¶تعزيز الاصطفاف الشعبي مع الجيش والأمن .. بوابة عبور نفق الإرهاب

¶ضرورة  الكشف عن عناصر الإجرام ومن يشكل لهم الغطاء السياسي والإعلامي ويقدم التسهيلات اللوجستية

¶التكاتف ووحدة الصف ستضمن سلامة الوطن  

¶الإعلاء من ثقافة الأمن المجتمعي بمفهومه الشامل محك رئيسي للاصطفاف

أكد مراقبون وسياسيون أن توسع العمليات الإرهابية التي تستهدف الآمنين من المواطنين والجنود المرابطين في مواقع الشرف والبطولة والدفاع عن مؤسسات الدولة ومكتسبات الشعب الوطنية يستدعي اصطفافا شعبيا مع أبناء القوات المسلحة والأمن وعلى المستوى الوطني من خلال الكشف عن جرائم تلك العناصر الإجرامية ومن يشكل لأعمالها غطاء سياسيا وإعلاميا ويقدم لها التسهيلات اللوجستية وضرب أوكارها وتجفيف منابعها .
مطالبين بخلق وعي في أوساط الجماهير لأن تلك العناصر تشكل التهديد الأخطر لمستقبل اليمن والأجيال وتهدد أمنه وسلامه واستقراره وحقه في الحياة .. وفي الاستطلاع التالي متابعة مستفيضة:
أستاذ العلوم السياسية بجامعة تعز الدكتور محمود البكاري يرى أن أهم وسيلة لمكافحة أعمال العنف والتطرف هي تحقيق ما يسمى بالأمن المجتمعي وهذا هو العنصر المفقود في واقعنا اليمني.
جادة الصواب
وينظر البكاري إلى الأمن المجتمعي بمفهومه العام والشامل ويقول في هذه النقطة : انه حصيلة لتضافر ومساندة السياسة العامة للدولة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بحيث يتحقق مبدأ المواطنة العادلة والمتساوية لأن هذا هو خط الدفاع الأول فالاصطفاف الوطني لا يتحقق إلا من خلال الشعور بقوة الانتماء للوطن وقوة الانتماء يترتب عليها قوة الولاء الوطني بمفهومه الحديث أي الولاء للوطن وليس للأشخاص والزعامات.
وأضاف : لذلك نستطيع القول أن مكافحة أعمال العنف والإرهاب لا تتحقق من خلال الحلول الأمنية وحدها وإنما يتم استخدامها متى تطلب ذلك وحيث يجب أن تستخدم فالإرهاب آفة عابرة للحدود ويصعب السيطرة عليه ما لم يكن هناك تضافر للجهود أيضا على المستوى الدولي والإقليمي وهذا يتطلب من الدول التي لديها خبرات في مكافحة الإرهاب وقدرات مادية أن تسهم في دعم الدول والشعوب الفقيرة بكل الوسائل ومنها الشعب اليمني الذي استغلت الجماعات الإرهابية الأوضاع الحياتية الصعبة للناس فيه من اجل تمرير أهدافها والتغلغل في العمق الجغرافي والبشري وبصورة جعلت اليمن ملاذاٍ آمنا لهذه الجماعات.
ويتابع : يضاف إلى ذلك أن الجماعات الإرهابية تستغل حالات عدم الاستقرار السياسي والصراع بين القوى السياسية على السلطة لضرب الوحدة الوطنية وتدمير النسيج الاجتماعي وتبتكر أساليب جديدة لتنفيذ أهدافها التدميرية وما يجب الإشارة إليه هو أنها مهما كانت قدراتها فهي لا تستطيع تحقيق ذلك إلا بوجود تواطؤ من بعض الفئات الاجتماعية التي توفر لها الإيواء والحماية وهذا خلل كبير ينخر في عمق المجتمع.
ويطالب الدكتور البكاري  الجميع بأن يستشعروا أننا أبناء وطن واحد وأن الكل مهزوم  ولا أحد منتصر في هذا العنف والصراع ولابد من العودة إلى جادة الصواب والاصطفاف الكامل شعبا ومؤسسة عسكرية ضد مكامن الإرهاب  قبل فوات الأوان.
الاصطفاف الوطني
الناشط السياسي هيثم عون القدسي – الحزب الناصري – يقول أنه  إذا ما وْجد جيش وطني محايد ومستقل بمؤسساته ستكون هناك حالة من التآلف والانسجام بين الجيش والشعب وسيقوم الشعب برفع الروح المعنوية لدى الجيش الوطني الحريص على أمن واستقرار البلاد وبهذه الصيغة تتعزز وتتجسد حالة الاصطفاف الوطني والذي بدوره سيمنع أي خرق ويسد كل المنافذ أمام القوى الظلامية والخلايا الإرهابية من أي مؤامرة قد تلحق بالبلاد وسيمثل وعي الشعب عاملاٍ مكملاٍ للجيش في مواجهة التحديات كافه.
مكتسبات الشعب
وأما رئيس قسم البحث العلمي بجامعة إب الأكاديمي هاشم علوي فذهب الى القول: إن توسع العمليات الإرهابية التي تستهدف الآمنين من المواطنين والجنود المرابطين في مواقع الشرف والبطولة ومؤسسات الدولة ومكتسبات الشعب الوطنية يستدعي اصطفافا شعبيا على المستوى الوطني من خلال الكشف عن جرائم تلك العناصر الإجرامية ومن يشكل لأعمالها غطاء سياسيا وإعلاميا ويقدم لها التسهيلات اللوجستية وضرب أوكارها وتجفيف منابعها وخلق وعي جماهيري في أوساط الشعب لأن تلك العناصر تشكل التهديد الأخطر لمستقبل اليمن والأجيال وتهدد أمنه وسلامه واستقراره وحقه في الحياة .
الكشف والملاحقة
مؤكداٍ ضرورة أن تقوم الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الوطنية بدورها في كشف وملاحقة تلك العناصر وكل الجهات المرتبطة بها ومن يساندها وتعرية القوى السياسية التي تمثل حاضنة فكرية وسياسية وإعلامية لتلك الجماعات الإرهابية بالإضافة إلى كشف المتورطين كجهات استخبارية أو أفراد أو جماعات ممن سهلت لبعض الأجانب الوصول إلى اليمن سواء عبر المنافذ الجوية أو البرية.
ورصد مصادر التمويل والدعم المالي التي تدخل تحت غطاء الأعمال الخيرية وفضح أعمال الأحزاب السياسية التي تتبنى مواقف الجماعات الإرهابية و خلق رأي عام بنبذ كل أعمال التحريض المذهبي والطائفي والمناطقي وغيرها من أساليب تفكيك المجتمع .
وأشار بالمقابل إلى دعم إمكانات قوى الأمن والوحدات العسكرية وتعزيز دورها في التصدي لتلك الجماعات الإرهابية وإعلان حالة التعبئة العامة والاستنفار والطوارئ في صفوف القوات المسلحة وأجهزة الأمن والتحلي باليقظة والتنبه لكل ما يريد لها من انهيار وتدمير .
خطورة مجتمعية
من جهته أوضح مستشار محافظة عمران الدكتور ناصر العرجلي أنه  ليس غريبا علي المجرمين الوحشيين أعداء الحياة من تجردوا من كل القيم الدينية والإنسانية أن يلجأوا إلى تلك الممارسات الصارخة لأن هدفهم وطموحهم  هو القضاء على عنفوان وعزة أمتنا ولا يهمهم  أي شيء ولا يتورعون  عن أي أعمال أو ممارسات مهما كانت درجة خطورتها وبشاعتها وقذارتها .وهنا لزم الاصطفاف الكامل مع أبناء قواتنا المسلحة في مجابهة هؤلاء الإرهابيين.
 
