اتفقنا في عملياتنا الفدائية في جبهتي » القومية « و » التحرير « على هدف أوحد هو طرد المستعمر الأجنبي


علينا الاستفادة من أخطاء الماضي وألِا نْكِرر سلبيات سياساتها في نضالاتنا الحاضرة والمستقبلية
عدن حاضنة حركات التحرر الوطني وسكانها فتحوا أبواب منازلهم ومحالهم التجارية للفدائيين وكانت منطلقاٍ لهجماتهم النوعية
شِكِلنا فرقة »صلاح الدين « وأول عملياتنا تفجير مقر الإنجليز معسكر »طارق « حالياٍ وأسقطنا »طور الباحة « و » الشِط «

يحتفي شعبنا الأبي اليوم من أقصى الوطن إلى أقصاه بالذكرى الـ 47 للاستقلال الوطني المجيد في الـ 30 من نوفمبر 1967م ويتذكر المناضلون والأبناء والأحفاد صور البطولة والبسالة التي خاضها الشهداء الشجعان الأماجد في سبيل تحرير الجنوب من ربقة الاستعمار البريطاني الذي ظل جاثماٍ على أرضه وأنفاس شعبه الصامد نحو130 عاماٍ .
وفي خضم الاحتفال بهذه الذكرى المْباركة أجرت « الثورة « حواراٍ مع قامة وطنية سامقة وارفة الظلال رجل خبرته الحياة النضالية وله أدواره المشهودة على سفرها وعركته السياسة وآفاقها القيادية على طول البلاد وعرضها هو الأخ الأستاذ المناضل أحمد عبدالله المجيديمحافظ محافظة لحج رئيس المجلس المحلي للمحافظة الذي كان له شرف صنع هذا الحدث الوطني الكبير من خلال نضالاته المْشِرفة إلى جانب رفاقه من شهداء الوطن ومناضليه في ساحات الميادين الكفاحية المسلحة . . المناضل المجيدي تحدث عن سنوات خالدات من التضحية المنافحة التي ذادت باستماتة عن حياض الوطن:

يقول محافظ لحج: إن يوم الـ 30 من نوفمبر 1967م يْمِثل ذكرى عظيمة تحتل أهمية كبرى في نفوس أبناء الشعب ومناضليه كافة وفي مثل هذا اليوم وبعد مضي 47 عاماٍ عليه يقف الإنسان موقف إجلال وتقدير لكل أولئك الشهداء والمناضلين الذين ضحوا بأرواحهم وبذلوا دماءهم رخيصة في سبيل تحرير الجنوب من براثن الاستعمار البريطاني وبالقدر الذي نتذكر فيه التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا يجدر بنا أن نتذكر أولئك الشهداء الأبطال الذين لم يبخلوا بدمائهم في سبيل تحرير الوطن ونتذكر أيضاٍ المآسي التي عاشها شعبنا في الجنوب بسبب القهر والظلم والاستبداد نتذكر هذه الآلام التي رافقت تلك المرحلة التحررية منذ بداية الثورة المسلحة حتى تحقيق الاستقلال للجنوب يوم الـ 30 من نوفمبر 1967م والحقيقة هناك بعض المراحل تجعلنا نستفيد من التجربة التي مرت بها الثورة لنستفيد منها في نضالاتنا الحاضرة اليوم بقوة وفي المستقبل لكي لا نكرر الأخطاء والسلبيات التي رافقت مسيرة الثورة في بلادنا ومن هذه السلبيات السياسات التي كانت تعمل برؤى واضحة للوصول إلى تحقيق طموحاتها وأهدافها الخاصة للأسف أقول هذا لأننا شهدنا خلال مرحلة الثورة منذ الـ من 14 أكتوبر 1963م حتى الـ 30 من نوفمبر 1967م بعض السلبيات الخطيرة التي امتدت وما زلنا نعاني منها حتى الآن سواء كان ذلك من بعد الاستقلال أو بعد الـ 22 من مايو1990م ومن العام 1967م إلى المرحلة التي تمت فيها تصفية الأخ الرئيس المناضل سالم رْبِيع علي « سالمين « وعدد من القيادات المناضلة وفي طليعتهم المناضلون الأوائل الرئيس قحطان محمد الشعبي رئيس الجمهورية الجنوبية الأول والمناضل والمفكر الشجاع فيصل عبد اللطيف الشعبي ــ يرحمهم الله جميعاٍ ويسكنهم فسيح جناته ــ حتى أحداث 13 يناير 1986م الدامية التي خسر فيها الشعب والوطن عدداٍ كبيراٍ من القيادات المناضلة ومن مختلف القطاعات وفي المقدمة الشهداء في القيادات التاريخية عبد الفتاح إسماعيل وعلي أحمد ناصر عنتر وصالح مصلح قاسم وعلي شائع هادي وحتى الأحياء قد خسر الوطن غالبيتهم أيضاٍ في مدة العقدين والنصف الزمنية الأخيرة وتلك مراحل كانت مشوهة لتاريخ النضال وخانت أمانة المسؤولية النضالية وخسرنا فيها الكثير من رفاقنا وقيادات الثورة ونحن بطبيعة الحال كنا نشعر أن الهدف الأساس هو أن نناضل من أجل طرد المستعمر البريطاني لكن هناك بعض المنظرين ــ يسامحهم الله ــ الذين كانوا يْنِظرْون لنا دائماٍ ليشوهوا هذه النوايا والمصداقية لدى كل المناضلين ولا شك أن الجميع يتذكر ما حصل من تنظير مثل مسميي « اليمين « و» اليسار « وغيرهما من هذين التنظيرين ولقد اكتشفنا أن هذه التنظيرات كافة لم يكن هدفها تحقيق الطموحات التي ناضلنا ونناضل في سبيلها ويناضل من أجلها المناضلون الصادقون المخلصون البعيدون عن أي سياسات تؤدي إلى ما أدت إليها من مشكلات على وطننا وشعبنا وثورتنا إذ تناسينا كثيراٍ من الأهداف والمبادئ وتناسينا الشهداء وكذلك الرجال الذين بذلوا دماءهم وخسرنا من جرِاء سياساتنا وطموحاتنا غير المشروعة أكثر مما خسرناه في نضالنا ضد الاستعمار .
