من ملفات الشرطة..قتيل في الثانية بعد منتصف الليل ..!!¿

 - وصل بلاغ إلى مركز شرطة اللقية بمنطقة صنعاء القديمة عن وجود رجل قتيل أصيب بعيار ناري في منزله بحارة غرقة القليس بالمدينة القديمة فانتقلوا من الم
> ملخص ما نشر في الأسبوع الماضي

وصل بلاغ إلى مركز شرطة اللقية بمنطقة صنعاء القديمة عن وجود رجل قتيل أصيب بعيار ناري في منزله بحارة غرقة القليس بالمدينة القديمة فانتقلوا من المركز على إثر ذلك إلى المنزل وقاموا هناك بإجراءاتهم الأولية في الوقت الذي انتظروا مجيء مختصي الأدلة الجنائية بعد استدعائهم حتى حضورهم ثم قاموا إلى جانبهم بإجراءات المعانية للجثة والمكان وكانت الجثة لرجل يبلغ من العمر 48 عاماٍ وهو رب أسرة له زوجة وثلاثة أولاد وابنة واحدة أكبر أولاده هو شاب عمره (20) عاماٍ بينما الولدان الآخران أحدهما صبي معاقا عمره (15) عاماٍ والثاني مع الابنة مازالا طفلين صغيرين أعمارهما من 5 – 6 سنوات.. وقد وجدت الجثة بغرفة المجلس وتحت الجثة وجد المقذوف الناري في حين الظرف الفارع عثر عليه بغرفة الابن الشاب التي كانت في الطابق الأعلى بينما السلاح المسدس (أداة الجريمة) عثر عليه في غرفة أخرى وكان القتيل مصاباٍ بطلقة نارية مدخلها من الكتف الأيسر من الخلف ومخرجها من تحت الإبط الأيمن من تحت أضلاعه وهي التي أدت لإزهاق روحه.. في الوقت الذي عثر على بروش بخط عريض بغرفة النوم الخاصة بالرجل القتيل مما ترجح من خلال هذا وذاك أن الجثة نقلت من مكان آخر إلى غرفة المجلس كما أن الواقعة هي جريمة قتل وليست حادثة انتحار على حسب ادعاء الابن الشاب والزوجة (الأم) عند أخذ أقوالها في المحاضر الأولى وعلى هذا الأساس بدأ تحول مسار القضية وسير التحقيق في الواقعة من قبل الضابط المحقق والمسؤول وهو الملازم أول عبدالله عمران رئيس مكتب البحث بمركز اللقية ومن تكلف معه وها هي بقية الوقائع ومع أحداث الحلقة الثانية والأخيرة..
بدا من ذكره الولد الشاب (ابن القتيل الأكبر) وكذلك أمه (زوجة القتيل) في المحاضر الأولى التي أجريت مع كل منهما وإصرارهما بأن الواقعة هي انتحار وليست قتلاٍ وأن الرجل (القتيل) هو غريم نفسه ومقارنة مع الظواهر والقرائن وتباعد أماكن العثور على الأشياء واختلاف الوقائع المحسوسة بدا كل ذلك للضابط عبدالله عمران ومن معه ليس منطقياٍ ولا متفقاٍ مع تناقض الأشياء والقرائن الملموسة بل وكان ليس مقنعاٍ لا من قريب ولا من بعيد .. ولذلك لم يجد الضابط أمامه سوى التركيز على الأم والابن الشاب وإعادة استنطاقهما للمرة الثانية ثم للمرة الثالثة وهذا التركيز عليهما باعتبارهما الوحيدين اللذين بالإمكان سؤالهما دون البقية من أفراد الأسرة بالبيت وهم الصبي المعاق (المريض) والطفل والطفلة الصغيرين اللذين ظهرا عن رؤيتهما والتحقق فيهما كأن أي منهما لا يستوعب شيئاٍ مما يجري أو مما حدث..
