يعد العدوان السعودي الغاشم انتهاكا واضحا للسيادة اليمنية ولكل المواثيق الدولية ولايوجد أي مبرر يسمح للدول المعتدية ان تقوم بمهاجمة اليمن وماحدث جاء نتيجة لعملية تآمرية خبيثة خططت لها المملكة السعودية وأياديها العميلة في الداخل حيث قام المستقيل هادي بمحاولة الالتفاف على مخرجات مؤتمر الحوار وجاء بمسودة للدستور قامت بصياغتها الدول المتآمرة وحاول فرضها على الشعب اليمني وفي طياتها تمزيق لليمن وتقسيمه إلى دويلات لكن إصرار الشعب على وحدته وسلامة أراضيه أفشل هذا المخطط الخبيث..في هذا الحوار نستعرض تفاصيل المؤامرة مع الدكتور ربيع شاكر المهدي سفير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن:
* بداية.. استاذ ربيع .. لماذا وصلت الأمور في اليمن إلى هذا الحد وبهذه السرعة¿
– سأبدأ لك من بداية القصة وهي أنه وبعد تزايد أزمة 2011م كان من نتائجها أن سلم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي خلال مراسم حفل تسليم السلطة الذي أقيم بدار الرئاسة وبذلك يكون عبدربه منصور هادي رئيساٍ لمدة عامين وفي مراسم حفل تسليم السلطة قال الرئيس هادي حرفياٍ ” أتمنى أن أقف بعد عامين في نفس هذه القاعة في مكان أخي المشير علي عبد الله صالح والرئيس الجديد مكاني وهذه سنة الحياة في التغيير” المهم .. استمر هادي في الحكم حتى انتهت فترته بحسب المبادرة الخليجية فقرر التمديد له بحيلة وهي عبر الحوار الوطني الذي استمر حوالي عام وكانت مخرجات هذا الحوار إجمالاٍ جيدة إلا أن الرئيس هادي أنهى الحوار فجأة قبل أن يتم الاتفاق على عدد من القضايا الجوهرية ومنها موضوع الأقاليم اوكان يفرض أشياء ويرحل قضايا كل ذلك انعكس على الوضع العام والاقتصاد فخلال حكم هادي ساءت الأوضاع الاقتصادية إلى أبعد الحدود مما جعله يقرر رفع أسعار المشتقات النفطية ورفع الدعم عنها الأمر الذي حرك ثورة شعبية عارمة ضغطت على الرئيس بتخفيض أسعار النفط وهو ما تم بالفعل فقد استجاب الرئيس لذلك تحت ضغط شعبي وانتهت وقتها المشكلة إلا أن قضية موضوع الأقاليم وغيرها من القضايا التي رحلها الرئيس بعد أن أعلن عن انتهاء الحوار دون حلها سبب عودة الثورة الشعبية خصوصاٍ بعد تفاقم الصراع بين المتحاورين الذين وصلوا بعد ذلك إلى اتفاق عقب تلك الأحداث والتطورات ووقعت اتفاقية شهيرة في دار الرئاسة سميت بـ” اتفاقية السلم والشراكة ” بين القوى التي شاركت في مؤتمر الحوار ولكن ما برحت تلك الاتفاقية أن تم نقضها سريعا قبل ان يجف حبرها بسبب عدم التزام الأطراف الموقعة بها وكان السبب في ذلك موضوع تقسيم اليمن إلى أقاليم الذي رفضه الحوثيون والمؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف ووافقت عليها أطراف أخرى وكان في الاتفاقية نص يؤيد أن يتم إعادة النظر والحوار حول نقطة تقسيم اليمن فيدرالياٍ ولكن الأحداث تسارعت بسبب ضيق الناس من الوضع الاقتصادي.