الالتحاق بالكفاح المسلح
وحول بداياته النضالية التي خاض معاركها الشريفة دفاعاٍ عن كرامة الوطن وعزته . . يقول الأخ الأستاذ المناضل أحمد عبدالله المجيدي محافظ محافظة لحج رئيس المجلس المحلي للمحافظة :
بعد إعلان قيام ثورة 14 أكتوبر 1963م الخالدة المنطلقة من قمم جبال ردفان الشمِاء وكان شهيدها الأول الشيخ المناضل راجح بن غالب لبوزة وكان عْمúري حينها في عقده الثاني وكنت عاملاٍ في قسم الصيانة في مستشفى « الملكة إليزابيث « في خور مكسر عدن ــ هيئة مستشفى « الجمهورية « العام الآن ــ وانضممت إلى الثورة مطلع العام 1965م وذلك عقب التحاقي بمدرسة « البوليس المدني « في عدن أواخر العام 1964م مباشرة وفي هذه الفترة تعرِفúت على الأخ المناضل علي مْقبل مرشد أحد مْدِرسي مدرسة الشرطة وكان معي أحد الرفاق وهو من منطقة الصِبِيúحِة لحج واسمه عبده سعيد سعد ورفيق آخر اسمه محمد أحمد عبدالله باشماخ « أبو سالم « والمناضل علي مْقبل مرشد هو أول من بدأ يتعامل معنا معاملة المناضل الذي يريد أن يكسب الآخرين إلى صف النضال وكان ضابطاٍ ومثقفاٍ ومناضلاٍ وتعلمنا منه أشياء كثيرة ولم يكن طريق النضال بسيطاٍ بل كان يحتم على الشخص أن يمر بتجربة هل يحتمل العمل السياسي ما بين أوساط الشعب ¿ ! . . أم يكون فدائياٍ ¿ ! . . أم مناصراٍ للثورة ¿ ! . . وكان يكلفنا بقراءة وتلخيص كتب لمعرفة مستوانا واستيعابنا الفكري والثقافي وعندما انتهينا من مدرسة الشرطة توزعنا على مراكز الشرطة في عدن دون أن أشعر بأحد الرفاق المسؤولين عن خلايا التنظيم في الجبهة القومية لشرطة المنصورة وهو الأخ الشهيد محمد ناجي الشجاع واسمه التنظيمي « حميد « ــ وهو أحد ضحايا حادثة طائرة « الدبلوماسيين « المشؤومة في 30 ابريل 1973م بمحافظة شبوة وكان القنصل العام للجنوب في اندونيسيا قبل استشهاده في الحادثة ــ وكان من أنبل أبناء الشعب وإذا به يأتيني ذات يوم بعد أن أحسست بأن المرحلة التي جرى فيها اختباري قد طالت فكان أحد الأصدقاء ذاهباٍ إلى تعز اسمه علي محمد علي صلاح أحد مناضلي ثورتي 26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م وهو من أبناء منطقة الصِبِيúحِة سلمته رسالة إلى تعز وقلت له بأن يوصلها إلى قيادة الجبهة القومية فأوصلها إلى هناك وكان أخوه الشهيد قائد محمد علي صلاح في تعز ويقول أنه سِلِم الرسالة إلى شخص اسمه « مبارك « ويقال أنه السيد علي سالم البيض أرسل إليِ جواباٍ بأنه سيأتي إليك شخص اسمه « حميد « وعندما يناديك باسمك « مشتاق « اعلم أن هذا الشخص من طرفنا فجاءني هذا الشخص وأنا في واجبي وكنت ضمن خلية تضم أحمد عبدالله المجيدي والإخوة حسن عبدالله العوجري وفريد محمد عبدالله ومحمد هادي وكان الأخ علي مْقبل هو المسؤول عنِا وكان المسؤول التثقيفي لنا الأخ « شوقي « لأني عرفت بعد ذلك أن اسمه الحقيقي أحمد محمد حسين و» شوقي « كان اسمه الحركي وعقبها بفترة بدأنا نمارس عملنا المسلح إذ تِسِلِمúت أول قنبلتين يدويتين والأخ علي مْقبل مرشد الذي استدعاني لأول مرة إلى منزله وأخذ مني القِسِم وبدأنا أنا وزملائي العمل وكان الأخ « شوقي « ينزل علينا ليحاضرنا ببعض الأمور السياسية وبعدها انقطعت علينا الإمدادات العسكرية التي كانت تصلنا