نزاع اوكرانيا يخلف 5100 قتيل خلال تسعة أشهر


ترى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي خلف النزاع في اوكرانيا الذي تسبب بسقوط 5100 قتيل خلال تسعة اشهر عودة للنزعة الامبريالية الروسية.
وتتهم واشنطن وحلفاؤها موسكو بتأجيج الوضع في اوكرانيا من خلال تجهيز ودعم الانفصاليين الموالين لروسيا وبالتالي فإن التوصل الى توافق مع اكبر بلد في العالم يطرح معضلة حقيقية.
وما يزيد من صعوبة التحدي بحسب ما اوضح وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر الاسبوع الماضي انه يتحتم على الولايات المتحدة ان تترك لروسيا امكانية لايجاد مكانة لها “بشكل مستديم” في صفوف الاسرة الدولية حيث هي “مدعوة للعب دور اساسي”.
والواقع أن موسكو تبقى في عالم متعدد الاقطاب لاعبا من الصف الاول وهي تقيم علاقات مميزة سواء مع دول من الشرق الاوسط او مع بلدان ناشئة من اميركا اللاتينية.
وقال نائب رئيس الوزراء السلوفاكي ميروسلاف لايكاك يوم الجمعة الماضي امام مركز دراسات في واشنطن: “اننا بنظر البعض عند مشارف حقبة جديدة يطلقون عليها اسم حقبة “ما بعد” الحرب الباردة”.
ومن الاساسي برأيه التفكير مليا في “هذه الحقبة الجديدة ومكانة روسيا ومكانتنا في هذه الحقبة الجديدة وخصوصا ما سنفعله من اجل الوصول اليها”.
ويراهن الغرب في الوقت الحاضر على العقوبات الاقتصادية على امل أن يثير تدهور الروبل وهروب الرساميل نقمة على السلطة.
وقالت فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الامريكي للشؤون الاوروبية مؤخرا: “تجري تساؤلات مرة جديدة حول جميع الطاولات في روسيا حول ما يجعل الحكومة (الروسية) تفضل المغامرات في الخارج على رفاهية مواطنيها ومستوى معيشتهم”.
لكن فيونا هيل مديرة قسم الولايات المتحدة واوروبا في معهد بروكينغز ترى أن الغرب يخطئ إن كان يعتبر الاستراتيجية الامثل تقضي بالانتظار الى أن تأتي العقوبات بمفعولها.
وذكرت لوكالة الصحافة الفرنسية انه بين موسكو والغرب “نشهد منازلة لمعرفة من سيصمد اطول هذا كل ما في الامر. وبوتين لن يتراجع”.
واضافت :إن “المعضلة الحقيقية تكمن في وقف النزاع الجاري في اوكرانيا مع تفادي الدخول في علاقة خلافية بشكل متزايد مع بوتين”.
وفي هذا السياق يتم طرح بوادر سياسات كتلك التي اقترحتها وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني في وثيقة تمهيدية تم “تسريبها” في الصحافة وشرحت فيها قبل عشرة ايام انه ينبغي طرح مسألة القرم جانبا والتفكير في شكل الحوار الذي ينبغي اعتماده مع موسكو.
وقالت خلال زيارة لواشنطن في نهاية يناير: “إن سياستنا القائمة على عدم الاقرار بضم القرم ثابتة. لا ننسى ذلك في أي من الاحوال”.
لكنها اقرت في المقابل بأنه “من السذاجة ان نعتبر أن روسيا ستختفي بكل بساطة عن الساحة”.
واوضحت ان “روسيا جارتنا لانه لا يسعنا شيئا حيال الجغرافيا. كيف نتعامل اليوم مع هذا الجار في وقت نواجه نزاعا وماذا نفعل بعد سنتين خمس سنوات عشر سنوات¿”
من جهة أخرى تبحث القيادة العسكرية لحلف شمال الاطلسي ومسؤولون في الادارة الامريكية تأييد ارسال اسلحة دفاعية الى القوات الاوكرانية التي تقاتل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
ونقلت الصحيفة ان الرئيس باراك اوباما لم يتخذ حتى الآن قرارا في شأن ارسال “مساعدة فتاكة” لكن ادارته تناقش الموضوع بسبب تصاعد وتيرة المعارك بين كييف والانفصاليين.
واضافت ان قائد قوات الحلف الاطلسي الجنرال الامريكي فيليب بريدلوف يؤيد ارسال اسلحة دفاعية الى القوات الاوكرانية وان وزير الخارجية يبدي انفتاحا على مناقشة هذا الامر.
واتهمت الولايات المتحدة روسيا بخوض حرب بالواسطة في اوكرانيا لكنها امتنعت حتى الآن عن تسليح سلطات كييف.
ويكتفي البيت الابيض بتقديم مساعدة “غير فتاكة” تشمل سترات واقية للرصاص وتجهيزات طبية ورادارات لرصد اطلاق قذائف الهاون.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الامريكي برناديت ميهان للصحيفة “رغم اننا لا نزال نركز على السعي الى حل عبر الوسائل الدبلوماسية فاننا نقيم على الدوام خيارات اخرى بهدف تأمين مساحة من اجل حل تفاوضي للازمة”.
واوردت الصحيفة ان رئيس اركان الجيوش الامريكية الجنرال مارتن دمبسي يبدي بدوره انفتاحا على مشاورات جديدة ومثله سوزان رايس مستشارة اوباما للمسائل الامنية.
واكدت ان تقريرا مستقلا يحض واشنطن على تزويد اوكرانيا اسلحة دفاعية ومعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار تشمل طائرات استطلاع من دون طيار وصواريخ مضادة للدبابات.

قد يعجبك ايضا