اليتيمة .. تظل عنوان البؤس والظلم والحرمان في المجتمع

لدينا 500  يتيمة ويتيم ترعاهم مؤسسة الرحمة من كل الفئات والأعمار 
■ ” طفل ” صار يتيما بسبب طائرة بدون طيار
■ 17 فتاة تم تزويجهن من داخل المؤسسة
 لا يخفى على الجميع وضع اليتيمة في الأسرة والمجتمع º والاستغلال الذي تلاقيه اليتيمات من أسرهن والأقربين º ومأساة المعاناة التي تعيشها من اضطهاد وسلب للحقوق º وكثير ما يتلمس المتعامل مع هذه الفئة تلك المعاناة  إذا ما أراد التحقق منها ويكتشف ألوان البؤس والظلم º وما يتذوقن تلك اليتيمات  من آلام العناء º فالمتتبع لأوضاع اليتيمات في أسرهن يكتشف الحقائق المريرة º وكيف يتعامل المجتمع أو الأسرة مع الأسف الشديد مع اليتيمة  _ واعني مجتمعنا اليمني والمسلم _ .. “قضايا وناس”  تابع أوضاع الأيتام واليتيمات والعمل الإنساني الذي يقدم للأبرياء من اليتيمات والأيتام والذين أصابهم الضر والحرمان منذ وقت مبكر جدا من الطفولة وذلك من خلال هذا الاستطلاع في مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية ..  والبداية  مع هذه القصة الإنسانية المؤلمة  … نتابع التفاصيل :

