
استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
رحيل المستعمر البريطاني كان له الأثر البالغ في إعادة لحمة السلطات إلى كيانات تعين تحقيق الوحدة اليمنية
الفصائل والجبهات القومية بين الشطرين فجرت ثورات الاستقلال لإقرار وحدة المصير
تمر الذكرى الـ47 للاستقلال واليمن يعيش عدداٍ من المتغيرات الهادفة إلى بناء يمن جديد يسوده العدل والإنصاف من خلال نظام اتحادي يعزز مشاركة المواطنين في الحكم وإدارة عجلة التنمية.
* يقول المناضل أحمد عباد شريف: لقد تم تشكيل عدة فصائل وجبهات قومية مناهضة للاستعمار البريطاني الغاشم من أجل دحر آخر جندي بريطاني في جنوب البلاد , وكان ذلك حصيلة اندماج ثلاث فصائل كانت في الجنوب وخمس فصائل كانت في الشمال, فالجبهة القومية بقيادة سالمين وعبدالفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد وعلي سالم البيض وعلي صالح عباد مقبل , وحزب الطليعة الشعبية بقيادة أنيس حسن يحيى , واتحاد الشعب الديمقراطي بقيادة عبدالله عبدالرزاق باذيب ممثلة الجنوب ومن الشمال الحزب الديمقراطي الثوري ومن أبرز قياداته جار الله عمر وعبدالحافظ قائد وسلطان أحمد عمر وحزب الطليعة الشعبية ومن أبرز قياداته يحيى الشامي وحزب اتحاد الشعب ومن أبرز قياداته عبد الله صالح عبده ومنظمة المقاومين الثوريين ومن أبرز قياداتها أحمد علي السلامي وحسين الهمزة وحزب العمل ومن أبرز قياداته عبدالباري طاهر وسيف أحمد حيدر وهذه الفصائل مجتمعة هي التي فجرت الثورة عسكريا ولوجستيا ومعنويا حتى تحقيق الاستقلال ..
ويؤكد المناضل أحمد عباد شريف أن الثورة وعيد الاستقلال هو نتاج تضحيات كل اليمنيين ودليل على تطلعهم للوحدة ودولة العدل والقانون.
استلهام الدروس
* فيما يرى الحقوقي والإعلامي نجيب الغرباني ضرورة استلهام الدروس والعبر الوطنية من هذه الذكرى الثورية والاتجاه نحو المستقبل بروح الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن وما يمر به اليوم من ظروف في غاية التعقيد وخاصة من أولئك الذين ينادون للعودة للتشطير في ظل ظروف الانتقال إلى الدولة اليمنية الحديثة .
دلالات الانتصار
* مشيرا إلى أن لهذه الذكرى دلالاتها من الانتصارات المختلفة التي حققها الشعب اليمني الذي ضحى بالكثير من الشهداء والشهيدات للوصول إلى حياة كريمة ودولة مدنية حديثه سواء في جنوبه أو في شماله ابتداء من ثورة 26 سبتمبر 1962م إلى 14 أكتوبر 63م ويوم الجلاء 30 نوفمبر وحتى 22 مايو 90م وظل مشعل الثورة مشتعلا حتى قيام ثورة 11 فبراير2011م لتصحيح مسار هذه الثورات حتى تتحقق جميع الأهداف التي ينشدها أبناء الشعب اليمني وما لحقها من أحداث اليوم وكونها داخلية وتحل داخليا كانت اليمن وحكمتها التجأت للحوار الوطني الشامل والآن لدينا مخرجات الحوار الوطني الذي عليه إجماع كل القوى وسينبثق من هذه المخرجات دستور يمني اتحادي لخروج اليمن من مشاكله وما زالت إلى الآن اليمن في مخاض الانتقال التدريجي للدولة الاتحادية ولهذا لا نجعل من 30 نوفمبر يوماٍ للدعوة للتمزق والسير بمنهج المستعمر وعودته من الباب الخلفي مؤكدا على أهمية استلهام الدروس والعبر من الأهداف الاستعمارية ذات الأبعاد الانفصالية ومن المستفيد الأكبر من التشظي والتمزق أو الانفصال.
النضال العربي
* من جانبه يقول هاشم علوي – جامعة إب : سجل اليمنيون أنصع صفحات النضال العربي ضد الاستعمار البريطاني مند انطلاق ثورة 14 أكتوبر المجيدة والتي توجت برحيل المستعمر البريطاني في 30 نوفمبر مهما استغلت تلك القوى ومن يقف وراءها الوضع السياسي لتمرير أهداف تمزيق اليمن فلن تجد لخطواتها نجاحا مادامت تحمل في طياتها السوء لليمن العريق حتى لو كانت تسرب مشاريع تتزامن مع احتفالات الشعب اليمني بأعياد ثورته المجيدة.
