ثنائية بايدن وترامب مملة ومفضوحة! 

يكتبها اليوم / مطهر الأشموري

مطهر الأشموري

كل العالم يعرف ـ حتى من لا يعترف ـ بأن أمريكا هي من دفعت للحرب في أوكرانيا وأن هذه الحرب هي مشروع أمريكي كما الحرب الأفغانية، وإذا الحرب الأفغانية فتت الاتحاد السوفيتي، فالحرب الأوكرانية الأمريكية كان هدفها تفتيت روسيا الاتحادية..

الذي حدث هو أن أمريكا التي انتصرت استراتيجياً في أفغانستان انهزمت استراتيجياً في أوكرانيا، وقد جيء بترامب إلى البيت الأبيض للمرة الثانية ليعالج هزيمة أمريكا الاستراتيجية في أوكرانيا وعلى أساس مثل يردد في أرياف من اليمن “يدسدس العظمان في جحر عريج”..

فترامب هكذا يعمل حين تحمّل كامل مسؤولية الهزيمة الاستراتيجية في أوكرانيا سلفه “الديموقراطي” بايدن.. لم يحدث في تاريخ أمريكا وانتخاباتها أن يهاجم رئيس أمريكا سلفه كما يحدث من ترامب تجاه بايدن..

هذا يؤكد ببساطة أن مهاجمة ترامب لبايدن هي خطة الدولة العميقة في أمريكا” الراسمالية” للتعامل مع هزيمتها الاستراتيجية في أوكرانيا، وكأن الدولة العميقة اختارت عدواً لبايدن ولا تمنعه القيم ولا أي سقف قيم من أعلى فجور في العداء والخصومة بما هو ليس في ولا من خصمه، فترامب يعرف كل المعرفة أن حرب أوكرانيا هي مشروع أمريكا رديف لما بعد السوفيت، وأن ما عُرفت بالثورة في أوكرانيا ٢٠١٤م هي مشروع أمريكي كتحضير لمشروع الحرب التي لازالت في أوكرانيا..

أمريكا بعد انتصارها في أفغانستان كافأتها بالحرب عليها والتدمير وكافأت من قاتلوا معها بسحب توصيفهم بالجهاد إلى توصيف الإرهاب الذي لا يزال أيضاً..

المنطق يقول والعقل يقول: إنه مادامت أمريكا هي من دفعت أوكرانيا إلى هذه الحرب فالمفروض والمفترض أن تدفع أمريكا تعويضات عن كل خسائرها أكثر مما ظلت ألمانيا تدفع للصهاينة ربطاً بحروب هتلر. ولكن أمريكا ـ بدلاً من ذلك ـ تفرض على أوكرانيا أن تخصص لأمريكا ٥٠٪ أو أكثر من معادنها النفيسة، وهنا يعنينا التوقف بين ما تمارسه أمريكا بعد انتصارها الاستراتيجي في إفعانستان وما تسير فيه حين انهزامها استراتيجياً في أوكرانيا..

وبالتالي فالمسألة ليست ثنائية “بايدن ـ ترامب” وليست علاجات ومعالجات له لـ”لما بعد”، فالجهاد كما الإرهاب هي عناوين لما بعد إفغانستان، وبالتالي فمشاريع أمريكا والدولة العميقة لم تجد غير ثنائية “بایدن ترامب”، و “جحر عريج” لمعالجة الهزيمة الاستراتيجية في أوكرانيا. وعلى ترامب تأدية الدور، وليس بمقدور بايدن غير التحمل والطريف أن روسيا وهي تعي كل هذا تحتاج سياسياً إلى تشجيع وتلميع “ترامب”..

فإذا ترامب – كما يزعم – يعين مندوبين له للتحاور مع دول ومنها روسيا، فروسيا تتعامل مع ترامب على أنه مندوب للدولة العميقة في أمريكا وليس من بديل غير هذا للتعامل مع هذه الدولة العميقة..

حتى ما يُروج له عن ترامب على أنه “رجل بزنس” و”صفقات” فالدولة العميقة أسست ذلك وتتبناه حتى يؤدي هذه المهام من وضعه كرئيس وليس تنفيذاً لأوامر وتنفيذات الدولة العميقة، وذلك ما باتت تعرفه بالتفصيل استخبارات عدد محدود من الدول في العالم..

لقد أعدت الدول العميقة الحزب الديموقراطي وليس فقط “بايدن” للمهمة النوعية وهي حرب أوكرانيا، ونتائج هذه الحرب أجبرت الدولة العميقة على أن تأتي بترامب لتخفيف هذه الحرب حتى لا تصبح عالمية، ومهمة “ترامب” لا تتطلب إعداد حزبه “الجمهوري” كما مع الديموقراطي ولهذا كأنما أصبح هو الحزب الجمهوري..

ويبقى السؤال: هل أمريكا لا تريد فعلاً حرباً عالمية أم أن كل ما يجرى حول أوكرانيا ربطاً بأوروبا هو بمثابة مناورة سياسية لنفاجأ بحرب عالمية وأمريكا الیها دافعة ومندفعة؟..

في آخر تصريحات بوتين “روسيا” حول أوكرانيا أن الكرة في ملعب الغرب ويمارس بشكل آخر استثناء أمريكا، فيما التصريحات الأمريكية أن القرار حول الحل السلمي في أوكرانيا مرتبط بروسيا وأوكرانيا وكأنها تقول رداً على التصريح الروسي “الكرة في ملعب روسيا وأوكرانيا”..

ما يجرى حول فنزويلا وتايوان والتوتر المفاجئ في العلاقات بين روسيا وتركيا يرجّح إحتمالية حرب عالمية..

ماذا يعنى قول ترامب إنه اتفق مع الصين على عدم السعي لاستعادة تايوان في ظل دورته الانتخابية القائمة، وكيف يُفهم طرح كهذا في إطار مشهد الصراع العالمي، وهل من تخريجه جديدة أو ثنائيات تمثل جديداً أو تجديداً تتجاوز ثنائية “بايدن – ترامب”؟..

هذا السؤال موجه للدولة العميقة في أمريكا؟!!.

 

 

قد يعجبك ايضا