من تعز بواسطة قيادات الجبهة القومية هناك وكنا متعطشين إلى النضال ضد الاستعمار البريطاني فإذا بنا نبحث عن السلاح فلم نجد وفي منتصف العام 1965م وصل إليِ قائد محمد علي صلاح متخفياٍ إلى عدن وطلب مني التنسيق مع الفدائيين الذين أعرفهم لتشكيل فرقة فدائية باسم « التنظيم الشعبي للقوى الثورية الجنوبية « فخرجت منِا مجموعة من « التنظيم الشعبي « وكل من كان في التنظيم الشعبي كان في الجبهة القومية أصلاٍ وشكلنا فرقة « صلاح الدين « أنا والمرحوم عبد الرحمن الصريمي الذي كنا قد تعرفنا عليه في المدة نفسها ومعنا الإخوة عبد العزيز الجمِال وسعيد فارع وآخرين وكان عبد الرحمن الصريمي قائد الفرقة الأول وأنا القائد الثاني لها وكنا نتعارف على بقية رئاسات الفرق أمثال المناضلين : سالم يسلم فرقة « النجدة « وعبدالله أحمد حسن السقاف « عبد السلام « وناصر عمر فرتوت وعلي جاحص ووصلتنا بعض الإمدادات والعتاد العسكري المتمثل في القنابل والقذائف والمسدسات وكانت أول عملياتنا التي قمنا بها تفجير مقر الإنجليز في ما يْعرِف حالياٍ بمعسكر « طارق « خور مكسر عدن وجاء الأخ عبد الرحمن الصريمي إلى منزلي في « البوليس المدني « شرطة المنصورة عدن وسلمني ست قذائف وتم تدريبنا على طريقة استخدامها وحْدد لنا بأن الهدف هو في جانب الفندق الذي تسكن فيه بعثة الأمم المتحدة وكلمني بأن أحد الضباط سيأتي لنقلها معي لأنه كانت هناك نقاط تفتيش كثيرة فانتظرت هذا الضابط ولم يأت كان لديِ أحد الأصدقاء واسمه فريد محمد عبدالله أخذنا أنا وهو هذه القنابل وركبنا تاكسياٍ من مدينة المنصورة عن طريق جولة كالتكس وكانت هناك توجد نقطة تفتيش عسكرية بريطانية وكان سائق سيارة التاكسي صومالي وكنا نتحدِث أنا والأخ فريد وندعو ربنا يعيننا إلى أن نمر بسلام فسألنا السائق فجأة قائلاٍ : ما الذي معكم في داخل « الكارتون « ¿ ! . . فقلت له : هذا « راشن « سأقوم بأخذه إلى أحد أقربائي . . فرد علينا السائق : لا أستطيع توصيلكم . . فنزلنا على إثرها قبل نقطة كالتكس فصعدنا في سيارة أخرى فإذا بأحد الجنود الإنجليز يوقفنا وأبرزت له بطاقتي بطاقة « البوليس المدني « فسمح لنا بالمرور وفرحنا لذلك بعد خروجنا من النقطة ما أدى ذلك إلى شكوك لدى السائق فقام يسألنا : لماذا أنتم فرحون ¿ ! . . رددنا عليه : ليس هناك سبب فقط نريدك أن توصلنا إلى مستشفى « الملكة إليزابيث « في خور مكسر عدن ــ هيئة مستشفى « الجمهورية « العام حالياٍ ــ لزيارة أحد أصدقائنا المرضى . . فرفض وأوصلنا فقط إلى موقع سينما « ريجل « في خور مكسر ــ أمام فندق عدن راهناٍ ــ فواصلنا سيرنا مشياٍ على أقدامنا إلى جوار المستشفى وكان الأخ عبد الرحمن الصريمي قلقاٍ علينا لكون الضابط الذي حدثنا عنه لم يأت وأعتقد ــ حينها ــ أن العملية فشلت . . فإذا به يأتي الصباح إلى عندي في المنصورة وقال لي : أنا آسف أن بقية الفرق نفذت عملياتها وأنتم لم تتوفقوا . . فقلت له : على كل حال أخي العزيز كل شيء تم بنجاح . . فكاد يطير من الفرح عندما أدرك بأننا نفذنا عمليتنا بنجاح . . هذا إضافة إلى عمليات أخرى متوالية ولا أريد أن أذكرها هنا وكأننا نفتخر أو نمن بأننا قمنا بها ولكنني أكتفي بالحديث عن العملية آنفة الذكر .
