكبة المناهج لمتطلبات العصر يتحدث الأستاذ محمد عبدالله الفضلي مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة قائلاٍ: أن المناهج الدراسية تقادمت كثيراٍ ولذلك لابد من وقفة جادة وصادقة لإعادتها بالشكل المطلوب ولن يأتي ذلك إلا من توفر المصادر وأخذ المعلومات من مجتمعنا وهذه الندوة جاءت في وقتها وهي بغاية الأهمية لإعادة تطوير المنهج وإدخال التقنية التكنولوجية إلى التعليم وما وصل إليه الغير لابد من نظرة جديدة إليه في إدخال التحديثات لأن التطورات متسارعة مختتماٍ تصريحه: لنقف جميعاٍ على مكامن الخلل ونعمل سوياٍ في معالجتها وخاصة ما يتعلق بمستقبل أبنائنا الطلاب.

مناقشات
وبالحديث عن توصيات كل المختصين الذين يساهمون في تحديث المناهج فقد كان الاهتمام بتوجيه حملة تربوية عبر وسائل الإعلام تؤكد على اهمية التعليم في بناء الإنسان والاستفادة من التطورات الحديثة التي طرأت على المناهج في دول مختلفة من العالم وكذا اهتمام وزارة التربية بالكفاءات المهنية وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والوسائط المتنوعة في تسهيل عملية التعلم وانتاج المعرفة بالإضافة الى ضرورة تفعيل دور مركز انتاج الوسائل التعليمية وتفعيل اسهامات مؤسسة المجتمع المدني مع التأكيد على ضرورة اختيار العناصر المؤهلة لتسيير العملية التعلمية وفق معايير الكفاءة والمؤهل والخبرة والجودة والتأكيد على ضرورة دعم المعلمين ماديا ومعنويا وربط التعليم المدرسي ببرامج عملية تطبيقية.
مستقبل الشباب
من جانبه قال رئيس فرع الاتحاد العام لشباب اليمن بأمانة العاصمة الأخ حميد اسماعيل السدعي في كلمة ألقاها في الندوة أن فرع اتحاد الشباب بأمانة العاصمة أقام هذه الندوة امتداداٍ لظاهرة الغش في الاختبارات وأثرها على مستقبل الأجيال الذي نفذها الاتحاد في 26مايو 2009م راجياٍ أن يعمل بهذه التوصيات التي خرجت بها الدورة التي عكست تطلعات مدراء المدارس والمعلمين ومنتسبي التربية والتعليم بهدف أن يستفيد منها السواد الأعظم من أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات وهم اليوم على بعد مسافات بسيطة من اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية.
وأضاف: إن الاتحاد في مثل كذا خطوات سيسهم بالخروج بمنهج تعليمي يحاكي الواقع ويواكب تطورات العصر الحديث وسيتبنا الاتحاد توصيل التوصيات إلى الدولة وأصحاب القرار في الحكومة ولنا في بعض الدول كتركيا مثلاٍ عندما آصبح الطالب والمعلم على حد سواء لا يتعاملون إلا بجهاز صغير يدعى الحاسوب.

تصوير/ فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا