– لا سامحك الله يا نوبل، عملت للبشرية مسمار “الديناميت” في حياتك ولغمتها بجائزتك الموسومة بالسلام بعد موتك لتصبح هدفا مشروعا لكل قاتل وسفاح ومخرب من قادة هذا العالم الذي أصيب بانهيار غير مسبوق في معايير الإنسانية والأخلاق.
-ألفريد نوبل، عالم كيميائي ومهندس وصناعي سويدي، اكتشف الديناميت ومتفجرات قوية أخرى استخدمت في الحروب خلال القرن الثامن عشر وما زالت إلى اليوم وتسببت في إزهاق الملايين من البشر.
-يقال إن هذا المخترع – بعد أن رأى التأثيرات المدمرة للديناميت – ندم على اختراعه وفي أواخر العام 1895، وقبل عام على وفاته وقع نوبل وصيته الأخيرة مكرساً الجزء الأكبر من ثروته وشركته لتأسيس جوائز نوبل التي تمنح سنوياً دون تمييز لجنسية الفائز في أكثر من مجال علمي يعود بالفائدة على حياة الإنسان ومنها جائزة السلام التي أوصى نوبل نفسه بمنحها سنويا لشخص قام في السنة السابقة بأكثر أو أفضل عمل للتآخي بين الأمم، وإلغاء أو تخفيض الجيوش الدائمة ومن أجل عقد السلام والترويج له عالميا.
-بطبيعة الحال لم يكن هذا العالم على علم أن شخصا سفاحا مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيكون أبرز المرشحين للظفر بالجائزة لهذا العام وهو المتورط الرئيس في أفظع جرائم الإبادة الشاملة بحق شعب أعزل في التاريخ الحديث.
-خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن – والتي اختتمها يوم الجمعة الماضي – أتحف مجرم الحرب والمطلوب الأول للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو العالم بنكتة سخيفة عن ترشيحه صديقه ترامب للفوز بجائزة نوبل للسلام محتقرا ومستخفا بعالم اليوم بكل ما يحويه من بشر وضمائر وشعارات وقوانين ونظم وما تسمى المبادئ والقيم التي تحكم مجتمعات وشعوب هذا الزمان.
-نتنياهو الذي كان من أوائل القادة الذين رشحوا ترامب للجائزة العالمية الأشهر هو نفسه من قتل أكثر من ستين ألف مدني وجرح أكثر من مائة وثلاثين الف فلسطيني بينهم عشرات الآلاف من النساء والأطفال والجوعى بسلاح ودعم وإسناد صديقه المرشّح ومضى يتغنى خلال زيارته للولايات المتحدة بدعم وإسناد بطل السلام المنتظر، قائلا: إن “إسرائيل” لم يكن لديها أبدا صديق أو داعم لإسرائيل في البيت الأبيض مثل الرئيس ترامب، وأن هذا الداعم الأمين جعل من إسرائيل دولة يهودية، في البيت الأبيض”.
– لا تنصدموا أيها السادة إذا اكتحلت عيونكم يوم العاشر من ديسمبر المقبل – موعد إعلان الجائزة – بشخص هو أكثر من سفك دماء البشر يفوز بالجائزة العالمية الأهم والأبرز ولا تستغربوا أبدا إذا تم الإعلان ان السفاح الآخر نتنياهو فاز بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع صديقه وشريكه الأول في إبادة شعب غزة وعلى عينك ياعالم.