
أكد المدير العام لمكتب الزراعة والري في محافظة المهرة المهندس عبدالناصر عويض أحمد أن العمل الزراعي في المحافظة بدأ ينتعش وهناك توجه ملحوظ من المزارعين إلى زراعة معظم المحاصيل الزراعية ومنها الحبوب والفاكهة والحمضيات والخضروات .
وأوضح في هذا اللقاء الذي اجرته معه “الثورة” أن المحافظة تتجه إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في ما تنتجه من محاصيل زراعية حيث تم تنفيذ مشاريع زراعية وخدمية منها (35) كريفا توزعت على مناطق عدة في البوادي والأرياف خصوصا التي تتميز بطبقة أرضية قابلة لحفظ المياه لفترة أطول حتى يستفيد منها المزارعون ومربو الثروة الحيوانية في المناطق المستهدفة .
* ماذا قدم مكتب الزراعة والري في محافظة المهرة لدعم المزارعين وحل مشكلات المياه¿
– نحن حالياٍ بصدد توفير مضخات للمزارعين تعمل بالطاقة الشمسية تضخ المضخة ما بين 50 إلى 60 متر مكعب من المياه في الساعة الواحدة وهذا المشروع سيسهل عملية ضخ المياه بأقل تكلفة بدلاٍ عن المشتقات النفطية التي تأخذ تكاليف كبيرة والمشروع بدعم وتمويل من وزارة الزراعة وبنك التسليف التعاوني الزراعي عبر منح المزارعين قروض بيضاء وبدون فوائد .. وللعلم المهرة من أوائل المحافظات التي تم إدراجها في هذا المشروع وأصبح باستطاعة أي مزارع الحصول على هذه المضخات.
مضخات شمسية
وقد وجهنا فروع المكتب بالمديريات بضرورة التواصل مع المزارعين وتقديم طلباتهم للمكتب ولدينا استمارات خاصة من صندوق التشجيع الزراعي سيتم تعبئتها من المستفيدين لرفعها إلى بنك التسليف التعاوني الزراعي والإجراءات سهلة وغير معقدة ولاشك سيستفيد المزارعون كثيراٍ من هذه المضخات لاسيما وأنها ستوفر الكثير من التكاليف والأعباء التي كان يدفعها المزارع في الوقود. كما أن هذه المضخات صديقة للبيئة وهذا عامل مهم جدا ومفيد للتربة وللزراعة وسيجنبها كثيراٍ من الأضرار البيئية الخطيرة التي يسببها عوادم الوقود وبالتأكيد إن إجراءات تسديد القروض ستكون بالتقسيط المريح على المزارع تشجيعاٍ لإقباله على هذه التقنية الحديثة ودعماٍ للمزيد من العطاء ومضاعفة الانتاج والمحاصيل الزراعية وزيادة المساحات والحقول الخضراء .
مهمة شاقة!
* للمحافظة منافذ دولية برية وبحرية وجوية فماذا عن دوركم الرقابي والإشرافي على المحاجر البيطرية¿
– نعمل على تعزيز دور الإشراف على المحاجر البيطرية في المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية التي تدخل عبرها المنتجات الزراعية وهناك منفذان بريان دوليان مهمان هما منفذ شحن ومنفذ صرفيت على الحدود اليمنية العمانية ومنفذ بحري بميناء نشطون ومنفذ جوي بمطار الغيضة الدولي وكلها منافذ حيوية تدخل عبرها كميات من المنتجات الزراعية والبيطرية معظمها قادم من الخارج . لهذا مهمتنا تبدو شاقة وصعبة في المراقبة والاشراف ونحن نتواصل مع الإخوة في المركز بصنعاء لتزويدنا بالإمكانيات المطلوبة لتفعيل دور الرقابة في هذا الجانب لكن للأسف وأقولها بمرارة إن معظم مطالبنا هذه لم يتم تلبيتها رغم أهميتها والسلطة المحلية في المحافظة تعمل معنا بقدر امكانياتها لكنها لا تستطيع دعمنا بهذه الامكانيات والوزارة هي القادرة على ذلك فقط .