تحريف مسودة الدستور
* أراد الرئيس المستقيل أن يفرض مسودة الدستور على الشعب التي جاء بها ليمرر مشروع تقسيم اليمن..ماتفسيرك لهذا التصرف الفردي وغير القانوني..¿
– تصاعدت الأمور عقب إعلان الرئيس هادي لمسودة الدستور التي كتبت في الخارج مع أن لجنة صياغة الدستور بدأت عملها بطريقة صحيحة عندما كانت في اليمن وكنا معها خطوة بخطوة إلا أنه عندما قرر الرئيس هادي أن يصاغ دستور يمني في الخارج جاء للشعب بمسودة لم يوافق عليها الشعب و نصت هذه المسودة على تقسيم اليمن إلى ” ستة أقاليم ” رغم اتفاق سابق في السلم والشراكة بتأجيل هذا الخيار وإعادة النظر في عدد الأقاليم التي يجب أن ينص عليها الدستور إلا أن الرئيس هادي نقض هذا البند ولجأ إلى إعلان مسودة الدستور التي أغضبت الشعب وساءت الأوضاع إلى أن قرر الرئيس هادي الاستقالة وجلس في منزله بصنعاء ثم تفاجأ اليمنيون بأن الرئيس هادي ذهب إلى عدن وأعلن أنه يريد العودة عن استقالته وأعلن عن ممارسة صلاحياته من عدن بدعم سعودي وأعلن عدن عاصمة مؤقتة رغم أنه استقال عن قناعة ولم يجبره أحد عن الاستقالة بل أن الحوثيين طالبوه بالرجوع عن الاستقالة ولكنه رفض كل ذلك فاقم الأوضاع .
عمل اجرامي
* ونحن نعيش عدواناٍ غير مسبوق..كيف ترى هذا العدوان الذي يستهدف كل اليمنيين..¿
– لقد تفاجأ اليمنيون جميعاٍ بالحرب على اليمن ولم يصدقوا بأن جارتهم السعودية تضرب اليمن بالطائرات فيما يسمى بـ (عاصفة الحزم ) والتي يعتبرها اليمنيون أسوأ عمل إجرامي في القرن الحادي والعشرين وستكون له نتائج وخيمة على المنطقة لأن السعودية رتبت للعدوان بدون دراسة النتائج .. الحرب على شعب طيب يعني موت وأيتام وأرامل ومعاقين ونازحين ومرضى وأوبئة دمر البنية التحتية ودمروا كل شيء جميل الشعب اليمني مصدوم ولم يصدق ما حصل من الأشقاء.
اليمنيون عالقون في مطارات العالم من المرضى والطلاب وغيرهم ولا يستطيعون العودة لوطنهم ولا يملكون المال ..نحن أمام عدوان غير أخلاقي وحشي على الشعب اليمني ..الشعب الذي ترجع إليه كل أصول الدول المشاركة في العدوان ..الشعب الذي قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض الإيمان يمان والحكمة يمانية ) وبالتالي إن ما حصل مغامرة لا يحمد عقباها والتاريخ لا يرحم والله لن يرحم .
استهداف البنية التحتية
* دول العدوان تدعي زورا وبهتانا ان القصف الجوي يستهدف الحوثيين ومعسكراتهم فقط فيما هو يطال المواطنين ومؤسسات الدولة اليمنية ¿
– كما قلت لك اليمنيون مستغربون مما حصل ومتفاجئون بالقصف الذي طال مختلف المدن اليمنية واستهدف صنعاء ومارب وصعدة والحديدة وتعز وعدن والضالع وعدة مناطق وكانت تستهدف هذه الضربات المواقع الحيوية من مطارات ومعسكرات ومستشفيات كمستشفى 48 ومدارس ومناطق نفطية مثل صافر وغيرها .
جنوباٍ وشمالاٍ شرقاٍ وغرباٍ أغار الطيران السعودي على اليمن وكانت صعدة والعاصمة صنعاء هدفاٍ بارزاٍ للقصف الممنهج أكثر من 25 غارة استهدفت مناطق حدودية مع السعودية وأخرى بالقرب من سوق العند ومنطقة الشعف
وغارات استهدفت مناطق كهلان والكمب في الملاحيظ والمنزالة ولم تسلم حتى محطة الكهرباء الوحيدة في صعدة وشركة تعبئة الغاز ولا السجن المركزي هذا الوضع دفع الآلاف إلى النزوح .
كما أن استهداف مطار العاصمة صنعاء علق حركة الملاحة وأسقط العشرات بين شهيد وجريح.
قاعدة الديلمي الجوية بالعاصمة ومستشفى القيادة العامة لقوات الاحتياط في منطقة حزيز وما جاورها من مناطق سكنية كلها كانت أهدافاٍ للطيران السعودي.
