رئيس بعثة منظمة الهجرة: الاتجار بالبشر في اليمن يشمل يمنيين وغير يمنيين


> المنظمة الدولية للهجرة تدعم إعداد قانون يمني يحظر الاتجار بالبشر

> أكثر من 80.000 مهاجر ولاجئ من القرن الأفريقي وصلوا إلى شواطئ اليمن في 2014م

> تشير البيانات إلى أن وفيات المهاجرين أثناء رحلة الهجرة في ازدياد مستمر

أوضحت رئيسة بعثة منظمة الهجرة الدولية في اليمن نيكوليتا جوردانو أن أعداد المهاجرين غير النظامين إلى اليمن في تنام ووفياتهم أثناء رحلة الهجرة في تزايد مستمر .. منوهة بأن الهجرة غير النظامية تعتبر قضية مثيرة للجدل في جميع أنحاء العالم وغالبا ما يتمحور الجدل في هذا الموضوع على الآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية كالتأثير على الثقافة والوظائف .. وغير ذلك من القضايا المتعلقة بالهجرة التي طرحتها عليها (الثورة) في هذا اللقاء.. فإلى التفاصيل:

• بداية .. ما هي طبيعة اختصاصات المنظمة الدولية للهجرة .. أين تبدأ وأين تنتهي¿
– تلتزم المنظمة الدولية للهجرة بتعزيز الهجرة الإنسانية المنظمة لتلبي مصلحة الجميع من خلال تقديم الخدمات والمشورة للحكومات والمهاجرين على حد سواء. وتقدم المنظمة الدولية للهجرة يد العون في إدارة الهجرة الإنسانية والمنظمة كما تقوم برفع مستوى التعاون الدولي في القضايا المتعلقة بالهجرة ودعم عملية البحث عن حلول عملية للمشكلات الناتجة عن الهجرة وتقديم المساعدات الإنسانية للمهاجرين ذوي الحاجة بالأخص المهاجرين غير النظاميين والعالقين الذين تقطعت بهم السبل والمْرحلين اليمنيين.
دستور المنظمة الدولية للهجرة يحدد بوضوح الصلة ما بين الهجرة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالإضافة إلى الحق في حرية التنقل للأفراد بشكل نظامي.
• ما هي آليات عملكم حيال إشكاليات المهاجرين غير النظاميين¿
-إن عمل المنظمة يكون من خلال تعزيز الحوار الدولي حول السياسات ومن خلال إعداد أبحاث وبرامج ذات خطة عمل تهدف إلى تقوية القدرات الإدارية والتنظيمية للحكومات .. وتتكون أنشطة هذه البرامج من: زيادة الموارد البشرية من خلال برامج العمالة المهاجرة كذلك العودة الطوعية وإعادة الإدماج وبناء قدرات الحكومات.
• ماذا قدمت المنظمة لليمن وإشكالية المهاجرين غير النظاميين إليه ومنه¿
-المنظمة الدولية للهجرة في اليمن جزء من المنظمات الدولية الحكومية حيث والمنظمة بها 157 عضوا دوليا واليمن ضمن الأعضاء في المنظمة بدأت عملها في اليمن منذ العام 1994م كما أن لديها عدة نشاطات مختلفة في اتحاد اليمن في إطار المساعدات للمهاجرين ذوي الجنسيات المختلفة القادمين من خارج اليمن بالإضافة إلى اليمنيين المرحلين سواء من السعودية أو من دول أخرى. والمنظمة لديها مكتب رئيسي في العاصمة صنعاء ومكتب في عدن وكذلك في 2010م تم افتتاح مكتب في حرض وفي 2013 افتتحت المنظمة في منفذ الطوال مركزا لمساعدة اليمنيين العائدين من السعودية.
• ماذا تقدمون للمهاجرين اليمنيين المرحلين, وهل هناك تنسيق بينكم وبين الجهات الحكومية في اليمن¿
– معظم المهاجرين اليمنيين المرحلين من السعودية يعودون عبر منفذ الطوال الحدودي الذي يقع تقريباٍ على بعد عشرة كيلومترات شمال حرض في محافظة حجة وبمجرد وصولهم إلى منفذ الطوال فإن الكثيرين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية العاجلة وبطلب من وزارة المغتربين وبمتابعة منها تواصل المنظمة الدولية للهجرة توفير الرعاية الصحية الطارئة والغذاء والمياه وخاصة المرضى والمصابين حيث يتم إنزالهم بالقرب من مركز المنظمة والذي يساعد المنظمة الدولية للهجرة في مراقبة تدفق العائدين عبر منفذ الطوال.
• ما هي الخدمات التي تقدمها المنظمة تحديداٍ¿
-بشكل عام نحن في منفذ الطوال لمساعدة اليمنيين العائدين من السعودية وأول شيء نقوم به هو حصر القادمين ومن ثم نقوم بتزويدهم بالمياه والمساعدات الغذائية بحسب الاحتياج والأهم من ذلك كله المساعدات الطبية اللازمة لهؤلاء الأشخاص خاصة وهم يعودون بحالة صحية حرجة.
أيضا وبطلب من وزارة الخارجية ساعدنا اليمنيين الذين كانوا عالقين في سوريا عن طريق التنسيق مع السفارة اليمنية في سوريا وفي نفس الوقت الذين كانوا عالقين في ليبيا بالتنسيق مع الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة شؤون المغتربين.
