البطاريات الجافة المتواجدة في أجهزة التحكم المنزلية والساعات الحائطية والألعاب التي نقوم بشرائها لأطفالنا تتحول إلى سموم ضارة بعد رميها خاصة إذا وقعت في متناول الأطفال هذا ما يجب على أرباب الأسر استيعابه وإدراكه من خلال التخلص السريع منها فور الانتهاء من استخدامها .
الأسباب التي جعلت تلك البطاريات تتحول إلى مصدر للخطورة بأنواع الأمراض التي قد تسببها وغيرها من التفاصيل تجدونه في التحقيق التالي:
كانت دهشتي الكبيرة عندما خرجت من منزلي ورأيت أبناء جيراني الأطفال يلعبون على الرصيف بأعمدة من البطاريات الجافة فما كان لي سوى سؤال أحدهم عن سبب لعبهم بهذه البطاريات الخطرة على حياتهم فأجابني قائلاٍ نحن لا نعلم أنها خطيرة فأمي أعطتني إياها.
المعلمة زينت حسين تحدثنا قائلة بالنسبة لي أنا أعتبر البطاريات الجافة من أخطر السموم على الأطفال لهذا لا أدعها في متناول أطفالي لأني أعلم أنها خطيرة وعند انتهاء صلاحيتها أقوم بالتخلص منها فوراٍ عن طريق رميها في كيس القمامة حتى يأتي عمال النظافة ويأخذونها بعيداٍ.
فيما لا تدرك جميلة عباد ربة المنزل أن البطاريات الجافة خطيرة تقول عند انتهاء مفعولها أحاول إعادتها وذلك عن طريق عضها بأسناني حتى تعود وتعمل مجدداٍ وأشعر بخروج قليل من السائل يلذع لساني مصحوب بقليل من السخونة.
الطالب الجامعي/عادل محمد يقول: اعتبرها سلاح ذو حدين فهي نافعة في حياتنا اليومية ولها استخدامات كثيرة ولكنها في الوقت نفسه خطيرة علينا وقد تسبب في ما يسمى الموت الصامت ويؤسفني أن الكثير من الناس حتى يومنا هذا لا يدركون خطورتها.
* فيما تفيد دراسات أجريت مؤخراٍ على البطاريات الجافة بأنها على الرغم من صغر حجمها إلا أنها تصنع غالباٍ من الكربون ويتم إحاطتها بعجين من الإلكترونية وكما يحتوي على الكيماويات تحظره مثل كالاموتيوم- كلوريد أو ثاني أكسيد المغنسيوم حسب نوع البطارية ويتم لفه في قالب معدني والذي يصنع بصورة أساسية من الزنك وفي حالة انتهاء صلاحيتها فإنها تحول إلى مادة سامة وخطرة على الصغار والكبار من الناس.
بدائل
يقول علي فرحان تاجر إن محله لا يخلو من البطاريات بجميع أحجامها وأنواعها حيث أن أكثر أنواع البطاريات استخداماٍ هي البطاريات الجافة وبطاريات الساعات وبطاريات القلم وتشمل 9 فولت جهداٍ كهربائياٍ ونتيجة الأزمة التي تمر بها بلادنا منذ سنوات وسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر أصبحت البطاريات أكثر استخداماٍ من قبل الزبائن ويكثر الراوج لها أكثر بحوالي 85% مما سبق وذلك لاستخدامها في الكشافات الصغيرة والمسجلات وألعاب الأطفال وغيرها.
ويضيف فرحان إن البطاريات أصبحت البديل الأفضل من المولدات الكهربائية متوفرة ورخيصة الثمن وفي متناول الجميع عكس المولد الكهربائي التي تحتاج إلى بترول لتشغيلها.
أضرار ميكانيكية
الدكتور قايد الحداد/ استشاري أطفال يرى أن البطاريات لها أضرار ميكانيكية وذلك بسبب صغر حجمها وإذا تم ابتلاعها فإنه يحصل إغلاق لمجرى الهواء ومن ثم الاختناق ولا يسمح بمرور الماء والطعام وقد يسبب أيضاٍ بالضغط على الأحبال الصوتية وإذا وصل إلى الجهاز الهضمي قد يؤدي إلى الانسداد.