أسقطنا » طور الباحة « و» الشِط «
ويضيف: أنه في أثناء الكفاح المسلح لم أتعرض للسجن لكن تعرضت للمطاردة والملاحقة إلى منطقة الصِبِيúحِة قبل الاستقلال وذلك بعد أن كنت في إجازة قصيرة وعدت وجرى إبلاغي من زملائي بأنني مْراقِب وتم تفتيش منزلي من الإنجليز وأنه عليِ أن أْغادر . . لأنه قبل ذلك كان أحد رفاقنا قد قام بتنفيذ عملية في مبنى الشرطة الذي كان جزء منه مخصصاٍ للإنجليز عندما يأتون ليتوزعوا دوريات في المساء يجلسون في المبنى ذاته الذي كان تابعاٍ لـ « البوليس المدني » ــ شرطة المنصورة عدن الآن ــ بواسطة عبوة لتفجير المكان الذي كانوا يجلسون فيه ووقتناها ولكن للأسف انفجرت قبل مجيئهم بحوالي ربع الساعة فظل المكان مْراقِباٍ ومنزلي بالذات فنزلت من الواجب فذهبت إلى منطقتي الصِبِيúحِة لمدة يومين وعند عودتي تم إبلاغي بهذا الخبر ونصحوني بأخذ الحذر والشيء الجيد أنه عندما بلغني الخبر لبست ملابسي العسكرية وذهبت إلى شرطة مدينة الشيخ عثمان عدن والتقيت بأحد الرفاق وقلت له : اذهب أنت اليوم راحة وأعطني سلاحك وأنا سأقوم بواجبك . . فأخذت سلاحه وتحركت إلى مدينة دار سعد عدن ثم تم تهريبي من الزملاء في التنظيم الشعبي وبدأت في تنظيم الكثير من الإخوة في جيش التحرير والتواصل معهم حول كيفية إسقاط منطقة الصِبِيúحِة وكنا على خلاف مع قيادة جبهة التحرير أمثال : المرحوم عبدالله عبد المجيد الأصنج وغيره وهو لم يكن خلافاٍ شخصياٍ ولكن كان ذلك بحكم التعبئة الخاطئة التي مررنا بها وحين عرفنا أن مجموعة من أتباع عبدالله عبد المجيد الأصنج قد أسقطوا منطقة كِرش لحج وكان لجبهة التحرير ثقل في منطقة الصِبِيúحِة فقلنا لكي لا تسقط جماعة الأصنج أو غيرها منطقة الصِبِيúحِة لا بد أن نسقطها نحن فأسقطنا منطقة طور الباحة ومنطقة الشِط وأعلنا بأن الثورة قد أسقطت منطقة الصِبِيúحِة بشكلُ عام فجاء الإخوة في الجبهة القومية يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967م وسلمناهم مركز طور الباحة ومركز الشِط وكان من المسؤولين الأوائل الذين تسلِموا منا المركزين هو الأخ المناضل عبد الحميد عبد العزيز الشعبي ومعه الإخوة المناضلين هاشم محمد سالم وعبد الغني عبد الدائم وعبد الرقيب سالم .
طابور الشهداء الطويل
ويْعِرج الأخ الأستاذ المناضل أحمد عبدالله المجيدي على أوجه القصور التي شابت المسيرة الوطنية . . قائلاٍ:
وإذا تذكرنا سنتذكر طابوراٍ طويلاٍ إذا ما قارنا الشهداء ضد الاستعمار بالشهداء الذين لقوا حتفهم بسبب الصراعات التي مرت سواء في الحروب الأهلية قبل الاستقلال أو في المراحل الأخرى التي مرت بعد الاستقلال حتى قيام وحدة 22 مايو1990م فأنا لا أريد هنا أن أكرر كيف بدأنا بالنضال وكيف شكلنا الخلايا بالتفصيل لأن هذه شؤون قد تحدثنا فيها كثيراٍ وتحدث فيها الكثير من الإخوة والزملاء المناضلين الذين عاصروا تلك المرحلة لكننا نريد أن نتحدث اليوم عن جوانب القصور وكينونة الخطر الذي عشناه وكيف يمكننا الاستفادة من دروسه الآن في تجاوز الصراعات والمراحل الخطيرة القاتلة التي تسببت في تأخرنا وتسببت في نزيف الكثير من دمائنا وخسرنا فيها كثيراٍ من رفاقنا وإخوتنا المناضلين الذين لولا نضالهم لما تمكنا نحن من الوصول إلى ما قد وصلنا إليه اليوم في هذه المرحلة التحولية الجديدة في حياة الوطن الاتحادي الحديث وبمجهودات عظيمة يشهد لها التاريخ مبذولة من فخامة الأخ الرئيس المناضل عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي قاد البلد في أحلك ظروفه ومنعطفاته السياسية وجنب ــ غير مرة ــ انزلاقه في هاوية الحروب الأهلية وعصم نزيف دماء أبناء الوطن كلهم بمختلف توجهاتهم وأطيافهم السياسية وفي المناسبة الغالية للذكرى الـ 47 للاستقلال الوطني في الـ 30 من نوفمبر 1967 م يطيب لنا أن نتقدم إلى فخامته بأخلص التهاني وأزكى التبريكات كما نحيي الشهداء وأرواحهم الطاهرة في هذه المناسبة الخالدة العطرة وندعو كل الزملاء والمناضلين الشرفاء وأبناء شعبنا قاطبة إلى أن يتذكروا هؤلاء الشهداء المناضلين الذين رووا بدمائهم تربة الوطن منذ اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962م وثورة 14 أكتوبر 1963م حتى استقلال 30 نوفمبر 1967م وصولاٍ إلى الهدف السامي الذي كنا ننشده منذ أن بدأنا مرحلة النضال وهو تحقيق الوحدة ما بين دولتي الجنوب والشمال في 22 مايو1990م رغم ما شابها من قصور ويتم الآن بنضالات فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ومعه كل الوطنيين الشرفاء حقاٍ إعادة صياغة عقدها السياسي لما فيه المصلحة العليا للشعب وعلينا أن نستفيد اليوم أيضاٍ من تلك المنعطفات في عملنا في سبيل تجاوز سلبياتها على أساس التعامل بمبدأ الشفافية وقيم المصداقية بعيداٍ عن السياسات التي تؤدي إلى مزيدُ من التمزق والصراعات التي لا يستفيد منها سوى أعداء الوطن وعلينا أن نحسب بشكل جيد ما الذي استفدنا منه خلال المرحلة الماضية من الصراعات ومماحكاتها السياسية تلك التي أدت إلى خسائر عظمى والتي لولاها لكان وضعنا اليوم – وضع الوطن – أفضل مما نحن عليه في هذه الأثناء .
