أرجع مصدر في شركة النفط أمس أزمة المشتقات النفطية إلى وجود نقص في الوقود بسبب “هلع الناس” وتأخر وصول قاطرات نقل الوقود من الحديدة بسبب العدوان الخليجي المستمر منذ أيام.
وتشهد أمانة العاصمة والمحافظات أزمة خانقة في المشتقات النفطية منذ أن بدأت آلة العدوان السعودي الهمجي تشن غاراتها على اليمن.. في توازُ مع حظر جوي وبحري وبري تفرضه السعودية على اليمن وهو ما عده محللون ومراقبون توجهاٍ عدائياٍ شاملاٍ لمحاصرة اليمنيين وتجويعهم إلى جانب قصفهم بالأسلحة المحرمة عبر الجو ومن البارجات البحرية..
الثورة..نزلت إلى محطات بيع المشتقات النفطية ورصدت معاناة الناس من واقع الطوابير الطويلة أمام تلك المحطات بانتظار لترات من البترول أو الديزل..والبحث عن الأسباب والحلول.
تناقصت الحركة في شوارع العاصمة بشكل لافت منذ أن أطلت أزمة المشتقات النفطية برأسها تزامنا مع العدوان السعودي الذي يدك المدن والأرياف اليمنية منذ 13 يوما ..ومعها بدت العاصمة صنعاء في حالة سكون إلا من صوت صواريخ العدو وأصوات مضادات الطيران.. بعد أن كانت بالأمس القريب تشهد ازدحاما حادا في حركة السير ..والى جانب ذلك توقف العمل في بعض المحلات التجارية وبعض المرافق العامة ..وهذا هو المشهد العام..
طوابير انتظار
أما المشهد الأكثر أساءة يعبر عنه المواطن شاكر الشميري عامل في محطة عطيفة للبنزين بأمانة العاصمة والذي يجلس على رصيف الخيبة بعد أن جفت خزانات محطته من البنزين أو الديزل أو حتى الغاز ولا يعلم متى سوف تتمكن الجهات المختصة من توفير هذه المشتقات لذا فإنه يشعر بالخوف على وظيفته في حال إذا لم يستطع مالك المحطة توفير المشتقات النفطية .
ويرجع سبب غياب المشتقات النفطية إلى الضربات الجوية وحالة الحرب التي تعيشها البلاد وهو ما يصعب توصيل هذه المشتقات لجميع محافظات الجمهورية بشكل طبيعي .
حالة اليأس التي أصابت الشميري تداهم عمال المحطة رقم (2) التابعة لوزارة النفط اليمنية فهم يعانون من نفس الحالة بعد أن أغلقوا جميع المنافذ التي تؤدي إلى داخل المحطة وتجمعوا على الرصيف الداخلي..ووظيفتهم الحالية الرد على استفسارات طالبي المشتقات النفطية بالقول: لايوجد بترول .
ومن نفس المشكلة يعاني عمار الثلايا صاحب أحد محلات الدعاية وطباعة الدعوات فهو أيضا يعتمد على الكهرباء في عمله وغياب الديزل أدى إلى توقف مولده الكهربائي مما تسبب بتوقف شبه تام للعمل ويلقي الثلايا باللوم على الجهات المختصة لعدم قدرتها على توفير المشتقات النفطية وعدم عمل الاحتياطات الأزمة لتجنب الوقوع في مثل هذه الأزمات .
(توقف العمل )
دفعتني الأزمة الحالية إلى التوقف عن العمل فالعمل بدون مولد كهربائي يغطي غياب الكهرباء لا ينفع خاصة في عمليهذا ما أكد عليه علاء محمد طبيب أسنان وأضاف : لا يصح أن أتوقف عن العمل في النصف خاصة إذا كان المريض تحت التخدير أو أن اطلب منه الانتظار حتى تعود الكهرباء حينها سينتهي مفعول المخدر لذا لابد من توفر الديزل كي أتمكن من استخدام المولد في حالة انقطاع التيار الكهربائي ولا أدري إلى متى سأبقى هكذا خاصة وأن موعد انتهاء القصف الجوي على اليمن غير محدد وبوادر حل الأزمة عبر الحوار تبدو بعيدة في ظل تصلب مواقف دول العدوان بقيادة السعودية.
وفي نفس الاتجاه ذهب العديد من الأطباء من العاملين في هذا المجال بنفس المركز الطبي الذي تمنوا أن تعود المياه لمجاريها وتعود اليمن سعيدة كما كانت بعيدة عن الفتن والحروب والتدخلات الخارجية في الشؤون الخاصة وأن تنتهي أزمة المشتقات النفطية .
اختلفت الآراء حول السبب الرئيس لتفاقم أزمة المشتقات النفطية واتهم البعض منهم السائقين وبعض أصحاب المحلات التجارية الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم وتدافعوا لشراء وتخزين البنزين والديزل بكميات كبيرة مما أدى إلى نفادها من محطات التزويد بالوقود لكن الجميع يجمعون على سبب واحد يقف وراء ذلك يعود إلى حالة العدوان والقصف المتواصل على العاصمة وبقية المحافظات …
وفي كل الأحوال ..تبقى الطوابير وتناقص الحركة في الشوارع علامات سيئة على سوء الحال الذي فرضه العدوان السعودي على اليمن والحظر الجوي والبحري والبري والحصار الاقتصادي الخانق الذي يستهدف الناس في معيشتهم .
غير أن المطلوب الآن عمل دؤوب من الجهات المختصة على توفير المشتقات النفطية للمواطن بقدر الإمكان وأن لا يأخذ كل من يحتاج للمشتقات النفطية ما يزيد عن حاجته لكي لا يضر بغيره وأن يحب الجميع لغيرهم ما يحبون لأنفسهم.
فيما أعاد مصدر في شركة النفط أمس أزمة المشتقات النفطية إلى وجود نقص في الوقود بسبب “هلع الناس” وتأخر وصول قاطرات نقل الوقود من الحديدة بسبب العدوان الخليجي المستمر منذ أيام.
وقال المصدر لـ وسائل الاعلام: إن ناقلات محملة بالوقود في طريقها إلى صنعاء والمحافظات لتأمين احتياجات الناس من المشتقات النفطية داعياٍ المواطنين إلى عدم الانجرار وراء شائعات “أزمة وقود”.
وأشار المصدر إلى أن الضغط الحاصل في مدينة الحديدة تسبب بتأخر توزيع حصص المحافظات من الوقود. وفيما توقع أن تنتهي مظاهر الازدحام على محطات بيع الوقود قريباٍ فيما تشهد محطات الوقود في صنعاء وعدد من المحافظات ازدحاماٍ لسائقي المركبات.