إلى الغرب وتحديداٍ في محافظة الحديدة سقط عشرات الجرحى جراء قصف استهداف القاعدة الجوية ومطار الحديدة الدولي ما أدى إلى تدمير مدارج المطار إلى جانب مقرات أخرى في منطقة منظر إضافة إلى مواقع تابعة للدفاع الجوي في منطقة الجبانة وحي الدمغة السكني بالحديدة .
* ما تعليقك على من يقوم بعمل مظاهرات مؤيدة للتحالف (الصهيو سعودي) الذي يقتل اليمنيين بل و يرفعون صور ملك السعودية¿
– الشعب اليمني شعب واحد والجميع يعرف ذلك والخلافات لا توجد إلا بين الأحزاب السياسية التي كانت السبب فيما وصل إليه الشعب اليمني وجاءت الحرب السعودية لتزيد من وحدة وتلاحم هذا الشعب في الدفاع عن أرضه والمظاهرات التي شاهدتها مؤيدة للحرب وترفع صور الملك السعودي هي مظاهرات تدعمها السعودية وتنظمها الأحزاب التي تتلقى دعماٍ مادياٍ من السعودية لأنه لا يرضى أي إنسان في العالم أن يحتل أو يضرب أحدا بلده .
أوهام النفوذ الإيراني
* تتحدث السعودية ودول الخليج بأنهم يحاربون النفوذ الإيراني في اليمن وبشكل خاص الحوثيين.. كيف تنظر إلى هذه المبررات الواهية..¿
– إيران ليست موجودة في اليمن ولكن الحصار الاقتصادي لليمن من قبل السعودية وبعض الدول المتحالفة معها جعلت اليمن مضطراٍ ليعقد اتفاقية تعاون اقتصادية وملاحية مع إيران قدمت بموجبها لليمن مساعدات إنسانية من أدوية وغيرها وكان قد تم الاتفاق بشأنها سابقا حيث وقعت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد اليمنية وسلطة الطيران المدني الإيراني مؤخراٍ في العاصمة الإيرانية طهران على مذكرة تفاهم في مجال النقل الجوي تمنح بموجبها شركتي الخطوط الجوية اليمنية و”ما هان اير” الإيرانية حق تسيير رحلات مباشرة بين البلدين.
وأتى توقيع هذه الاتفاقية بعد أن أوقفت خمس شركات خليجية (السعودية — الإماراتية — الاتحاد — الخليج — فلاي دبي) رحلاتها إلى صنعاء منذ 21 سبتمبر 2014م بسبب مواقف سياسية .
وتنص مذكرة التفاهم على تسيير أربع عشرة رحلة أسبوعياٍ في كل اتجاه لكل شركة ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ من تاريخ التوقيع عليها.
وقع المذكرة من الجانب اليمني القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد محمد عبد القادر وعن الجانب الإيراني نائب رئيس سلطة الطيران المدني الإيراني كهرد كرماني.
وكان وفد الهيئة العامة للطيران المدني برئاسة القائم بأعمال رئيس الهيئة محمد عبد القادر قد التقى مسؤولي سلطة الطيران المدني الإيراني واستعرض معهم التعاون المشترك بين البلدين في مجال النقل الجوي.
وبحث الجانبان ما يمكن تقديمه لليمن خاصة في مجالات تدريب كوادر الطيران المدني وبناء وتأهيل وتشغيل المطارات وأعمال الصيانة للمدارج والأجهزة الملاحية وغيرها من أعمال الإضاءة والهندسة.
وأعلنت هذه الاتفاقية في وسائل الإعلام المختلفة وهذا ما دفع السعودية لأن تقدم على الحرب وتتهم أن المساعدات الإنسانية المقدمة من إيران لليمن هي أسلحة لأن السعودية تريد أن تكون مسيطرة على اليمن فلا هي التي تركته يعيش ولا هي التي تركته يموت وأخيراٍ قررت الحرب عليه بضربه بأكثر من 180 طائرة حربية ولا زالت الحرب قائمة ليلا ونهارا و بشكل يومي ومعها يسقط مئات الضحايا قتلى وجرحى وأرامل وأيتام ومعاقين وتدمير غير مسبوق للبنى التحتية .