* لنترك الماضي خلفنا بكل مساوئه ونتجه صوب العمل لما فيه الخير لبلادنا ومجتمعنا
* نأمل أن يكون عام 2015م محطة لتصحيح الاختلالات التي أنهكت الوطن
* نعلق آمالاٍ كبيرةٍ على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة
لن نتخلى عن حلمنا بدولة النظام والقانون والبناء والتنمية
بين عام رحل مخلفاٍ وراءه الكثير من الآثار غير السعيدة والتي طبعت في أذهان البعض ذكرى مؤلمة بعد كل ما حدث فيها وعام جديد حل علينا محملاٍ بالكثير من المفاجآت التي يتمناها الكثيرون أن تكون سعيدة بخلاف ما مربهم يقف البعض منهم عند استذكار كل أحداث العام الفائت بكل ما ناله فيه من خير أو شر آملاٍ أن يكون الحال في عامه الحالي أفضل من سابقه وأن يعم الخير والسِلام أرجاء البلاد.
“الثورة” التقت عدداٍ من المواطنين الذين أدلوا بآرائهم حول عامهم المنصرم وآمالهم وتطلعاتهم في هذا العام . فإلى عينة من تلك الآراء..
كما لو أن المقولة المعروفة “الزمان لا يأتي بأحسن” قد صارت حقيقة ولم تعد مجرد قول يبدي المواطنون استياءهم من عامهم الذي انقضى فكما يقول علي راجح الذي يعمل سائق تاكسي “كلما مرت سنة قلنا رعى الله العام فلقد كان العام المنصرم 2014 أسوأ عام على الإطلاق فهو عام صعب بكل المقاييس فلقد شهد غيابا للأمن وكثرة للأحداث المؤسفة مما انعكس عموما على حياة الناس فالمواطن صار يشعر بأن الغد المجهول ينتظره وبالذات أن الأعمال شهدت تراجعاٍ كبيراٍ وأنا بحكم عملي كسائق أجرة عادة ما أجد المواطنين على اختلاف وظائفهم وأعمالهم يشكون من قلة الدخل وقلة الأشغال وهذا شيء خطير ويبعث حالة من القلق لدى المواطن بالإضافة إلى تدني الحالة المعيشية نتيجة لذلك..
ويضيف راجح: أنا كمواطن آمل من الجميع التكاتف لوضع حد لهذا التدهور الذي تشهده البلاد في جميع المجالات فهذا الوضع يعنينا جميعا وإذا لم تتوفر النوايا الصادقة لدى الجميع للعمل على تجاوز هذا الوضع فإننا لا نتخيل ما هي الحال التي ستؤول إليها البلاد وعلى كل حال فلن نفقد الأمل وبالنسبة لعامنا هذا فأنا أتمنى أن يكون عام خير وأن تتجاوز البلاد خلاله الكثير من المشكلات التي تعانيها في الوقت الراهن وأهمها وفي الدرجة الأساس مشكلة الانفلات الأمني وكذا مشكلة الاقتصاد.
لابد أن يكونِ القادمْ أفضل
لم يخف أغلبية من التقيناهم حنقهم تجاه الأوضاع التي مروا بها والأحداث التي كانت البلاد مسرحا لها في العام 2014 غير أنهم وبتوقُ كبير أبدوا شيئاٍ من التفاؤل والأمل في استقبال عامهم الجديد الذي يأملون أن تستقر فيه أحوال البلاد وتخرج فيه من جميع المشكلات التي تعانيها ويكون نقطة البداية لعهدُ جديدُ عنوانه الأمن والسلام والنهضة والبناءْ والرقي فها هو أمين العماري موظف قطاع خاص يقول: الحياة العام الماضي كانت متعبة خصوصاٍ أنه كان عاماٍ عمت فيه الوطن حالة من عدم الاستقرار وهذا ما لعب دوراٍ كبيراٍ في إقلاق حياة المواطن بشكل عام حيث كنا على مدار اليوم نسمع ونشاهد ونتابع مشاكل تحدث في أجزاء متفرقة من البلاد وهذا بدوره يؤثر على الجانب النفسي للمواطن وعلى أعماله وتحركاته حيث لا يطمئن للعمل في مثل هذه البيئة المضطربة.. وأنا أعرف الكثير من رجال الأعمال الذين أوقفوا كل أعمالهم وظلوا طوال السنة – ولا زالوا- يترقبون ما سيؤول إليه حال البلد فإذا ما وجدوا نوعاٍ من الاستقرار فإنهم لا شك سيستأنفون أعمالهم.. وأنت تعرف أنه كلما تحركت رؤوس الأموال بشكل أنشط وأسرع كان ذلك في صالح الاقتصاد العام للدولة من حيث إنجاز مشاريع وتوفير فرص عمل للأشخاص العاطلين فالاستقرار عامل مهم لبناء البلدان.