جبهتا « القومية « و» التحرير «
ويؤكد الأخ الأستاذ المناضل أحمد عبدالله المجيدي واحدية المغزى من العمليات الفدائية لـ « الجبهة القومية « و» جبهة التحرير « لتحرير الجنوب المحتل من الاستعمار البريطاني . . وقال:
كانت هناك بعض العمليات الفدائية التي كانت تنفذها الجبهة القومية وتْنسِب إلى جبهة التحرير والعكس كذلك وذلك قد حدث فعلاٍ وأنا شخصياٍ ممن قمت بعمليات فدائية وأنا في الجبهة القومية وكانت تْنسِب إلى جبهة التحرير لأن قيادة الجبهة القومية كادت أن تتوقف بسبب الحوار حول عمليات الدمج مع جبهة التحرير التي كانت تحاول المخابرات المصرية أن تفرضه ما بين القيادتين القومية والتحرير وقْطعِت عنها الإمدادات العسكرية وحتى الجانب المعنوي الإعلامي لكن نحن كنا نقوم بعمل منشورات تْكِذب ادعاء أن تلك العمليات التي أْذيع عنها قامت بها جبهة التحرير وأن من قام بها هم فدائيو الجبهة القومية وهذه كلها مسائل إعلامية لا تستند إلى مصادر دقيقة لأننا جميعاٍ متفقون في الجبهة القومية وجبهة التحرير على هدف أوحد هو أننا نقوم بهذه العمليات بغية طرد الاستعمار الأجنبي وبعض المماحكات الإعلامية تؤدي إلى حصول مثل هذه الأمور .
عدن حاضنة التحرر
ويشيد الأخ الأستاذ المناضل أحمد عبدالله المجيدي بأدوار مدينة عدن البطولية المحورية وما قام به أبناؤها الأوفياء دائماٍ وأبداٍ لقضاياهم الوطنية المصيرية . . بقوله :
مدينة عدن كانت حاضنة لكل حركات التحرر الوطني ضد الإمامة في الشمال وساندت ثورة 26 سبتمبر 1962م وضد المستعمر البريطاني في الجنوب وأتذكر خلال العمليات الفدائية ضد الاستعمار البريطاني منازل سكان عدن كافة كانت مفتوحة للفدائيين فعندما كان الفدائي يقوم بعملية معينة ضد جنود المستعمر كان بإمكانه أن يلجأ إلى أي بيت يحتمي به من ملاحقة جنود الاحتلال إذ كنت أحد الذين احتموا بمنزل أحد سكان مدينة المنصورة عدن القريب من شرطة المنصورة عقب تنفيذي عملية فدائية ضد جنود الاحتلال في ظهر أحد الأيام من العام 1965م وكانت عدن بشوارعها ومحالها التجارية مقاراٍ لاجتماعات الفدائيين ومنطلقاٍ لهجماتهم الفدائية النوعية ضد جنود المحتل البريطاني في 30 نوفمبر 1967م وفي ذكراه الـ 47 اليوم سيظل يوماٍ خالداٍ في تأريخ نضال الشعب كله ونحني هاماتنا فخراٍ أمام كل أسر الشهداء ومناضلي حرب التحرير في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وأرخبيل سقطرى والصِبِيúحِة وردفان والضالع وفي غيرها من مناطق الجنوب بصورة عامة ومدينة عدن بشكلُ خاص لأدوارها البطولية التي اجترحتها وبأبنائها الأبطال الذين نالوا حقهم أيضاٍ من التهميش بعد الثورة وهم الذين قدموا معنا أروع مآثر الفداء والشجاعة في سبيل التحرير والاستقلال الوطني وعدن شكِلِت منارة لحركة التنوير ومنبعاٍ لخروج الحركة الوطنية والقومية من هذه المدينة البطلة سرمداٍ .