ولقد صح بعد ذلك ما شك فيه الضابط وما ذهب إليه افتراضه حول الواقعة وتصنيفها ومن أنها قتل وليست انتحاراٍ وذلك من خلال إفادة كل من الأم (الزوجة) والابن الشاب في المحاضر المعادة معهما .. حيث ورد في إفادة الابن : أنه في هذه الليلة (ليلة الواقعة) كان في غرفة بالطابق الأعلى وسمع صياح أبيه وهو يسب والدته ويتكلم عليها بالطابق الأسفل وكان صوته مرتفعاٍ فنزل من غرفته أثناء ذلك ورأى والده كان بيده سلاح المسدس ويضعه على رأس والدته ويشتمها ويهددها بالمسدس فخاف هو على والدته حين شاهد ذلك ولم يقدر أن يتحمل وقفز بلا تفكير نحو والده وأبعده عن أمه قائلاٍ له :
– ماذا تفعل يا مجنون ..¿! .. ثم التفت واحتضن والدته وأبعدها عن أبيه .. وبعدها عاد إلى أبيه وأمسك بيده التي بها المسدس يريد انتزاعهبن القتيل منه.. ولكن أباه ظل قابضاٍ على المسدس في يده بقوة ولم يفلته وبقيا في شدُ وجذب هو وإياه وخلال ذلك فوجئ بانطلاق الرصاصة من المسدس وإصابة أبيه ثم سقوط في اللحظة على أرض الغرفة صريعاٍ..
وأكد الولد الشاب بنفس المحضر بما يفيد : أن الواقعة كانت مجرد حادث بالخطأ ولم يكن عمداٍ وأنه لم يكن قاصداٍ قتل أبيه لا من قبل ولا في حينه كما أن ذلك حدث بسرعة وبشكل مباغت لا يدري كيف ..¿!..
وأضاف الشاب : أنه عقب الواقعة قام بتغيير ثيابه التي كانت عليه كما أنه أخذ الظرف الفارغ ووضعه في غرفته بالطابق الأعلى حيث عثر عليه..
وحين سؤاله من قبل الضابط : لماذا أخفى كل هذه المعلومات ولم يدل بها في المحضر السابق ¿! أفاد: أن أمه هي التي طلبت منه ذلك خوفاٍ عليه .. في الوقت الذي جاء بإفادة الأم خلال المحضر المعاد معها ما يؤيد كلام ابنها ويتناقض معه وذلك أنها أوضحت بما يكشف : أن زوجها (القتيل) في هذا اليوم الخميس لم يكن معه حق القات ولم يتناول القات( يخزن) وانه في اليوم الذي لايتعاطى فيه القات أو لا يخزن وبحسب عادته تكون طبيعته سيئة وشرسة ويظل جالساٍ داخل البيت ولا يتقبل أحداٍ وأنه يقوم بالصياح والصراخ وبالشتم والملاعنة وغالباٍ ما يختلق أية مشكلة ويفتعلها من لا شيء.. وأنها في نفس الليلة كانت معه في الغرفة وراح يشتمها ولاعنها بألفاظ قبيحة كما هي عادته له وصادف أن جاء ابنها الشاب خلال ذلك وسمع ورأى ما يحدث فاغتاظ وقال لأبيه: “لماذا تصيح هكذا..¿! ماذا فعلنا بك حتى تشتمنا¿! .. ثم لماذا تقول للناس بأنك ستخطب لي أو أنك قد خطبت لي وستزوجني قريباٍ..¿! بينما أنا طلبت منك ذلك أكثر من مرة وترد علي بأنك لن تخطب لي ولن تزوجني وهاأنت تكرر الآن نفس الكلام .. فلماذا ..¿ لماذا تفعل ذلك ..¿¿.. ثم أن ابنها بعد أن قال لأبيه ذلك ذهب فأحضر سلاح المسدس ووضعه على رأسه قائلاٍ لأبيه : ولكن أنا سوف أريحك مني وأقتل نفسي أمامك أو بين يديك ..