إشكاليات المياه مازالت قائمة والمعالجات تهدف إلى تنفيذ عدد من المشاريع
> وضعنا المالي صعب.. والموظفون في حالة تذمر جراء تأخر رواتبهم منذ أكثر من ستة أشهر
* منذ أكثر من عام أصبحت المياه في محافظة الضالع أقصى ما يحلم ويفكر به أبنائها خاصة في ظل استمرار أعمال التخريب وكذا الغياب الكامل والمطلق للجهات المعنية والأمنية الأمر الذي جعل من هذه الخدمة خارج نطاق التغطية والمواطن وحده من يدفع الثمن فهل وصلت مشكلة المياه بالمحافظة إلى هذا الحد من الاستعصاء على التطويع¿
إلى أين وصلت الأمور في هذا السياق¿ هذا ما سيطلعنا عليه الأخ/ الدكتور علي صالح سعيد الشاعري مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي بمحافظة الضالع والذي تحدث في البداية عن الوضع الحالي للمؤسسة قائلاٍ:
– للأسف الشديد توقفت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة الضالع كليا عن العمل لأكثر من عام تقريبا وذلك لأسباب ومشاكل فنية وإدارية ومالية وأخرى أمنية بالإضافة إلى ما تعرضت له مخازن مستودعات ومحطات وآليات التحكم والضخ من المحولات والمضخات التابعة للمؤسسة من أعمال التخريب والنهب والسطو نتيجة لوقوعها في دائرة المواجهات المسلحة بالإضافة إلى نشوب العديد من الأضرار التي تعرض لها مبنى الإدارة العامة التابع للمؤسسة أثناء المواجهات المسلحة الأمر الذي نتج عنه عديد من الخسائر هذا إلى جانب ما كانت تعاني منه المؤسسة في السابق من ضعف في البنية التحتية وكذا شحه مصادر المياه وتعدد مراحل الضخ وبعد الحقول عن مركز المدينة وتدني إنتاجية الآبار خاصة وأن المؤسسة كانت تعتمد في إمدادات المياه على حقول (خلة وسناح وحجر) التي تعد في الوقت الراهن متوقفة كلياٍ نتيجة تعرض معداتها الرئيسية للسطو والسرقة..
استمرار الاعتداءات
* المواطنون يشكون من عدم وصول المياه إلى منازلهم كيف تفسرون ذلك¿
– نعم استمر انقطاع إمداد المياه للمواطنين لمده عام تقريباٍ وهذا الانقطاع لم يأت من فراغ أو عن طريق الصدفة وإنما جاء نتيجة توقف الضخ من حقل “حجر” نتيجة خلافات اجتماعية مع الأهالي المعترضين على مرور أنبوب نقل المياه وكذا بسبب تعثر العمل في خط الأنبوب والتخريب الذي طال لوحات التحكم الكهربائي في المحطة ومحولات تشغيل الآبار بالإضافة إلى سرقة مضخات بعض الآبار الجديدة التي كان من الممكن تشغيلها في حال توفر ميزانية تشغيلية ومن الأسباب الرئيسية أيضاٍ اعتراض بعض المواطنين الذين تم حفر آبار في أراضيهم بحجة الحصول على وظائف وكذا استمرار الاعتداءات على خطوط النقل والمحابس والموظفين العاملين بالمؤسسة من قبل البعض وأيضا تدني إنتاجية مياه بعض الآبار القريبة من الضالع وحاجتها للتعميق وعزوف بعض المستهلكين عن دفع فواتير الاستهلاك وعن دفع ما عليهم من مديونية بالإضافة إلى افتقار المؤسسة لوسائل النقل وعدم قدرتها على دفع رواتب العاملين فيها منذ شهر مايو الماضي ولمدة عام لموظفي فرعي قعطبة ودمت وغيرها من المشاكل الفنية والاجتماعية والإدارية التي أضعفت أداء المؤسسة وأخرجتها عن الجاهزية في الوقت الذي يغيب فيه دور الأجهزة الرقابية والإدارية والأمنية في ردع ومحاسبة المخالفين الأمر الذي أدى إلى إفلاس المؤسسة وتوقف خدمة إمدادات المياه لسكان مدينة الضالع والمراكز والقرى المجاورة لها منذ أكثر من عام.