• التعاون مع الحكومة هل يقتصر على وزارتي الخارجية والمغتربين¿
– التعاون بين المنظمة الدولية للهجرة والحكومة اليمنية ليس فقط مع وزارتي المغتربين والخارجية اللتين نتعامل معهما في الحكومة فنحن الآن نعمل في برنامج ضد الاتجار بالبشر مع وزارة حقوق الإنسان وهذا البرنامج كان من قبل بالتنسيق مع وزارة العدل.
• ماذا عن الاتجار بالبشر وما حجمه في اليمن¿
-الاتجار بالبشر يحمل بْعدين: البعد الأول اليمنيون الذين يتم الاتجار بهم, والبعد الثاني الاتجار بالجنسيات الأخرى, كما نعرف في منطقة حرض عدد كبير من المهاجرين من غير اليمنيين وكثير من الدول اعترفت بمسألة الاتجار بالبشر لهذا الشيء هناك اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر وتقوم حاليا بالعمل لتشريع قانون يكافح الاتجار بالبشر والمنظمة كانت من الجهات الداعمة والمساعدة التي شاركت بين آراء كل الجهات والآن نحن بانتظار أن تقوم اللجنة بتشريع قانون يحظر الاتجار بالبشر.
• ماذا عن إشكالية المهاجرين غير النظاميين إلى اليمن .. هل لديكم إحصائيات بأعدادهم .. وكيف تنظرون لهذه المسألة¿
– تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 80.000 مهاجر ولاجئ من القرن الأفريقي قد وصلوا إلى شواطئ اليمن هذا العام. وصلت أرقام الوفيات في البحر إلى معدل عالُ منذ عام 2010م. وتشير آخر الإحصائيات إلى ان أكثر من 250 شخصا لقوا حتفهم هذا العام 2014م ووفاة المهاجرين أثناء محاولتهم الوصول إلى بر الأمان مشكلة متنامية كانت المنظمة الدولية للهجرة أول منظمة لفتت الانتباه العالمي إلى هذه الرحلة المميتة ذات البعد الدولي.
بالنسبة لسياق الهجرة في اليمن ففي كل عام يشرع آلاف المهاجرين العالقين بالخوض في رحلة خطرة من مواطنهم في القرن الأفريقي عبر بونتلاند والصومال وجيبوتي عابرين خليج عدن والبحر الأحمر وصولا إلى اليمن.
• لكن اليمن يشكو من تبعات هذه الظاهرة وأعبائها¿
– جميعنا يعرف أن موضوع الهجرة – وبالأخص موضوع الهجرة غير النظامية – يعتبر موضوعا مثيرا للجدل في جميع أنحاء العالم وغالبا ما يتم التركيز أثناء الجدل في هذا الموضوع على الآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية كالتأثير على الثقافة والوظائف. إننا نحتاج وبصورة طارئة إلى تغيير المنظور الذي من خلاله ينظر الناس إلى موضوع الهجرة.
إننا ندعو المجتمع الدولي تحديدا إلى تحمل المزيد من المسؤولية في إنقاذ حياة الآلاف من المهاجرين رجالا ونساء وأطفالا من الذين يخوضون رحلات محفوفة بالأخطار برا وبحرا. إنه من غير المقبول أن لا يمنح أي شخص يفر بحياته الملاذ الآمن أو الإنقاذ اللازم. جميع المهاجرين يبحثون عن أفضل فرص الحياة وحقوقهم الإنسانية الأساسية تستحق ان تحترم في كل مرة بالإضافة إلى التعاطف والحماية.
• هذه الأرقام لا تشمل جميع من ينزحون من القرن الأفريقي ويتسللون إلى اليمن¿
-للأسف تشير البيانات إلى أن أرقام الوفيات من المهاجرين في ازدياد مستمر وأن عام 2014م هو أكثر الأعوام تسجيلا لعدد الوفيات على الإطلاق. ستشير احصائياتنا المزمع نشرها في شهر ديسمبر إلى أن أعداد الوفيات تجاوزت 5,000 حالة وفاة أي ضعف حالات الوفاة المسجلة للعام الفائت والتي بلغت 2,374 حالة.
المنظمة الدولية للهجرة تتطلع إلى مواصلة العمل مع الحكومة والمجتمع المدني والشركاء الدوليين ونأمل أن تقدم منظمات المهاجرين تقريرا عن إحصاءات أفضل وأكثر تفاؤلا طوال عام 2015م.
• إذن .. ما الذي ستقدمه المنظمة في العام 2015¿
– ستقوم المنظمة الدولية للهجرة في عام 2015م بإطلاق حملة “بِطِليú المْهاجر”. جميع بعثات المنظمة الدولية للهجرة ستعمل على القيام بتحديد بعض المهاجرين الذين كانت لهم إسهامات هامة بعد الهجرة من أوطانهم. ستشترك المنظمة الدولية للهجرة بشكل فعال في هذه المبادرة وستواصل حماية ومساعدة المهاجرين المستضعفين من خلال التعاون الوثيق مع المجتمع المدني والشركاء الحكوميين لدعم أنشطة اليمن التي ستسهم في رفع الوعي وتعزيز الاستجابة المؤسسية وكذلك حماية ضحايا الاتجار بالبشر.

قد يعجبك ايضا