¿!.. فأسرعت هي (أي الأم) وحاولت إمساك ابنها وإبعاد المسدس عن رأسه وكذلك فعل الأب وقفز لإمساك الولد الشاب وتم دفعها وإيقاعها على الأرض بينما حاول زوجها (القتيل) انتزاع المسدس منه خوفاٍ عليه من أن يتهور ويفعلها .. وبينما هما كذلك وخلال ما كانت هي على الأرض سمعت صوت الطلقة النارية ورأت زوجها (الأب)يقع على أرض الغرفة مصاباٍ ثم شاهدت الولد الشاب ينحني فوقه وهو يصيح ويقبله وينادي عليه قائلا: أبي … أبي ولكن الأب لم يرد عليه لحظتها وكان قد سكنت حركته ولفظ أنفاسه وأكدت الأم بالإضافة إلى ذلك: بأنها لا تعرف بالضبط من ضغط الزناد وتسبب في انطلاق الرصاصة (القاتلة) من المسدس هل هو ابنها الشاب أم زوجها القتيل أثناء تماسكهما ببعضهما كما أنها ومنذ زواجها بالرجل (القتيل) وبالأخص بعد الإنجاب منه لم تعرف يوماٍ حياة هانئة معه وعلى الدوام كان يسبها ويهينها وأحياناٍ يضربها وهي تصبر وتظل صابرة من أجل أولادها..
ثم بعد هذا الاعتراف شبه التوضيحي للأم قام الضابط عمران بإعادة فتح المحضر مع الابن الشاب للمرة الثالثة (كمحضر تكميلي) وكان هو بمثابة الأخير النهائي والذي أفاد فيه ما ملخصه : أنه في ذات الليلة والوقت بعد الواحدة والنصف ليلاٍ دخل على أبيه وهو جالس بغرفة المجلس وطلب منه بأن يقوم بالخطبة له بأية فتاة ويعمل على تزويجه في أقرب مدة لأنه لم يعد يقدر على الصبر والتحمل.. وقال له بصراحة : أنك تواعدني منذ فترة طويلة ولم تف بوعدك..¿! فرد عليه أبوه بالقول: بأن الوقت لم يحن لذلك بعد ولابد من الصبر .. فقام هو (الولد الشاب) وأخذ المسدس ووضعه على رأسه قائلاٍ لأبيه ويهدده: “إن لم تستجب لطلبي وتقم بتزويجي فسوف اقتل نفسي وارتاح من هذا العذاب والنكد ..¿!.. فقام أبوه مسارعاٍ إلى الإمساك به وحاول انتزاع المسدس منه واشتبك معه والده خلال ذلك بقوة يريد أخذ المسدس منه غير أن الطلقة الرصاص انطلقت وقتها من المسد وأصابت الأب وكان المسدس لم يزل بيده (بيد الولد الشاب) ولم يتركه وهو ما يعني أنه من ضغط على الزناد وتسبب في مقتل أبيه وهذه كانت حقيقة ما حدث .. أو ذلك ما اعترف به الشاب في آخر محضر أجري معه .. فكان عقب هذا أن قام الضابط باستكمال محاضر جمع الاستدلالات وحرص على استيفاء الملف من خلال سؤال بعض الأهالي والجيران بالحارة ممن رأى أنه من الأهمية والضرورة أخذ إفادتهم ومعلوماتهم حول الرجل (القتيل) وأسرته وتبين من إفادة أكثر من شخص بأن الأب القتيل سبق وأنه أقدم على ضرب أبيه أكثر من مرة وانه قبل وفاته – أي والد الرجل – ببضعة أيام قام القتيل بضربه ضرباٍ مبرحاٍ وبقي الأب (والد القتيل) متوجعاٍ حتى وافته المنية ولقي ربه متأثراٍ بذلك الضرب المبرح الذي تعرض له من ولده (القتيل) في آخر مرة وهكذا قيل ” وإذا صح وكان هذا حقيقياٍ فقد صدقت المقولة التي تقول “يا ولدي لقاك ولدك” أي كما تفعل لأبيك وأمك سوف يفعل لك أولادك.. ونسأل الله السلامة والهداية لنا جميعاٍ.

قد يعجبك ايضا