* في محطة غاز مسلحون يعتدون على مواطنين ويطلقون الرصاص
* أحد التجار في شارع المطار يبيع الغاز بــ8 أضعاف السعر الرسمي
الادول بحارة الفجر ينجح في توفير احتياجات السكان لمادة الغاز
ما الفرق بين القوى الظالمة والمعتدية على اليمن.. وبين قوى الفساد في الداخل التي تتلاعب وتحتكر المواد الأساسية ومنها مادة الغاز.. فطائرات العدوان السعودي الأمريكي تقصف البلد وتدمره وتقتل البشر.. وفي ذات الوقت هناك أناس يعملون على احتكار واستغلال احتياجات المواطنين وبالتالي هم يساعدون العدوان في مضاعفة ألآم ومعاناة الناس في كل مديريات ومدن الوطن..
وفي تصوري لقد حان الوقت للعمل لإيجاد آليات وضوابط تضمن وصول متطلبات الناس من المواد الأساسية وبأسعار مناسبة.. والعمل أيضاٍ على إيقاف العابثين والمتلاعبين والمتورطين في عمليات الاحتكار والجشع والارتفاعات السعرية التي شهدتها اليمن خلال الأيام الماضية وخاصةٍ منذ بداية العدوان. وهي أسعار جنونية للغاية ولم يسبق أن حدثت مثل هكذا حالة ارتفاع في أي أزمنة ماضية.
عشوائية التوزيع
*ورغم أن مادة الغاز قد توفرت بكميات كبيرة منذ ما يقارب الــ20يوماٍ ..إلا أن آلية توزيعها ما تزال عشوائية وغير منظمة مما يتسبب في انعدام هذه المادة في بعض الأحيان واحتكارها من قبل التجار والمسئولين والمتعهدين وأصحاب المحطات..وممارسة ابتزاز ضد المواطن وإجباره على اقتنائها بسعر خيالي دون وازع من ضمير عند أولئك الاستغلاليين..الذين لا يقلون بشاعة عن الأعداء الحاقدين على اليمن واليمنيين.
أسعار جنونية
*يوم أمس الأول شاهدت سيارة دينة محملة بأسطوانات الغاز كانت واقفة أمام سوق العاصمة التجاري بمنطقة دارس شارع المطار.. وقد فوجئ الناس بأن سعر أسطوانة الغاز(تعبئة10ك) بمبلغ4000ريال..البعض أصْيب بحالة إحباط فعاد إلى منزله بدون غاز ..والبعض الآخر كان مضطراٍ لاقتنائها رغم الارتفاع الجنوني الذي يتجاوز الــ 8 أضعاف السعر الرسمي.
الادول نموذج
*وما حدث في حارة الفجر أمراٍ يبعث كثيراٍ من التفائل لدى الناس من أن الدنيا مازالت في خير وأن هناك الخيرين والمخلصين يعملون على توفير احتياجات المواطنين دون عائد مادي أو حتى معنوي. الشيخ/صالح محمد الادول عاقل حارة الفجر هو نموذج رائع من الوفاء والإخلاص وخدمة الناس..فقد بذل جهداٍ ووقتاٍ في سبيل إيجاد كمية غاز ما تغطي احتياجات السكان. رغم الصعوبات التي واجهت الدول بسبب عدم تجاوب المسئولين في شركة الغاز واللجان التابعة لأنصار الله لسرعة توفير الغاز في وقت مبكر.
12ساعة في الطابور
*لقد كان المشهد في اليوم الأول لوصول قاطرات الغاز وهي محملة بهذه المادة المهمة ورغم استمرار القصف العدواني على اليمن كان الآلاف من الناس يتوافدون إلى المحطات للحصول على مادة الغاز بعد غياب دام قرابة الــ50يوماٍ..كنت واحداٍ من الناس واقفاٍ في الطابور بمحطة ثافت بشارع المطار..وقبل البدء بتعبئة أسطوانات الغاز قام المشرفون الأمنيون بترقيم الاسطوانات الفارغة وكان العدد650, أي أن عدد المواطنين في الطابور650شخصاٍ وجميعهم ظلوا في الطابور من الــ2ظهراٍ وحتى الــ2ليلاٍ ..لم يحالف الحظ سوى 240شخصاٍ فقط حصلوا على غاز والبقية عادوا إلى منازلهم دون غاز وأنا واحد منهم.
تخويف الناس
*المؤسف جداٍ أن كل أفراد الأمن المتواجدين في محطة ثافت منحوا أنفسهم الحق في الحصول على مادة الغاز بحجة أنهم لجنة أمن وتنظيم..بل إنهم قاموا بإطلاق أعيرة نارية لتخويف الناس وإبعادهم عن ما يحدث من تجاوزات تمثلت في تعبئة عشرات الأسطوانات كانت تأتي من خلف المحطة وهي لأشخاص وقيادات نافذة بعضهم ينتمون إلى أنصار الله, كما أكد أحدهم الذي أطلق الرصاص, وصاح في وجوه الناس وبصوت عال (انحنوا من أنصار الله..افهموا)..وتبين فيما بعد أنهم لا ينتمون مطلقاٍ إلى جماعة أنصار الله..حتى وإن كانوا يحملون السلاح وفيه شعارات وصور السيد/عبدالملك الحوثي.
سنحاسب أي مسيء
* كان متواجداٍ في المحطة لحظة حدوث مشادات واحتجاجات من قبل الناس الزميل /جمال الظاهري وقد اعترض بصوت خافت على تجاوزات أفراد الأمن وإذا بأحدهم يشهر السلاح في وجه جمال مادفع الناس حينئذ إلى الالتفاف حوله وحتى لا يتعرض للإيذاء من قبل المسلحين..وبعد نحو 10دقائق وصل إلى المحطة قيادي بارز من جماعة أنصار الله وقد أكد على أن مادة الغاز متوفرة بكميات كبيرة وستغطي احتياجات ما يزيد عن 3 أشهر..استمع إلى شكاوى الناس واعتذر للجميع وقال بالحرف الواحد (ليس منا من يهين أو يعتدي على أي مواطن..وسنحاسب أي مسيء أو مدعي انتماء لأنصار الله ويرتكب أخطاء أو تجاوزات). وبالفعل كان كلاماٍ رائعاٍ وفيه كثير من الصدق..حيث كان المشهد في اليوم التالي مختلفاٍ تماماٍ.ولم تحدث أي تجاوزات.