عن قطار يتدحرج .. وإحساس بالتلاشي..!!
يكتبها / عبدالله الصعفاني
? لا يهمني لو قال أحدهم “طز” .. لكنني مواطن أشعر بالتلاشي حد الغياب لولا أن قناة عدن لايف تصرخ في الفراغ الأجدب وتشعرني بالانتماء إلى دولة عظمى عندما تصف نصف اليمن بالقول “الاحتلال اليمني” .. كل هذا وما نزال نسير على منهج زميلنا عبدالرحيم محسن في مسلسله المكسيكي الطويل أين الدولة ¿
? هذه القناة تشبع نصف جهل الراغبين في الامتلاء الطاووسي الأخرق مع أنهم وأنا وليلى ربيع وعلي سالم البيض مجرد يتامى إما عند بوابات الاغتراب أو عند تخوم الوصاية.
? كنا نحسبها مفارقة عندما قال أحمد مطر “لا ذنب لنا .. نحن الذنب” فصارت حقيقة يمنية كالشمس في رابعة النهار.
? وعند هذه النقطة من الاسترسال الكلامي أشعر أن في الاستهلال ما يسمح بكتابة شيء على جدار الوحدة كقطار مؤسف أن نراه يتدحرج إلى الخلف حتى خبط الكمبة والجدار حيث كانت المشكلة عندنا وجود دولة فاشلة في إدارة وطن الوحدة فإذا بنا نذهب باتجاه أن يكون عندنا عدة دول متناحرة ولا بأس من استدعاء عبارة ” لا سمح الله ” .
? وحتى لا نواصل ترك الفيل والطعن في ظله ونحاسب الجمل ونترك الجمال ما أحوجنا في هذه البلاد إلى استدعاء كل طرح متماسك يأخذ في الاعتبار أن مصلحة اليمنيين في عدم تمزيق بلادهم ويكفي للعودة إلى رشدنا أن نغادر جزر الشطح والنطح نحو فضاء احترام أي طرح مسؤول يحاول الانتصار للمصلحة العامة .
? وأزعم أن من عناوين الطرح المتماسك مغادرة أبراج النذالة الفكرية للإجابة على السؤال المنطقي أيهما أكثر كلفة ومخاطرة يا أبناء الجنوب والشمال كلفة تصحيح مسار الوحدة اليمنية أم كلفة التقسيم والشرذمة تحت أي رقم وأي مسميات مادامت القسمة خارج الرقم “1 ” ¿
أعرف وتعرفون أطرافا سياسية وأبواقا إعلامية دأبت على القفز والطعن في خاصرة الثوابت ولكن.. هل من الحكمة اليمانية والإيمان اليماني والفقه اليماني مواصلة فتح أبواب الشر رغم معرفة أن هذه الأبواب وجدت من يتربص حتى دخلها وأنه يدافع عن بقائها مفتوحة بل ويمثلها بمهارة محامي الشيطان .
? الوحدة اليمنية كلمة حق يراد بها حق .. ومثل هذه الكلمة لو وضعناها أمام رجل محترم يحب بلده فإن أحدهما لا بد أن يسقط بدون الآخر فهل نقبل على أنفسنا أن نتساقط أمام هيبة وحدة يمنية تناشدنا تصحيح مسارها وإعادة بنائها على قاعدة الدستور النافذ والانتخابات النزيهة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية ..¿
? ثمة مناخ يضلل كل شيء .. نعم .. وهناك مشاريع صغيرة مسنودة من قوى الشر ..صحيح.. وعندنا أيضا مؤسسات قامت على أهون الشرين.. نعم .. ولكن الأكثر صحة أن اليمن بحاجة لأن يعتبر كل أبنائها من فوضى الأعوام المنصرمة واعتبار كل ماحدث دعوة تستحضر مغزى ما قاله نجيب محفوظ ” قليل من الفوضى كي يفيق الغافل من غفلته ” .
? لاحظوا أنه قال ” القليل ” بينما نحن نبالغ في استدعاء الفوضى حتى اتسع الخرق على الراقع وزاد الماء على الطحين وصار الملح والبهارات أكثر من الطعام نفسه .
? لقد تكلمت الأحزان بما فيه الكفاية حتى تجاوزت رغبات شكسبير وهو يقول ” دع الحزن يتكلم ” ووصل بنا الضرر الروحي والمادي درجة لم يسلم منه أطفال كنا نخاف على نفسياتهم من رؤية أشلاء آبائهم فصاروا هم الأشلاء كما حدث في رداع بالتزامن مع ما حدث للأطفال في باكستان .
? ثم أما بعد .
عذرا أيها الوطن المغدور .