
من الوادي المنخفض إلى أعالي القمم يهبطن أسرابا كالنحل يجنين ما طاب لهن من رحيق الزهور ويعدن مثقلات بالألوان إلى الأعالي.
اليمنيات الريفيات هكذا هن قوة ممزوجة بالصبر وخفة ورشاقة تسابق الريح لا يتحدثن كثيرا العمل هو الحديث و”التفرطة” في الحقل والغزل عادة يتبادلنه مع الاغصان والسنابل.
عندما تلتقي أسراب النساء في الريف لا تتحرج في إلقاء التحيات والسلام فقط اختصر ولا ترغي أكثر وستلقى حلو الرد مرفق بالسؤال عن أحوالك أنت بينما هن “جازعات” فلا وقت لديهن للتوقف وتبادل الأحاديث.
إذا وجدت امرأة حاملة جرة الماء وأنت ظمآن اطلب منها تسقيك وسترشدك كيف تعتلي مرتفعا لتشر? وتغب الماء من فم الجرة المحمولة لا يمكن أن تقبل إنزال الجرة تنحني هي وتطلب منك أن تغب من فوق رأسها.
عملتها مرارا وأحيانا لم أكن ظمآنا فقط لأني أود اكتساب خلق ونبل حاملات الجرار جانيات السبول.
غالبا أفعلها حين أرغب بتعطير يومي آه ما أطيب عرق سرب النساء الريفيات تذره النسائم وتختزنه الرئات العطشى يفوح عبيره فيغسل روحك وجسدك وتظل نظيفا ولو “تجعرت “??لجحش” “الصبياني” في الزرائب والمعاطن.
الصورة في قمة أعلى أحد الجبال اليمنية الشامخة على حافة أحد الحواجز المائية المبنية من “القضاض” في العهود القديمة.
وبمناسبة ذكر القضاض. فإن القضاض يعمر آلاف السنين عكس الاسمنت الذي يحدد عمره سبعين عاما على الأكثر.
إذا فأجدادنا كانوا خبراء ومهندسين أكفاء من عهد سبأ ومعين وقتبان وحمير لا تزال كل الأبنية المعمولة من ” القضاض “سليمة حتى اليوم إلا ما تعرض منها لعبث الإنسان الغبي وغير المقدر لأهمية القضاض.
اللقطة Negative 100ASSA
أنوه هنا بأنني بطلت ذكر ماركة الكاميرات لأنني شعرت أني أنشر دعاية مباشرة وغير مباشرة لشركات الإنتاج فيما هم أبخل من “شايلوك “ومثيله العربي” الجاحظ ” نقتني منتجاتهم بأثمان باهظة ولا يقدمون لك أتفه هدية دعائية وكله بالدفع وربما وكلاؤهم العرب هم الممانعون ويبيعون الدعاية المجانية بفلوس ويقدمونها لغير المستهلك او الفنان.
جشع أليس كذلك¿
الصورة عام 1996م.