كارثة إنسانية
الدكتورة ذكرى القبيلي – أكاديمية يمنية بجامعة الملك سعود –  تقول: الإرهاب يطال كل شيء و لا نتوقع منه غير الدمار والخراب فهو لا يتوقف عند  براءة الطفولة   ولا ينظر إلى ما يخلفه من شقاء وأيتام وثكالى ومجتمع نازف لأن هؤلاء الإرهابيين مسخ وفعالهم تكشف المستوى اللاإنساني واللاآدمي وتكشف كيف يسيطرون على عقول أتباعهم ويوجهونهم لصنع الشر مستغلين الظلم الحاصل من جماعات أخرى وما تصنعه من شقاء ومآسُ في حياة الشعب.
وتضيف القبيلي : مصيبتنا الحقيقية هي في غياب الدولة وفي الصراع الطويل على السلطة وفي قبح الفرقاء وعدم خجلهم من أنفسهم وهم يرون الإرهاب يطال كل شيء ويشاهدون الوطن ينهار.. فليت علمي أي كعكة ستبقى للتقاسم بينهم , والحل يكمن بالنهضة وتعزيز الاصطفاف والولاء الوطني لمحاربة كل أعمال العنف والإرهاب.
مصلحة الوطن
الناشط الحقوقي مجاهد الحضراني أكد ضرورة وقوف قوى المجتمع المدني والأحزاب من اجل تعزيز المشاركة في محاربة الإرهاب لخدمة مصلحة  الوطن.
وقال: إن الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا وتسارع وتيرة الإرهاب والتطرف وتجاوز هذه المرحلة ومخاطرها  لا يمكن تجاوزه إلا في ظل تعزيز الاصطفاف إلى جانب أبطال قواتنا المسلحة والأمن لصد الإرهاب ومحاربته ومجابهته على مستوى الإعلام وكل وسائط التواصل الاجتماعي وكل الجبهات الثقافية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية ..ووضع الجيش  خارج النزاعات الطبيعية بين القوى السياسية وأن لا يكون موضوع مزايدات والعمل الجاد على تعزيز مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وقيم الوسطية والاعتدال بين أوساط المجتمع.
 