فقد والده وهو في أحشاء والدته حيث لقي والده حتفه في ضربة لطائرة بدون طيار في محافظة أبين º ذلك الأب الفقيد تزوج بامرأة من صنعاء وغادر إلى محافظة أبين حيث يعمل هناك موظفا حكوميا º عادت الزوجة الثكلاء التي فقدت زوجها وهي تحمل في أحشائها  طفلها لزوجها الشهيد º ومنذ صدمتها وحزنها لفراق زوجها º ظلت تتذكر حالها كيف كان ¿ وكيف أصبح ¿  لم تتقبل الحال º هزمها الحزن والفراق على زوجها وما آلت إليه الآن º اجبرها هذا العذاب الدخول إلى  متاهات افقدها السيطرة على نفسها º وبعد شهور من  الحمل أنجبت طفلها اليتيم بعملية قيصرية وهي لا تعرف أي شيء º حتى ذلك الحلم والذكرى الخالدة للزوج الشهيد الذي قتلته طائرة العدوان طائرة بدون طيار º جاء الطفل إلى الدنيا وهو قد حتم القدر عليه أن فقد والده  وهو في أحشاء أمه º وفقد حنان الأم الذي لا يعوض والتي هي بمثابة الموتى º كان ذلك قبل أربع سنوات تقريبا من اليوم º هذا الطفل يعيش مع رفقاء له من الأيتام واليتيمات في مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية º وكل طفل  في هذه المؤسسة الرائدة في العمل الإنساني في تربية الأيتام واليتيمات º له حكاية إنسانية مختلفة عن أقرانه من الأيتام º لكن الظرف والمعاناة والمصير واحد º يتيم ….
ما يقارب 500 يتيم ويتيمة ترعاهم مؤسسة الرحمة من كل الفئات والأعمار .. من عمر يوم أو أسبوع حتى عمر 29 سنة º تتكفل هذه المؤسسة برعايتهم من كل الجوانب والاحتياجات والمستلزمات الحياتية اليومية من الحضانة º فالتعليم الابتدائي والمتوسط ( الأساسي ) والتعليم الثانوي والجامعي .. تقول رقية الحجري رئيسة مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية  :إن المؤسسة ترعى هؤلاء الأيتام منذ أن يدخل دور المؤسسة وحتى أن يتخرج من الجامعة والحصول على الوظيفة والزوج …  وتؤكد الأستاذة الحجري أن 18 فتاة تم زواجها من المؤسسة بحضور أولياء أمور هذه الفتيات اليتيمات .. وأشارت الحجري إلى أن 17 طالبة تدرجن في العملية التعليمية وقد أنهين جميعهن التعليم الثانوي وأخريات أكملنا الدراسة الجامعية ومنهن يعملن في المؤسسة في الإشراف على دار الرعاية .
من يزور مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية يشعر بعظمة الانجاز والدقة والنظام والخدمة الإنسانية الرائعة التي تقدم للأيتام واليتيمات من حيث النظافة والترتيب والتعليم والتربية الأخلاقية والدينية والإنسانية جهود جبارة لا يستطيع الشخص وصفها إلا إذا وطأت قدماه أروقة الدار ..
 تقول رقية الحجري : هذه المؤسسة حصلت على الجودة وأفضل دار للأيتام واليتيمات في الشرق الأوسط وهذا شرف كبير لنا وللعاملين والداعمين وفاعلي الخير .. وتضيف : دعني هنا أن أوجه الشكر لكل من يقدم الدعم لنا بسخاء من اجل هؤلاء الأطفال الأبرياء والأيتام أمثال رجل الأعمال يحيى علي الحباري الذي له إسهامات خيرية ودعم غير محدود ومتواصل º فهو يستحق الشكر لما يقدمه في العمل الإنساني في كل مكان في بلادنا º وكذلك شاهر عبد الحق وشقيقته º وكل رجال الأعمال وفاعلي الخير الذين يتبنون هذا العمل الخيري والإنساني .
الأخت فائزة عباد المسؤول الإعلامي بالمؤسسة تقول : استطاعت رئيسة المؤسسة رقية الحجري أن تؤسس نظاما إدارياٍ متطوراٍ جدا شهد بذلك كل الزائرين للدور التابعة للمؤسسة ومنظمات أجنبية º فهذا النجاح يحسب لها º حيث يبدأ البرامج منذ الرابعة فجرا الصلاة والنظافة وقراءة القرآن ثم الإفطار والتوجه بعد ذلك إلى المدرسة º وكل الأعمال يتم رصدها وتقييمها من خلال نظام الحصاد اليومي والتفتيش على السكن والأيتام وأنشطتهم مما سهل عملية الانضباط وتقديم الخدمة بأفضل صورها.
وتابعت قائلة : كل المباني التابعة للمؤسسة وقفية حيث هناك 30 شقة في كل شقة 15 بنتاٍ أو فتاة في دار هند ودار الرحمة بالإضافة إلى دار الفرسان للشباب ودار الفرسان للأطفال º كما للمؤسسة دار الوفاء في محافظة إب  º ودار آخر في محافظة تعز .
وتقول فائزة عباد : لدينا معمل خياطة وحياكة للمعاوز تشتغل على هذه المكائن عدد من البنات حتى نشغلهن من الفراغ وينتجن وبالذات تلك اللواتي لديهن صعوبة في التعليم º وهذه المنتجات نشارك فيها في عدد من البازارات الخيرية والاحتفالات والعرض º إلى جانب إنتاج التحف والفساتين والملابس المزخرفة وحقائب النساء ذات الطابع التراثي .
وعن آلية دخول اليتيمات إلى المؤسسة والدور التابعة لها تقول المسؤول الإعلامي : من يدخلن الدار هن يتيمات نعرف أسرهن ومعروفات الأب والأم º وهذه العملية تكون عن طريق أقرباء الأيتام أو عن طريق المحاكم أو قسم شرطة مثبتة بشهادة وفاة للأب أو الأم وشهادة ميلاد معمدة º وولي الأمر في الأسرة هو الذي يقوم بتسليم ذلك اليتيم أو اليتيمة أو عن طريق المحكمة º والمؤسسة تتكفل بكفالة اليتيم منذ تاريخ دخوله وحتى الانتهاء من الجامعة والحصول  الوظيفة أو الزواج º ولا يخرج هذا اليتيم أو اليتيمة طوال فترة ومراحل عمره إلا في زيارات ضرورية للأهل وذلك في حالة الموت أو المرض أو العرس وبرفقة مشرف من المؤسسة ويعود بعد ذلك إلى الدار .
ولفتت فائزة عباد إلى أن هناك 50 من الأطفال الرضع على 50 حضانة وأعداداٍ مختلفة في مراحل وأعمار متدرجة تبدأ بيوم أو شهر وحتى 29 سنة .
تسعى مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية إلى الإسهام في تحقيق معاني التنمية الإنسانية للفئات العمرية التي تتكفل بكفالتها وذلك في تقديم خدمات  متميزة للفئات الاجتماعية ذات الاحتياجات º والرعاية الشاملة لليتيمات والأيتام من خلال توفير دور رعاية وإيواء خاصة ونموذجية بالإضافة إلى الاهتمام بالبرامج التأهيلية والتربوية º وحفظ كرامة الإنسان منذ المهد وحتى سن الرشد والعمل والإنتاج .
تصوير/ طارق الجعدي

قد يعجبك ايضا