السودان يحترق والعالم يتثاءب



عبدالملك السلال
السودان يحترق¡ والعالم يتثاءب فالمواجهة بين السودان وجنوبه تشتد وتنتشر¡ منذرة بحرب شاملة¡ وسط عجز أممي تتحدث بشكل غامض عن عقوبات جديدة. ¡ فبدت وكأن العلاج لديها هو الكي .. في حين بقيت الجامعة العربية مشلولة كعادتها ازاء خطر لا يهدد السودان وحدة .. بل ان النيران قد تلتهم محيطه الجغرافي فاستمرار القتال بين أبناء البلد الواحدº الذي قسمته التدخلات والاجندات الدوليةº حيث الرأي الأحادي هو السمة التي تغلب على مناقشات الخرطوم وجوبا¡ مصحوبا◌ٍ بالعناد المستمر في الخفاء وإصرار كل طرف على رأيهº فالخرطوم مستعدة لخوض حرب مع دولة جنوب السودان في حالة عدم التزامها باتفاقية السلام الموقعة بين الدولتينº وهل هكذا يكون رد الجميل ¡اما على الجانب الآخر يعطي سلفاكير الضوء الأخضر للتحرك الإسرائيلي ويمهد للتعاون العسكري بين الدولتين في حالة نشوب حرب مع دولة الشمال.
ترى ماذا يدبر في الخفاء¿ نعم.. الطرف الثالث هو إسرائيل وهي المستفيد الحقيقي من هذا التوتر¡ بل ان قادة تل أبيب يشجعون سلفاكير على دخول الحرب حتى يتمكنوا من الدخول إلى السودان بكل حرية مع قوات حفظ السلام ومع المنظمات الدولية المزعومة للاغاثة والعونº مما يهدد – بطبيعة الحال – الأمن القومي العربي والمصري ويشعل السودان مجددا◌ٍ في حروب جديدة وقوات متمردة جديدة ويفتح الباب على مصراعيه لأفراد تنظيم القاعدة وتجدد العمليات الإرهابية.
فجنوب السودان يواجه أعمال عنف قبلية دامية وتزايد في القوات المتمردة والجيش الشعبي المسلح ولذلك سيكون من الصعب بناء دولة سودانية جنوبية جديدة قبل القضاء على هذه البؤر الإرهابية التي تسعى لجر السودان إلى حرب مسلحةº بسبب عدم تقسيم مناطق البترول المتنازع عليها وعدم الإلتزام بإتفاقية السلام الموقعة بين الدولتين وعدم ترسيم الحدود في المناطق المتنازع عليها والإتهامات المتبادلة بين الطرفين بدعم المتمردين.
فالدعوات الغربية وبعض الدول العربية – للأسف – التي طالبت بانفصال السودان حتى تستقر الأوضاع الداخلية وينعم السودان بالأمن هي التي أغرقت السودان ومهدت للفرقة والنزاعات المسلحة ومع ذلك تركت مناطق الصراع أبيي وكردفان بعيدة عن الحلول السياسية حتى يستمر وجود فتيل الاشتعالº فالإنفصال كان مجرد حلقة من سلسلة سوف تتفكك في الأيام القادمة وسيطالب أبناء دارفور وغيرهم بحقهم في الإنفصال حتى يبقى السودان مجرد دويلات صغيرة مقسمة ويضيع البلد ويذهب بلا رجعة.
ولم تنجح المنظمات العربية وعلى رأسها الجامعة العربية في التحرك الدبلوماسي على أرض الواقع لطرح الحلول والأفكار التي تؤدي إلى التهدئة بين الشمال والجنوبº فالحرب القادمة التي يستعد لها سلفاكير بدعم إسرائيلي – أمريكي توضح مدى الخطر الذي تمثله دولة الجنوب على الأمن القومي العربي عموما◌ٍ والمصري خصوصا◌ٍº بسبب التنسيق الواضح بين حكومة الجنوب والكيان الإسرائيلي ورغبة سلفاكير في افتتاح سفارة إسرائيلية في جوبا وتدريب الجيش الإسرائيلي لجنود السودان الجنوبيين وإبرام الصفقات العسكرية لتسليح الجنوب بالأسلحة والذخائر وقاذفات مضادة للدبابات وصواريخ ودبابات وطائرات مجانا◌ٍº مقابل استغلال إسرائيل في الاستثمار والزراعة والنفط دليل على عمق العلاقات المشتركة مما يشكل تهديدا◌ٍ لمصر والسودان خاصة والوطن العربي بشكل عام.
والسؤال الذي يفرض◌ْ نفسه الى أين يسير السودان وجنوبه .. ¿

Ssalala99@gmail.com

قد يعجبك ايضا