ويضيف: أما بالنسبة للعام الجديد فمع أنه ليس لأحد القدرة على التكهن بما سيكون عليه الوضع العام في البلاد إلا أنني أعتقد أنه لا بد أن يكون أفضل من العام السابق والأعوام الذي قبله حيث يفترض أن تكون مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتعثرة قد طبقت ونفذت على الواقع كون المواطن معولاٍ على هذه المخرجات أن تكون هي الخطوة الأولى للخروج بالبلاد من كثير من مشاكلها الحالية وأعتقد أن أهم ما يحتاجه المواطن كخطوة عاجلة وفي المقام الأول هو تحقيق الأمن والاستقرار ليكون المواطنون كافة آمنين على أنفسهم وأموالهم وأهليهم ثم يأتي بعدها الهم المعيشي الذي أصبح يشكل هاجسا لدى السواد الأعظم من المواطنين والذين هم إما تحت خط الفقر أو محدودي الدخل..
فالناس في اعتقادي لا يطلبون المستحيل أو ما يصعب على الدولة تحقيقه لهم وإذا ما توفر لهم الأمن والنظام والقانون الذي يكون الجميع في ظله سواسية وشعروا بالعدالة وتوفرت لهم فرص عمل فلا أظن أنهم سيطلبون أكثر.
كثرة العاطلين وركود سوق العمل
هناك.. في حراج العمال حيث البسطاء من الناس الذين يسعون مبكراٍ لكسب رزقهم الممهور بعرق الكد والجهد التقينا يحيى عطاء عامل بناء حيث تحدث إلينا قائلاٍ: خلال السنة الماضية عانى الناس عموما وكنا نحن العمال أكثرهم معاناة حيث إن بقية الناس هم إما موظفين أو أصحاب حرف أو محلات أو غير ذلك وبالتالي فهم أوفر حظا منا في كسب رزقهم أما نحن – وبالأخص عمال البناء – فعملنا ليس بشكل دائم بل إننا نظل عاطلين أياما وأسابيع وبعدها نحصل على شغل ليوم أو أيام معدودة ثم نعود لنفس الحالة ننتظر أن نحصل على شغل آخر وهكذا وخلال السنة الماضية كانت المعاناة أكبر حيث إن كثيراٍ من أعمال البناء والإنشاء توقفت نتيجة الوضع الاقتصادي الذي مرت به البلاد وهذا مما أثر علينا حيث زاد عدد العاطلين منا وقلت فرص الحصول على أعمال نتمنى أن يكون الحال هذا العام أفضل وأن تستقر الأوضاع في البلاد وتتحرك الأعمال كي تتوفر فرص العمل لكل الناس الذين يبحثون عن كسب رزقهم مهما كان العمل مرهقاٍ ومتعباٍ.
أما عن عامنا هذا الذي نستقبله فيضيف يحيى بعد نفس عميق وآهة مثقلة بالوجع: ليس بمقدور مواطن بسيط مثلي أن يغير من الأمر شيئا ولو كان الأمر بيدي لحاولت تغيير هذا الواقع بكل الوسائل لكن ليس من خيار متاح أمامي إلا أن أتمنى أن يكون وضع البلاد هذا العام أفضل من العام السابق وأن يستقر الوضع ويتحسن الاقتصاد وتتوفر الأشغال أمام العاملين وفي الأول والأخير أن يعم الأمن والسلام جميع أنحاء البلاد.
كفى عنفاٍ.. كفى إرهاباٍ
مثل العام المنصرم بأحداثه الدامية مساحة سوداء في تاريخ اليمن.. يقول توفيق عامر طالب جامعي: لقد كان العام المنصرم هو عام للصراع بامتياز ذلك الصراع الذي دفع وسيظل يدفع فاتورته جميع أبناء اليمن فما تلك الدماء التي أريقت والأرواح التي أزهقت إلا جزء منا وما تلك الممتلكات التي أتلفت أو نهبت إلا أموال أبناء هذا الوطن وذلك يعني أن الجميع خاسر وأن لا أحد يمكنه القول بأنه حقق مكسبا أو انتصر فالوطن وطن الجميع وعلى جميع أبنائه الحفاظ عليه وعليهم أن يدركوا حقيقة الوضع وأن البلاد لم تعد تحتمل المزيد وهذه دعوة أطلقها عبر صحيفتكم وأقول لكل أطراف الصراع على اختلاف أيديولوجياتهم كفى عنفاٍ..
ويستدرك توفيق: هناك آفة الإرهاب علينا جميع التصدي لها وأن تتكاتف جميع الجهود الرسمية والشعبية فهذه الآفة التي تهدد كيان اليمن ككل يتوجب علينا محاربتها بكافة الطرق والوسائل وعلى القوى السياسية أن تدرك حجم هذه التحديات التي تواجهها بلادنا وأن يعمل الجميع بإخلاص من أجل الخروج من هذا الوضع السيئ الذي تعاني منه اليمن.
أما عن عام 2015 يضيف توفيق أتمنى أن تستقر فيه البلاد وأن يعم الخير والسلام وأن تتحقق لجميع أبناء الوطن كل الآمال التي يرجونها سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى الوطن عموماٍ وعلى وجه الخصوص حلمنا الكبير بدولة النظام والقانون دولة الأمن والاستقرار والبناء والتنمية.