حذار تكرار الأخطاء
وبعقلية الفاهم الخبير الواعي بتجارب العمل السياسي الطويل حذِر الأخ الأستاذ المناضل أحمد عبدالله المجيدي النخبة والصفوة في صدارة المشهد السياسي الوطني . . قائلاٍ :
حذار أن نقع ويقع المناضلون ممن تبقوا من رعيل الثورة الأول في ما وقعنا فيه في السابق وأنا في اعتقادي أن التاريخ لن يرحم من كان السبب في كل هذه الصراعات سواء من كانوا يدعون بأنهم على حق في تيار « اليمين « أومن كانوا كذلك يدعون أنهم على حق في « اليسار « فكلها في آخر المطاف « لا يمين « و» لا يسار « بل هناك بعض الطموحات غير المشروعة لكن من يجيد التنظير والكلام والكتابة ودونها من هذه المسارات يستطيع أن يقنع الآخرين ونحن كنا من الناس الطيبين الذين أحياناٍ كنا نقتنع بهذه الرؤية أو تلك ونصبح حطباٍ لها وضحايا بسبب هذه السياسات التنظيرية ونحن اليوم في وضع جديد تنفيذاٍ لمخرجات ومقررات مؤتمر الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة وحكومة الكفاءات الوطنية وتصحيح الأخطاء التي وقعت فيها الوحدة وأدت إلى حرب صيف العام 1994م الظالمة على الجنوب التي خسر فيها الشعب الكثير خسرنا الرجال وخسرنا الاقتصاد وخسرنا سمعة ومكانة على صعيدي السياسة الخارجية والداخلية وكيفية الاستفادة مما حدث من منعطفات كادت تؤدي إلى الهلاك تكمن في أن نراجع هذه المراحل وهل اعتملت من أخطاء قاتلة بسبب الصراعات السياسية التي حصلت سواء في الجنوب قْبيل وبعد الاستقلال الوطني أو بعد وحدة الجنوب والشمال في 22 مايو1990م وكانت ذروة هذه الصراعات وقمتها كما ذكرت سلفاٍ حرب صيف العام 1994م وأنا قد قلتها في السابق أمانة تاريخية وأكررها الآن أنني أثق ومتأكد بأنه إذا ما تأمل الإنسان ملياٍ في مثل هذه المنعطفات سيجد أن الخاسرين هم المناضلون أنفسهم والشعب والوطن وسمعته ومكانته ما بين سائر الأوطان والأمم وهذه المرحلة تحولت إلى مراجعة ويجب أن تتحول إلى مراجعة للنفس والذات والسياسة التي ينبغي أن ننتهجها لكوننا أمام مرحلة جديدة وأشعر بأن هذه المرحلة في حاجة إلى أن يتجرِد الإنسان فيها عن الذات وعن المصالح الشخصية وأن نستفيد ممن هم باقون من رفاقنا وأمثالهم الذين ذهبوا ضحية هذه المؤامرات التي تكون كيفية تجنبها الآن ومستقبلاٍ باقتناعنا أننا في مرحلة جديدة ينبغي أن نكثف لها كل المجهودات وكل ما من شأنه السير بسلام نحو تحقيق مزيدُ من أهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين فالمرحلة ما زالت محفوفة بالمخاطر وأنا أدعو كل المخلصين للوطن إلى الاستقرار وتنمية الاقتصاد والعمل على تصحيح ما علق بتجربة الوحدة منذ تحققها حتى اليوم من خلال صياغة العقد الاتحادي الجديد للبلد الذي أفضى إليه مسار مؤتمر الحوار الوطني الشامل من مخرجات مصيرية تْكِون شكل الدولة الحديثة وأناشد الشعب بأن يحذر أمثال تلك التنظيرات والسياسات الخاطئة حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه في الماضي من مآسُ فنحن كما ذكرت قادمون على مرحلة جديدة من مراحل النضال تتطلب منِا مزيداٍ من الإخلاص وهذه المرحلة هي تصحيح التشوهات العالقة بالوحدة وعملية التحول الاتحادي التي أكد عليها كل طليعة الوطن باعتبارها مهمة الجميع وفي صدارتهم فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ومعه كل القوى والأطراف السياسية كافة في الدولة وكما نلاحظ بأن كل التوجه والخطاب السياسي يظهر باتجاه إنصاف الجنوب وقضية شعبه الصابر الصامد السياسية العادلة والعمل على القضاء على الفساد والإصلاحين السياسي والاقتصادي وتعزيز النهج الديمقراطي والالتزام بالسلم الاجتماعي والنضال في سبيل مكافحة الفقر والنهوض بمستوى المرأة والشباب وتجذير دور المؤسستين العسكرية والشرطية وغيرها من الشؤون الضرورية الملحة التي نحن جميعاٍ متفقون عليها لكن عند العمل بها ستظهر مصداقية هذا الطرف أو ذاك للنضال في سبيل هذه القضايا وإنجازها فنحن جميعاٍ نتحدِث عن الفساد والنضال ضد الفساد لكن الحقيقة والواقع من هذا الطرف أو ذاك هو ما ستؤكده كل الأطراف المعنية في تحقيق ذلك على الواقع العملي الملموس وستثبت مصداقية هذا التوجه نحو مجتمع خالُ من كل أشكال الفساد وفي مقدمتها الفساد السياسي وستؤكد ذلك أعمالهم وسلوكياتهم الشخصية هل فعلاٍ سيطبقون ما يقولون ¿ ! . . أم أنهم يطرحون مجرد شعارات ¿ ! . . هذه المسائل ينبغي على كل مناضل ووطني أن يعمل من أجلها ويْشِكل نموذجاٍ لتحقيقها وأن تتم مراقبة الآخرين الذين يتحدثون شيئاٍ ويمارسون شيئاٍ آخر .
