أربعينية «فليتة»

–
أحمد ناصر مهدي
ربعون يوما مضت على رحيله من لحظة وداعانا الحزين للمغفور له إن شاء الله الاستاذ دحان علي فليتة مدير عام مكتب الشباب والرياضة السابق ¡ ليتركنا محاصرين بين عديد الذكريات الحلوة والم◌ْرة التي عشناها معا لحظة بلحظة ¡
– لقد استوقفني ما كتبه الأخ العزيز معاذ الخميسي في عموده أول أمس السبت في يوميات عندما افتتحه بالقول : « كعادتنا السيئة ..لا نتذكر مآثر ومحاسن وسجايا الطيبين ورجال الكلمة والموقف إلا بعدما يغمضون أعينهم غير مأسوف علينا « كلمات كان لها صدى كبير لديø◌ِ وكذا هو الحال لدى الغالبية من محبي الرياضة والشباب بهذه المحافظة الذين لا يزالون يتذاكرون كيف كان المرحوم دحان علي فليتة¡ رجل موقف وأخلاق ووفاء وحب للرياضة والشباب بهذه المحافظة¡ في تأكيد أن خسارة المحافظة برحيل أبو علاء خسارة كبيرة كيف لها أن تعوض من واقع أن الزمان لا يأتي بأفضل حتى ولو حاول البعض أن يكتسي وشاح الطيب والأخلاق .
– بل تأكيد أن هذه الدنيا ليس لها أمان ويجب علينا أن نؤمن بأن لا شيء في هذه الدنيا يستحق أن يأخذ كل اهتمامنا ¡ كل وقتنا ومجهودنا إلا من باب العطاء الصادق الخالص لوجه الكريم .. فالمرحوم دائما ما لمسناه يهتم بشكل خاص بكل المرافق الرياضية بالمحافظة وخاصة بيت الشباب بمدينة حجة والصالة الرياضية المغطاة لدرجة أني كنت أراه أكثر من مرة ينظف هذا البيت أو هذه الصالة بيده ¡ فدائما ما كان مهتما بهما من كونهما مكسبا◌ٍ للشباب بهذه المحافظة فعمل على تزويد الصالة بصالات رياضية جانبية كصالة كمال الأجسام ¡ والجمباز ¡ والملاكمة ¡ وصالة تعليم الكمبيوتر والانترنت ¡ وقاعة الأدوات الموسيقية والتي لولا جهوده ما كان لها وجود ولولا إخلاصه في الحفاظ عليها لكانت قد تناثرت وانتهت¡ والحال كذلك في بيت الشباب والذي من يراه يظن أنه في أحد فنادق الخمسة نجوم ¡ ترتيبا ونظافة وجمالا .
– رحل أبو علاء وكان همه كيف يأتي بالإضافة والجديد الذي له دور في خدمة شباب المحافظة ¡ رحل دون سابق إنذار معلنا للجميع أن المهمة قد انتهت هنا إجباريا وعلى من يصل له الدور أن يكون وفيا مخلصا أمينا◌ٍ لما تحقق رغم أن الزمان كما أسلفت لا يمكن أن يأتي بأفضل ما دام البعض ينظر إلى الواقع من منظور المكسب والخسارة والخروج بأقصى الفوائد إن جاز لي التعبير .
– أمس الأحد تم تكريم الفائزين ببطولتي الفقيد فليتة سواء تلك التي البطولة أقامها المكتب بدعم قيادة المحافظة أو التي أقيمت بدعم المنظمات الأهلية متزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة الملاريا والتي كانت حاضرة وفاء لهذا الإنسان الذي يستحق الكثير والكثير حبا◌ٍ بحب ووفاء بوفاء
– وزارة الشباب بوزيرها معمر ستظل خارج النص تبحث عن الغريب العجيب متجاهلة لكل مناقب الفقيد فليتة في أكثر من موقف وفي أكثر من مناسبة¡ وكأن المرحوم لم يكن يوما مديرا لمكتب الشباب والرياضة بحجة لأكثر من عشر سنوات سبقها نائبا لعشر أخرى ¡ فهل جزاء البذل والإخلاص والمصداقية هو هذا التجاهل اللامحدود والشبه المتعمد من قبل وزارة شباب تجاه أحد أفضل وأبرز وأنشط مدراء عمومها ¡لكن هي حالة الدنيا وحال من لا ينصفون الآخرين بما يستحقون حتى بعد مماتهم ¡ فلا وزير ولا وكيل ولا حتى مدير عام سيكون حاضرا في أربعينية المرحوم كما عودونا في أيام العزاء التي غابت عنها الوزارة ومن يمثلها كواجب أخلاقي وإنساني.
– الشكر كل الشكر لأولئك البسطاء من المحبين للرياضة من عبرت أعينهم عن مدى الحب والوفاء ¡ الشكر لكل من قدم وبذل وأخلص في إنجاح بطولتي الفقيد فليتة في الكرة الخماسية والشطرنج والطاولة دون أي مكاسب أو مغانم سوى رد الوفاء بالوفاء ليس إلا ¡ رحمة الله تغشاك أخي وصديقي دحان يا من كنت ولا زلت وفيا لمن يعرف الوفاء وصادقا لا يعطي للكذب مجالا.