آبار عديدة
* هل هناك آبار جديدة يتم حفرها حالياٍ إضافة إلى ما هو موجود¿
– توجد لدينا العديد من الآبار منها في حقل حجر وتوجد بها اثنتان ولكنها في الوقت الحالي متوقفة عن العمل نتيجة الاعتداء على المحول الكهربائي واستخدامه للقرية بالإضافة إلى تعطل وحدة التحكم بالمحطة وعدم اكتمال خط الضخ نتيجة اعتراض الأهالي وتوقيف العمل فيه بالإضافة إلى أربع آبار في حقل “خلة- الحصين” هي الأخرى تعاني من انخفاض إنتاجيتها نتيجة الحفر العشوائي من قبل بعض المواطنين الأمر الذي يجعلها بحاجة إلى تعميق وحفر استبدالي ونحن بصدد تنفيذ أعمال الحفر والتعميق من المشروع الاستثماري للعام 2015م بحسب العقد المبرم مع المقاول وسيبدأ العمل في الحفر لبئر واحدة في الحصين والتعميق لبئرين في خلة والحصين وحفر بئر في سناح.
أما بالنسبة للآبار الجديدة التي حفرت في الآونة الأخيرة بمحافظة الضالع فهناك العديد منها: مثل بئر الجمرك (التأمينات) وهو بحاجة إلى تعميق وكذا لمحول كهربائي ومواسير الضخ ومن الآبار الجديدة أيضا بئر (الكبار) وحالياٍ هي تحت سيطرة أحد المعسكراتأما فيما يتعلق ببئر (الجلية) فهي بحاجة إلى محول كهربائي وبيت للمضخة وحول بئر (الوعرة- كوكبة) فقد اعترض صاحب الأرض وتم البسط عليها وسحب لوحة التحكم وقص الكيبل الكهربائيكما توجد لدينا بئران آخران بحاجة إلى مضخات ومحولات وكيبلات كهربائية لتشغيلها نظرا لسرقة ما كان متوفراٍ في السابق.
الحفر العشوائي
* ماذا عن المخاطر التي يتعرض لها حوض الضالع- قعطبة ¿
– يتعرض حوض الضالع –قعطبة للحفر العشوائي حيث يصل معدل الآبار التي حفرت فيه نحو 2700 بئر حفار أنبوبية وآبار سطحية وأصبح منسوب المياه الجوفية في هبوط مستمر بمعدل 3-4 م سنويا وقد تجاوزت أعماق الحفر في بعض مناطق الحوض لتصل إلى 900م تقريباكما تعرضت معظم الآبار السطحية فيه للجفاف ما عدى القريبة من المنحدرات الجبلية والواقعة على مجاري الوديان والتي تتغذى من مياه الأمطار ولكن لفترات بسيطة كما يتعرض حوض الضالع أيضا إلى الضخ الجائر من قبل المزارعين (القات) كما أن الاستخدام المفرط للمبيدات والأسمدة والمواد الكيميائية وحفر البيارات بطريقة غير مدروسة ومخلفات الزيوت وعائدات الري ستسرع في احتمالية وصولها إلى الخزانات الجوفية وتزيد من مشاكل التلوث للمياه الجوفية.
الحد من العشوائية
* ما هي الحلول التي وضعتموها للحد من ظاهرة الحفر العشوائي ¿
– للحد من ظاهرة الحفر العشوائي يجب تفعيل دور الهيئة العامة للموارد المائية والسلطات المحلية في الرقابة على عمليات الحفر العشوائي وكذا إلزام المقاولين بعدم الحفر إلا بعد الحصول على التراخيص اللازمة لذلك وفقا للشروط والتقيد بالمسافات القانونية التي يحددها المختصون لأي موقع من المواقع المزمع الحفر فيها وفي حال استمر الوضع كما هو عليه فقد تتجاوز أعماق الحفر 1000م وسيجف الخزان الجوفي من المياه التي خزنت منذ ملايين السنين التي أصبحت معرضة لنفاذ المياه الجوفية فيها نتيجة شدة المنافسة بين المزارعين للحصول على المياه واستخدامها بطريقة مفرطة باتباع وسائل الري التقليدية (الري بالغمر) ناهيك عن التكاليف الاقتصادية المترتبة عن رفع المياه من هذه الأعماق.
تحويل المشروع
* ماذا عن مشروع شبكة الصرف الصحي ومحطة المعالجة الذي خصص لمدينة الضالع وما حولها ¿
– مشروع شبكة الصرف الصحي في المدن الحضرية فقد تم التوقيع على العقد الخاص بهذا المشروع منذ فترة ولا يتسنى سوى التنفيذ بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية ولكن للأسف الشديد يحول هذا المشروع عن الضالع عاما بعد عام وتستفيد منه محافظات أخرى وهذا العام أيضا تم تحويله ولم تستطع المحافظة تأمين الأرضية وتسويرها لاعتراض الأهالي ومطالبتهم بالتعويضات وتعدد الأطراف المدعية بالملكية ولم تثمر الجهود المبذولة للوصول إلى أي نتائج حتى في الوقت الراهن ولم يستفد من هذا المشروع كوسيلة حضرية ناجعة للتخلص من مشاكل التلوث البيئي الناتجة عن مياه المجاري المتجمعة في وسط المدينة والاستفادة منها بطرق علمية.