تنظيرات وتآمر استعماري
وضرب الأخ الأستاذ المناضل أحمد عبدالله المجيدي الأمثلة الخائبة في النيل من نضالات جميع الشرفاء والتيارات . . فقال :
إن حدوث الكثير من الصراعات أثناء فترة الكفاح المسلح سببه الأساس التنظير الخاطئ والسبب الآخر كان هناك تآمر الاستعمار البريطاني عندما رحل من عدن لم يترك البلد خالية من جواسيسه ومن السياسيين المتواطئين معه وجزء كبير كان عملاٍ سياسياٍ رسم سياسته الاستعمار البريطاني وكان ضحايا هذه الأمور هم الأشخاص الطيبون والمخلصون والمناضلون وهذه الصراعات أدت إلى نزيف كبير وخسرنا فيه أنبل وأشجع وأفضل المناضلين ونتيجة التآمر الخارجي والداخلي أيضاٍ الذي كان هدفه القضاء على هؤلاء المناضلين من خلال هذه الصراعات التي حدثت وفي ما يتعلِق بما يقال بأن جبهة التحرير كان لها موقف رافض للكفاح المسلح فهذه المعلومات غير صحيحة إطلاقاٍ فالذين كانوا في الجبهة القومية كانوا في جبهة التحرير وكانوا جميعهم يؤمنون بعملية النضال المسلح لأن الاستعمار لا يمكن له أن يْطúرِد من الجنوب إلِا بواسطة الكفاح المسلح ولا أستثني حتى قيادات جبهة التحرير أنها كانت ضد العمل المسلح بل كان جميعهم يرون العمل المسلح الوسيلة الوحيدة لطرد المستعمر وكان كثيراٍ من عناصر جبهة التحرير وقياداتها أمثال : المرحوم عبدالله عبد المجيد الأصنج والمرحوم عبد القوي حسن مكاوي والمرحوم محمد علي الصماتي وأحمد بن عبدالله الفضلي ومحمد سالم باسندوة وغيرهم من القيادات الجنوبية المناضلة في ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر كانوا رفاقنا وعملوا إلى جانب كل المناضلين فمن كانوا في الجبهة القومية عندما انقطع عنهم السلاح كانوا يحصلون عليه من خلال رفاقهم في التنظيم الشعبي الذي كانت تقوده جبهة التحرير ــ وقتها ــ فليس هناك أحد صراحةٍ ضد العمل المسلح خاصة الأشخاص الذين هم في الميدان ولكن ربما هناك في القيادة في الجانب السياسي عرفنا في ما بعد أن كل واحد له وجهة نظره ووجهة النظر هذه لا تعني أنه ضد الكفاح المسلح بشكل مْطلق ولكن كانت له وجهة نظر لتصحيح هذا العمل لكن أن يكون هناك موقف ضد الكفاح المسلح فلا أعتقد ذلك قطعاٍ .
لعبة ارتبطت بالاستعمار
ونفى الأخ الأستاذ المناضل أحمد عبدالله المجيدي تلك الادعاءات الباطلة التي تسيء إلى قدسية الاستقلال الوطني . . بقوله :
هناك من يِدِعي زوراٍ وبهتاناٍ وجود صفقة تم بموجبها نيل الجنوب استقلاله وخروج الإنجليز وتسليم السلطة للجبهة القومية والحقيقة هذه الأقاويل مجتمعةٍ تأتي ضمن المناكفات السياسية أن تْجúرِى صفقة في أوج النضال ودماء الشهداء والمناضلين والتضحيات التي قْدمِت ويْجúرِى الحديث عن صفقات أنا صراحةٍ أْكِذب هذا الطرح جملةٍ وتفصيلاٍ وقد قرأت وسمعت تلك الأقاويل ولكنني أسخر حقاٍ من طرح مثل هذا فهي قد تكون لعبة من ألعاب الاستعمار أراد أن يغرسها في أوساط المناضلين قيادات وقواعد ونحن لم نعرف عن ذلك لكن قد يكون هناك من حاول أن يغرس هذه الفكرة بأن عملية الاستقلال حصلت فيها صفقة فأنا ما زلت حتى الآن أشك ولم أصدق هذه الحكاية وإن كانت فهي لعبة من ألاعيب الاستعمار أو خطة من خططه نفذها بعض الأشخاص الذين كانوا مرتبطين معه ووصلوا إلى مواقع كبيرة ومناصب رئيسة في قيادة الثورة في الجنوب فهذا نضال ووصول الشعب إلى ذروة الحماس في سبيل طرد الاستعمار والسيطرة على كثيرُ من المناطق وكان آخرها عدن وقبل أن يعلن الاستعمار سقوط عدن كانت كل مناطق الجنوب كاملةٍ قد تمت السيطرة عليها من جيش التحرير ويوم الـ 30 من نوفمبر 1967م نسمع إعلان تسليم السلطة للجبهة القومية لكن للأسف حدث أن من تسلِم السلطة عمل العكس مع رفاقه وبدأت المضايقات والنعوت والمسميات المختلفة التي نفرت كثيراٍ من المناضلين وتحولوا من ثوِار إلى أعداء وأنا شخصياٍ جرت عملية حجزي لبضعة أيام بحجة أننا ندِعي النضال ! ¿ . . حتى أتينا لهم برسائل من عدن من الأخ محمد ناجي الشجاع وعلي المحضار وباعتبار الأخ محمد ناجي الشجاع كان مسؤولاٍ عنا فلقد أكد ــ حينذاك ــ لقيادة دولة الجنوب أن هؤلاء من رفاقنا المناضلين المعروفين وبعد أن اقتنع الإخوة في قيادة مركز طور الباحة بمحافظة لحج وبعدها تصاعدت المواقف حول الانتفاضات الفلاحية من معها ومن هو ضدها وكنا نرى أنه طالما هناك قانون فلا داعي للانتفاضات الفلاحية وعلى إثر هذا تم سجني وبعض زملائي بسبب الموقف من الانتفاضات الفلاحية التي ما من أدنى شك الكثير يعرفون تفاصيلها فمن كان مع الانتفاضات الفلاحية هذا هو المناضل رقم واحد أما من يرى بأن القانون قد حدِد هذه الأمور وينبغي التعقْل كانوا يرون فيه مخالفاٍ لنظريتهم أي جرى تشويه لأشياء كثيرة ما كان ينبغي لها أن تحدث ولكن بعد فترة طويلة بدأ التصحيح لهذه الأخطاء واتخذنا خطوات جادة لتصحيحها لكنها واجهت صعوبات .