إعادة الاعتبار للجيش
الدكتور حسان القديمي – جامعة إب – يرى أنه  لابد من إعادة تأهيل وإعادة ترتيب لصفوف الجيش ليعود إلى المستوى المعهود عن طريق إرجاع الكفاءات والخبرات التي تم إقصاؤها من صفوف الجيش وليكن ولاء الجيش لله ثم الوطن لا يتبع حزباٍ أو شخصاٍ معيناٍ إنما مؤسسة محايدة لحماية الوطن والشعب وهذا سيؤدي إلى اصطفاف وطني شامل وكامل بين الشعب والجيش وبعد هذا يمكننا محاربة العنف والإرهاب وحماية البلاد من أي عدوان.
الأفغنة والعرقنة
شاهر سعد صالح – رئيس مركز أسوان للدراسات -أوضح  أن الاصطفاف الوطني في الظروف الراهنة أصبح ضرورة وطنية ودينية بل وإنسانية خالصة فالمؤامرة الداخلية والخارجية تحيك خيوطها لتدمر ما تبقى من نبض وقيم وأخلاق وأرض وإنسان فان لم نع وندرك عدونا الحقيقي القادم فإننا لا محال متجهون للتمزق بل وسنأخذ أسوأ ما جلبته الأفغنة والعرقنة فالوطن يدعو كل الشرفاء والأحرار وكل العقلاء إلى أن يصهروا هوياتهم الأولية من دينية ومناطقية ومذهبية في بوتقة واحدة هوية واحدة اسمها الوطن والترفع عن الأحقاد وثقافة الكراهية والثأر السياسي وإلا سنندم ولن ينفع الندم بعد فوات الأوان وبعد أن تهوى الفأس على الرأس والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
القضايا العادلة
فيما يرى شجاع سيدم – عضو اتحاد المدونين العرب – أن  المشكلة عويصة جداٍ في اليمن بسبب فقد غالبية كبيرة من أبناء الشعب اليمني ثقتهم بجيشهم بسبب ارتهانه في الكثير من المناسبات لأشخاص وأحزاب ومليشيات ولن يتحقق الاصطفاف الوطني مع الجيش إلا في حال وقوف الجيش إلى جانب القضايا العادلة التي تمس حياة وآمن الوطن والمواطن حينها سيلتحم الشعب مع الجيش وسيكون الشعب المرآة الكاشفة لكل ما قد يحيط باليمن من مؤامرات وأعمال عنف وإرهاب قد يمارس ضد اليمن واليمنيين وسيكون أداء الشعب مؤازرا ومكملاٍ لدور الجيش في التصدي لتلك الأعمال والممارسات .

قد يعجبك ايضا