موضحا أنه كان لرحيل المستعمر وطرده من اليمن الأثر البالغ في إعادة لحمة السلطات التي عمد الاستعمار إلى إيجادها ككيانات تعيق تحقيق الوحدة اليمنية في حينه إلا أن الإرادة الشعبية أنهت حالة التمزق الذي فرضه الاستعمار ودعمت نضالات الشعب اليمني وأوصلته إلى تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو والتي كانت آخر معاقل التجزئة
وحدة المصير
* المحلل السياسي فؤاد الصياد أوضح بأن يوم 30نوفمبر هو عيد كل اليمنيين على السواء تجتمع فيه وحدة الأرض والتاريخ والمصير وكون هذه المناسبة الوطنية الغالية تأتي في ظروف صعبة ومؤامرات حقيقية دون الوصول باليمن إلى تحقيق الحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة التي تنشد الأمن والاستقرار والبناء إلا أن ذلك يجعلنا نتذكر تضحيات ونضال الآباء والأجداد الذين قدموا حياتهم ودماءهم رخيصة ?جل نيل الحرية والوحدة والاستقلال وقد تركوا لنا مثالا في التضحية والعزة والكرامة لهذا الوطن وحملونا مسئولية هذه الأمانة التي تقع على عاتقنا جميعا وتضعنا أمام تحد حقيقي للمضي قدما على خطاهم للاتجاه بالبلد نحو تحقيق أمنيات وتطلعات كل أبنائه وهو ما يستوجب علينا تحقيقه وفاء لدماء كل أولئك الشهداء وتفويت الفرصة على كل الأعداء المتآمرين في الداخل والخارج مهما بلغت المصاعب والمخاطر فالوطن يظل هو الأغلى على قلوبنا وهو القاسم المشترك بين الجميع وحب الوطن من الإيمان.
منوها بـضرورة وأهمية وجوب تحقيق مصالحه حقيقية واسعة وبناءة بين كل الأطياف السياسية للخروج باليمن إلى بر الأمان وتنفيذ مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة ودعم جهود هذه الحكومة حتى استكمال هذه المرحلة الخطيرة والهامة في حياتنا.
عظمة الاستقلال
* الحقوقي ثابت الأحمدي – منظمة أوم – يقول: يوم الثلاثين من نوفمبر تتويجا لمشروع النضال الوطني في اليمن بعد أن تم القضاء على الاستبداد في الشمال والاحتلال في الجنوب يعكس عظمة شعب لم ينحن أمام جبروت الظلم والطغيان وقد هزم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ومن خلفها الحلف الإقليمي والدولي اللعين.
ومضى يقول إنه وبمغادرة آخر جندي بريطاني من عدن تكون الدولة اليمنية ـ يومها قد بدأت تثبت أقدامها في الجنوب ولم يكن ذلك الحدث أيضا منفصلا عما يجري في الشمال أيضا فبعده بأيام أو أسابيع انكسر الحصار الملكي على صنعاء الذي تدعمه الإمبريالية الغربية وبدأت فترة جديدة على الوطن في شطريه يومها أسس للدولة المستقلة بصرف النظر عن الشوائب التي تخللت مرحلة ما بعد مغادرة المحتل أو انكسار الحصار , ومهما يكن فسيظل يوم الثلاثين من نوفمبر من دروس النضال الوطني التي تستلهم الأجيال القادمة تفاصيلها لمواصلة المشوار وما من طريق مختلف لبناء اليمن الذي ننشده وينشده أبناؤنا اليوم.
الحكم الذاتي
* ممثل الحراك السياسي فيصل الخليفي تحدث عن أبعاد هذه المناسبة الحضارية بكونها مناسبة لطرد الاستعمار البريطاني وهي عيد وطني يحتفل به الشعب اليمني بكونها مثلت مرحلة انتقال لحكم اليمنيين لأنفسهم وانتقال البلد من وضع سياسي إلى آخر.
هيمنة الاحتلال
* من جهته يقول الحقوقي أنور الداعي: لقد مثل 30 من نوفمبر عيداٍ لليمنيين استطاعوا الاستقلال من هيمنة المحتل البريطاني 30 من نوفمبر هو اليوم التاريخي الأغر الذي مثل حدثاٍ عظيماٍ في تاريخ اليمن فيه شهد الوطن حريته بعد 129عاماٍ من الاحتلال البغيض وما الاحتفاء بهذا اليوم إلا فرصة نتذكر فيها حجم المعاناة التي عاناها ومر بها المجتمع اليمني في ظل الاحتلال من انقسامات وتشرذم وفرقة وكلها عوامل حرص الاستعمار على تكريسها ليضمن بقاءه واستمراره في السيطرة على مقدرات وخيرات وطننا وفي هذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نترحم على أولئك الشهداء الأبطال الميامين الذين بذلوا دماءهم رخيصة في سبيل نيل الاستقلال الذي تحقق صبيحة يوم الـ30 من نوفمبر 67م برحيل آخر جندي بريطاني من مدينة عدن الباسلة.
واستطرد حديثه بالقول: لم يكن النضال المرير للشعب اليمني ضد الاستعمار البريطاني وليد اللحظة وإنما كان له أبعاده السياسية والحضارية والتي تمثلت بالنضال التاريخي طوال فترة المحتل فالمقاومة كان لها صولات وجولات تضرب في عمق التاريخ جذورها من اللحظة الأولى لمجيء الاستعمار البريطاني إلى الجنوب ولم تنطفئ شعلته عبر السنين حتى رحيل الاستعمار .