وهناك أضرار كيماوية تسببها هذه البطاريات يذكرها الدكتور بقوله بأنها تحتوي على الرصاص الذي يؤثر على الجهاز العصبي والدم والكلى والغدد الصماء وتؤثر سلباٍ على نمو الأطفال ومادة الزئبق الموجودة في البطاريات تعمل على تدمير الأعضاء الداخلية للإنسان وتؤثر على السيدات الحوامل في نمو الجهاز العصبي بسبب مادة الكروم التي تسبب التهابات شديدة بالأنف والعين والحلق.
فيما ينصح الحداد بضرورة توعية المواطنين عن طريق وسائل الإعلام بخطورة البطاريات وفي حالة حصول أحد الأشياء السابقة ذكرها يتم إسعاف المصاب إلى أقرب مرفق صحي متمنياٍ من الجميع توخي الحيطة والحذر تجاه استخدام هذه البطاريات والتخلص منها بعد انتهاء صلاحيتها تجنباٍ خطورتها.
غياب التوعية
عبدالحليم السكري/ مدير التوعية في حجة البيئة أمانة العاصمة يقول البطاريات الجافة(حجر البطارية) بعد انتهائها تتأكسد وتتحول إلى مواد سامة وتحتوي على عنصر اليورانيم المشع بحسب الدراسات.. وفي دول العالم المتقدم توجد إليه للتخلص منها وذلك عن طريق تجميعها في البيوت داخل حاويات زجاجية صغيرة تمنع التسرب المشع ومن ثم تسليمها لاجهات مختصة تتعامل بآلية معينة معها وذلك بصبها في عمود اسمنتي لتتحاشى الإشعاعات الناتجة عنها..
ويضيف قائلاٍ إن هناك بعض المواطنين في اليمن يجهل خطورتها ويقوم برميها في أماكن قريبة من متناول الأطفال فيقومون بالعبث واللعب بها مما يؤدي إلى تعرض هؤلاء الأطفال إلى خطورة المواد المشعة أو إصابتهم بالأمراض لا قدر الله.
وعن الدور الذي يلعبه المركز في التوعية بمخاطر هذه البطاريات على الأطفال يقول السكري: نحن بدورنا كمركز نقوم بإلقاء محاضرات توعية خاصة بالمواد المسرطنة كالمواد البلاستيكية وحجر البطارية وبصورة مستمرة في المدارس والمجالس وكذلك عبر النشرات التي يصدرها مركز التوعية.
مثل نشرة أصدقاء البيئة ونشرة مرايا البيئة حتى يتم التوضيح وكيفية التعامل مع حجر البطارية بطريقة صحيحة وعدم دفنها في الأماكن الزراعية وعدم استخدامها بعد خروج السائل الأبيض منها ويشدد السكري على ضرورة تسليم البطاريات من بعد انتهائها إلى هيئة البيئة ويدعو الشركات المصنعة أو الموردة بكتابة التحذير بصورة بارزة عليها لأنها سبب لمرض السرطان.
خطورة بالغة
* وعن الخطورة التي تسببها هذه البطاريات يوضح السكري ذلك بقوله تحتوي البطاريات على معادن ثقيلة سامة يمكن أن تتراكم في الجسم على مدى الزمن مسببة مشاكل عديدة.
ومن أهم هذه المعادن الزئبق المغنيزيم الليثيوم النيكل الزنك الرصاص وغيرها ويقف الجسم عاجزاٍ عن التخلص منها وهنا يبدأ التأثير السلبي لها فالنيكل يسبب السرطان واضطرابات هضمية وكلوية والزنك يؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية والمغنيزوم ويؤثر على الجهاز العصبي وعن طرق الوقاية من مخاطر هذه البطاريات تفيد السكري بأنه يجب الحد من استخدام البطاريات الجافة وعدم رميها في القمامة أو على الأرض ويفضل استخدام الأنواع القابلة للشحن إذا اضطر الأمر ويمكن إعادة شحنها لأكثر من 400 مرة ويمكن إعادة تدوير البطارية غير القابلة للشحن وذلك عن طريق شراء الأجهزة والألعاب التي لا تحتاج إلى بطاريات ويختم السكري حديثه أن التقليل من شراء واستخدام البطاريات يعد إيجابياٍ من الناحية الاقتصادية وفي حفاظ على صحتنا وعلى البيئة في الدرجة الأولى.