سد وادي الجزع
* إذن ماهي توجهاتكم وخططكم للعام المقبل¿
– لدينا خطط ودراسات طموحة لإنشاء حواجز مائية في عدد من المناطق للاستفادة منها في حفظ مياه الأمطار وهنا أزف بشرى سارة للمزارعين والمواطنين أيضاٍ أنه تم الاتفاق مع جمعية “العون المباشر” الكويتية التي أبدت استعدادها التام لتمويل وتنفيذ سد وادي الجزع الحيوي ونحن الآن بصدد إعداد الدراسات الفنية والهندسية بالتنسيق مع الوزارة والسلطة المحلية في المحافظة.
وهذا المشروع في حال إنجازه سيكون له فوائد اقتصادية كبيرة وسيساهم في إنعاش الحركة الزراعية خصوصاٍ وأن وادي الجزع من أهم وأكبر الأودية الزراعية في المهرة وتقع على ضفافه مزارع وحقول زراعية كبيرة وكثيرة وآبار كثيرا ما يصيبها الجفاف والنضوب لانعدام سدود تحفظ مياه السيول التي تتدفق في هذا الوادي في مواسم الأمطار وتذهب إلى البحر دون الاستفادة منها .
الإرشاد والتدريب
* وماذا عن جانب الإرشاد والتدريب الزراعي برامج وأنشطة ذات جدوى¿
– يشكل جانب الإرشاد والتدريب الزراعي قلب المكتب النابض لأهميته القصوى وخلال السنوات الماضية استطعنا تنفيذ الكثير من البرامج والحقول الإرشادية في مختلف المجالات وللعديد من المحاصيل مثل الحبوب والأعلاف والخضار والفواكة والحمضيات توزعت في المناطق الزراعية بالإضافة لتوفير وتوزيع كميات من البذور المحسنة على المزارعين وأوصلنا تقديم الخدمة الإرشادية إلى كافة المديريات وتوزيع النشرات والملصقات الإرشادية التي تعرف المزارعين بالعمليات الزراعية لزراعة وإنتاج المحاصيل وكيفية غرس فسائل النخيل بالطرق الصحيحة .
وبصراحة كل هذه الانجازات والنجاحات كان خلفها المدير السابق لإدارة الإرشاد والتدريب الزراعي في المكتب المهندس هلال محمد الجشاري الذي كان شعلة من النشاط والحيوية وتمكن بجهوده وخبرته من إيصال الإرشاد الزراعي إلى المديريات رغم شحة الامكانيات وكثرة المعوقات قبل أن تضطره ظروف خاصة لطلب نقله لصنعاء وكان بمقدوره تقديم المزيد من العطاء فكل الشكر والتقدير على كل ما قدمه للمهرة وللقطاع الزراعي فيها خلال فترة عمله طوال 15 سنة ووفاء له قمنا بتنظيم حفل تكريمي لتوديعه بالتعاون مع السلطة المحلية ومهما قدمنا له لا يمكن أن نفيه حقه.
صعوبات ومعوقات
* بجانب شح إمكانات الرقابة في المنافذ .. ماهي أبرز الصعوبات والمعوقات التي تواجهونها¿
* نواجه صعوبات ومعوقات كثيرة خاصة في جانب التمويلات والدعم المادي وهذا العام كانت لدينا مجموعة من الأنشطة الزراعية والبرامج السنوية لكنها لم تْنفذ بسبب أوضاع البلاد الراهنة ولم نجد لها التمويل المطلوب ومنها على سبيل المثال حملة مكافحة حشرة دوباس النخيل على أهميتها وكذلك مشاريع الحقول الإرشادية التي تْنفذ دائماٍ بشكل سنوي . وللأسف توقفت هذه الأنشطة وغيرها في العام الحالي وهي أنشطة روتينية سنوية يتم تمويلها من الوزارة لكن بالتأكيد هذا لا يعني أن أعمال المكتب متوقفة نهائياٍ فنحن بحسب إمكانياتنا المتواضعة نقوم بالنزولات الميدانية للمزارعين والجمعيات الزراعية لتلمس همومهم واحتياجاتهم بالعديد من الأعمال والأنشطة المناطة بنا .