الأمن أولا
يكاد يجمع المواطنون الذين تسنى لنا التقاؤهم والحديث معهم حول موضوع هذا الاستطلاع على أن الوضع الأمني هو أعظم ما يؤرق الناس يقول محمد القاضي موظف حكومي: بصراحة السنة الماضية لم تكن أوضاع البلاد تسر فدائما كنا نسمع عن مشاكل في أماكن متفرقة من البلاد حرب تشتعل في مكان وطريق يقطع في مكان واختطافات تتم في مكان واغتيال في مكان وكأن القيامة قائمة علينا من كل جهة وهذا بكل تأكيد يؤثر على حياة المواطن من عدة نواح أولها من ناحية الشعور بانعدام الأمن فجميعنا يعلم أن الأمن هو أساس الحياة وكما يقال الأمان قبل الإيمان فالمواطن من المهم أن يشعر بالأمن وبأن حياته هو وأولاده في أمان وكذلك ممتلكاته يجب أن تكون آمنة.. وكما قلت لك إن الأمان هو أساس الحياة فمتى وجد الأمن ستهدأ كل المشاكل التي تعاني منها البلاد فالعاطل سيجد عملا والمخرب لن يجد فرصة للتخريب والأعمال كلها ستسير بشكل جيد وهذا كله يتطلب منا جميعا التكاتف والتعاون وكل واحد يشعر بمسئوليته وواجبه تجاه وطنه وتجاه إخوانه وأبناء شعبه.
لا نريد أن نبدأ عامنا بنظرة تشاؤمية بل علينا أن نبدي بعضا من التفاؤل في أن هذا العام سيكون محطة لتصحيح كثير من الاختلالات التي أنهكت البلاد والعباد وضاعفت من الأعباء على المواطن حتى أصبحت الحياة المعيشية في أدنى مستوياتها هي غاية غالبية الشعب.
نقطة انطلاق
كانت خاتمة لقاءاتنا مع الشيخ محمد ناجي حيدرة عاقل حارة شهداء السبعين حيث تحدث إلينا قائلاٍ: نتمنى أن يحل العام الجديد علينا ويتم خلاله تجاوز الأزمات التي تعصف بالبلاد منذ سنوات أما بالنسبة للعام 2014م فقد كان امتدادا سيئا لسنوات سبقته من الفوضى وتدني المستوى المعيشي والصراعات السياسية والحزبية والطائفية التي يدفع ثمنها الوطن عموما والمواطن البسيط بشكل أكبر.
مرت بالبلاد العام الماضي أزمات متعددة وفي جميع نواحي الحياة وكل يوم كانت تتزايد هذه الأزمات وتتوالد لتأتي أزمات جديدة.. فلو أننا تحدثنا عن المشاكل في جانب واحد من جوانب الحياة فلن يكفينا الكثير من الوقت لطرحها..
سأحاول أن أقول رسالتي باختصار وهي أولا إلى القيادات الوطنية في هذه البلاد أن عليهم أن يلتفتوا إلى المواطن وإلى معاناة الناس البسطاء الذين يظلون يلهثون وراء لقمة العيش والتي أصبحت تمثل لهم الهم الأكبر..
ثم إلى جميع القوى السياسية على اختلافها فالوطن وطن الجميع ويكفينا ما لاقيناه فمهما بلغت بكم الاختلافات والتباينات تذكروا دائما أننا جميعا أبناء هذا الوطن وأنه بإمكاننا أن نبنيه ونعيش جميعنا في خير وسلام متى ما وجدت النيات الصادقة منا جميعا فالخلافات والصراعات السياسية على مدى سنوات لم نجن منها إلا ما وصلنا إليه من تدهور اتركوا خلافاتكم جانبا وتعالوا نبني وطننا فالمرحلة لم تعد تحتمل والبلاد شارفت على السقوط في الهاوية فإما أن نتداركها جميعا كل من موقعه ونعمل لما فيه خيرها أو نستعد لتحمل النتيجة في حال بقينا على خلافاتنا وتمزقنا وتصارعنا ونسينا أمر وطن يكاد أن ينهار بسببها.
أما الرسالة الأخيرة فهي لجميع أبناء الشعب علينا جميعا السعي لما فيه خير هذا الوطن الذي نعيش فيه ونأكل من خيراته علينا نبذ العنف والتطرف والتعصب القبلي والمناطقي والمذهبي والاحتكام جميعا للنظام والقانون والحرص على أن لا نكون أداة في تخريب الوطن ومعاول هدم له فنحن الخاسر الأكبر من ذلك.
لنجعل من عامنا الذي نحن في استقباله نقطة انطلاق لتغيير واقعنا نحو الأفضل فنحن لسنا أقل من غيرنا من شعوب العالم التي نهضت من الحضيض وها هي اليوم تزاحم أكبر اقتصادات العالم.