تصحيح تشوهات النضال
وشدِد الأخ الأستاذ المناضل أحمد عبدالله المجيدي على الاستفادة من سلبيات الماضي والتصدي لأشكال الفساد وصوره المتعددة . . بالقول :
أنا أكرر ما قلته سلفاٍ أولاٍ بأننا الآن نمر في مرحلة جديدة وعلينا أن نتعظ من سلبيات الماضي وعلينا أن نستفيد في كيفية توحيد مجهوداتنا في التركيز على تصحيح الأخطاء لا أن ننتقد فقط لا نتحدِث عن الفساد وكما لوكنا بعيدين عنه بل علينا أن نقضي عليه وإحلال النزاهة مكانه لكونه يهمنا جميعاٍ في السلطة وخارج السلطة أن نناضل في سبيل الوطن الاتحادي والديموقراطية والحكومات والمجالس المحلية المحترمة والنظيفة هذه ليست مسؤولية طرف بذاته لكنها مسؤولية جميع الناس المخلصين وطالما لدينا ديمقراطية وتعددية ومساحة من الحرية إذاٍ علينا أن نناضل بمصداقية بدون نكاية أومماحكات أو اتهامات للآخرين هذا إذا كان هدفنا أن نصحح كل الاختلالات الموجودة وأن نبني وطننا واتحادنا ونطور من اقتصادنا وأن نعمل من أجل تطوير علاقاتنا مع أشقائنا في الدول المجاورة ولا سيِما دول مجلس التعاون الخليجي ونحن الآن في مناسبة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي يْجرِى المضي قدماٍ في تنفيذ بنودها بصورة طيبة وسلسة بدءاٍ بانتخابات الرئاسة التي أجمع عليها الشعب كله في انتخاب فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وتنفيذ مخرجات ومقررات مؤتمر الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة الوطنية وتشكيل حكومة الكفاءات وقرب الاستفتاء على الدستور الاتحادي الجديد للبلد من الشعب ونحن نشعر أن هناك من سيتحمل معنا هذه المسؤولية الوطنية وأعتقد أنه عندما تكون نظرتنا بهذا المستوى وعملنا صادق بهذا الحجم كذلك أعتقد أن الأمور ستسير إلى الأمام وسنعمل على تصحيح كل ما علق بنضالنا على أكمل وجه وأعتقد ان الناس الذين لهم المقدرة على كتابة التأريخ أن يكتبوه من وجهة نظر متجردة بعيداٍ عن التحيْز وأن نتذكِر شهداءنا وأن ننصفهم وننصف المناضلين وننصف بعضنا وأنا لكوني مناضلاٍ من حقي أن أنتقد هذا التصرْف السلبي أو ذاك وأن نتساوى مع هذا الشخص في الحقوق والواجبات وألِا أترك فرصاٍ لمن يريد أن يشوه المواطنة المتساوية التي أساءت إلى الوحدة ذلك التشويه للمواطنة يْمِثل فكراٍ وسلوكاٍ لا يعبر إلِا عن صاحبه وعلينا عدم الانجرار وراء ذلك بل النضال ضده ومجابهته لأنه يكفي ما قد حصلت من أخطاء وصعوبات كنا نحن وقودها المخلصون الطيبون ونحذر من هذا السلوك والتصرف والنظريات التي لا تريد سوى أن توصلنا إلى المزيد من التوتر والانقسام والنزيف الذي عانينا وعانى شعبنا ووطننا منه إلى اليوم فإلى متى يبقى تأريخنا مشوهاٍ بالحروب والصراعات التي جعلتنا في نظر الآخرين في آخر الدرجات فنحن أصحاب تأريخ وحضارات لها مكانتها نفاخر ونعتز فيها .

قد يعجبك ايضا