أما المستفيدون الذي كان من المتوقع أن يشملهم المشروع فهم سكان مدينة الضالع بكل إحيائها التي تعاني من مشكلة المجاري وكذلك المراكز والقرى والتجمعات السكانية التابعة لمديرية الضالع وكل القرى والمناطق التي تقع بالقرب من مكان مرور أنبوب النقل الرئيسي لمياه المجاري إلى محطة المعالجة التي كان مخططاٍ لها في منطقة سناح. كما تكمن أهمية المشروع أيضاٍ في تعزيز ودفع فاعلية نشاط المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي ويستفيد منه أيضاٍ بعض الباحثين عن وظائف من أبناء المناطق التي تقع فيها المحطة. بالإضافة إلى استخدام المياه العادمة المعالجة في ري أشجار الظل والأشجار غير المثمرة ولأغراض أخرى بحسب درجة المعالجة والاستفادة من بقايا المخلفات العضوية المجففة كسماد طبيعي ومواد مخصبة للتربة كما كان يمثل نجاح هذا المشروع فرصة للضالع للحصول على تمويلات لمشاريع تنموية قادمة .
صعوبات
ماهي الصعوبات التي تواجهكم في استكمال هذا المشروع¿
هناك العديد من المعوقات التي تواجه المشروع منها على سبيل المثال عدم تمكن السلطة المحلية من امتلاك وتسوير الأرض التي خصصت كموقع لمحطة المعالجة في (سناح) نتيجة اعتراض أهالي المنطقة على المقاول الذي كلفته السلطة المحلية بتنفيذ أعمال السور ومن ذلك الوقت والمشروع متوقف الأمر الذي حرم محافظة الضالع من الاستفادة من هذا المشروع والذي تم تحويله إلى محافظة أخرى.
تنشيط دور المؤسسة
* في نظركم ماهي الحلول المطلوبة لإعادة تفعيل وتنشيط دور المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة وضمان تزويد السكان بما يحتاجونه من مياه الشرب¿
– بالنسبة للحلول المطلوبة لإعادة تفعيل وتنشيط دور مؤسسة المياه في الضالع فتكمن في استمرارية دعم رواتب موظفي المؤسسة وكذا اعتماد ميزانية تشغيلية عاجلة للمؤسسة وتوفير الاحتياجات اللازمة من المضخات والمحولات والكيلات للآبار التي فقدت معداتها التشغيلية والآبار التي لم تتوفر لها وسائل التشغيل وعددها(6) آباروصيانة وتعميق الآبار التي تدنت إنتاجيتها وانخفض منسوب المياه فيها لرفع كفاءتها الإنتاجية وعددها (4) آبار بالإضافة إلى ضرورة توفير وسائل نقل خدمية للمؤسسة وتشكيل لجنة لتقييم وجرد أصول المؤسسة وحصر الأضرار التي تعرضت لها المباني والمحطات وآبار الضخ والمستودعات والمخازن أيضاٍ تثبيت العمال المتعاقدين الذين سبق التعاقد معهم منذ سنوات ولم يتم تثبيتهم وحل مشكلة المديونية القائمة على المؤسسة مع الجهات الحكومية والمتراكمة منذ سنوات لعجز المؤسسة عن تسديدها بالإضافة إلى توفير الاحتياجات اللازمة لصيانة وترميم شبكات التوزيع واستكمال خطوط النقل للآبار التي لم تربط بعد وأخيرا ضرورة اعتماد مشروع إسعافي طارئ لحفر عدد 10 آبار مياه جوفية مع مستلزماتها من المضخات والمحولات الكهربائية والكابلات والمحركات وغيرها من معدات التشغيل.
جهود كبيرة
* كلمة أخيرة تودون قولها في نهاية هذا اللقاء..
– أتمنى من الإخوة بوزارتي المياه والمالية أن ينظروا بعين الاعتبار إلى المعاناة التي يعانيها سكان عاصمة محافظة الضالع والمديريات المجاورة لها من انقطاع خدمات المياه التي كانت المؤسسة تمدهم بها ولو بالحد الأدنى من احتياجات مياه الشرب والتي يحصلون عليها اليوم عن طريق البوز أو ما يسمى بالوايتات التي يتراوح سعرها بين (15-20) ألف ريال كما أرجو من الأخوة المواطنين الحفاظ على أصول المؤسسة من شبكات وعدادات وإن شاء الله سوف نبذل قصارى جهودنا لإعادة إحياء خدمة المؤسسة التي تعد مهمتها الرئيسية إمدادهم بخدمات المياه كما يتوجب على الإخوة أبناء الضالع تسديد فواتير استهلاك المياه ليتسنى لنا القيام بتوفير الاحتياجات اللازمة والخاصة بإمداد المحافظة بالمياه.