المساندة النسائية للمنتخبات.. ترفع حرارة التشجيع


أصبح الحضور النسائي في بطولات كأس الخليج العربي يشكل مسارا هاما وكبيرا في تاريخ البطولات الخليجية.. ويعطيها رونقا ومذاقا آخرا.. يزيدها جمالا.. وحافرا تشجيعيا ويضيف لها نجاحا تنافسيا.
وفي الدورات السابقة شكل الحضور النسائي للبطولات تزايدا كبيرا ولافتا زادها جمالا وبهاء.
لم يكن للمرأة الخليجية حضور ومشاركة يمكن الحديث عنها أو رصدها في فعاليات بطولات كأس الخليج السابقة ولكن بدأ تواجد وحضور العنصر النسائي بشكل ملفت منذ النسخة الـ 16 التي استضافتها الكويت وكان ذلك الحضور النسائي رغم انه ضئيل لكنه كان بمثابة الانطلاقة والحضور الحقيقي.. ثم بعد ذلك كان حافزا للمرأة في الحضور والتفاعل والمشاركة بفعاليات دورات كأس الخليج وكان لها تواجد في خليجي 17 بالدوحة وفي خليجي 18 بدولة الإمارات وكانت نسبة حضور المرأة الخليجية في تزايد مستمر.. وكذا خليجي 19 في سلطنة عمان ثم خليجي 20 في عدن والنسبة تتزايد إلى الأعلى.

وجاء خليجي 21 في مملكة البحرين ليسجل العنصر النسائي حضورا كبيرا ويعطي البطولة زخما جميلا ورائعا وشهدت البطولة الـ 21 في المنامة تحولا كبيرا في هذا الجانب.
وفي المنامة البحرينية كان حضور العنصر النسائي في مدرجات الملاعب الذي تستضيف المباريات علامة بارزة في المباريات.. حيث حرصت الكثير من المشجعات المشاركة على تشجيع منتخباتها ودعمها في البطولة.. وتنوعت طرق دعمهن وتشجيعهن عن طريق الهتاف والتصفيق وعن طريق حمل الشعارات وترديد الاهازيج حتى بات في البطولات الأخيرة تفاعل المرأة الخليجية مع الدورات الخليجية بشكل كبير يعطي انطباعا عن توسع دائرة التشجيع الرياضي.
ولا شك أن هوس كرة القدم أصاب الجنس الناعم وجذبها إلى الحب المجنون.. وقد يكون ذلك لسبب توسع القنوات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة.
ولذا أصبح شغف متابعة المباريات والحضور إلى الملاعب ليس مقتصرا على الرجال فقط.. وأصبحت دورات الخليج متنفسا للجنس الناعم الخليجي بعد أن تم السماح لهن بحضور المباريات.
والدليل على ذلك الهوس النسائي لكرة القدم في دورات كأس الخليج لم يقتصر على النساء الصغيرات أو متوسطات الأعمار.. بل تعدى ذلك ووصل حتى كبيرات السن اللاتي يحرصن على الحضور.
تلك العجوز الإماراتية التي ظهرت في خليجي 21 في المنامة حرصت على الحضور لمؤازرة فريقها الأبيض الإماراتي رغم بلوغها من العمر ثمانثن عاما وأصرت على أولادها باحضارها لتشجيع فريقها من على الكرسي لتؤكد أن حب الوطن والانتماء إليه لا يتوقف عند سن معين أو ظرف معين وأن حب وعشق الوطن ليس له حدود.
وحضرت لتقف خلف منتخب بلادها الإمارات وتشجعه وسجلت اسمها ضمن الجماهير الإماراتيه التي ذهبت إلى المنامة لمساندة منتخبها في البطولة.
اليوم.. العنصر النسائي أصبح لاعبا مهما لإنجاح دورات كأس الخليج العربي.. وتواجدها لم يقتصر على التشجيع من المدرجات في المباريات فقط.. بل أصبح تواجدها فعالا أكثر ومشاركتها فعالة أكثر من ذلك وأصبحت تعمل في اللجان المتعددة للبطولات.. والمراكز الإعلامية وإعلاميات وفي جوانب الاستقبال والتنظيم والسكرتارية وغيرها من الأعمال التي تسهم في إنجاح البطولات.
وخلال الدورات القليلة الماضية سجلت المرأة في دول الكويت والبحرين والإمارات وعمان والسعودية وقطر والعراق واليمن تفاعلا لافتا وحضورا مميزا في فعاليات دورات كأس الخليج.
الصدمة الأقوى.. والحزن الناعم
وما اتخذه اتحاد الكرة في المملكة العربية السعودية قبل أيام من قرار بعدم السماح للمرأة بحضور فعاليات بطولة كأس الخليج الـ 22 التي تستضيفها الرياض.. كان بمثابة الصدمة القوية للعنصر النسائي وقوبل هذا القرار بالسخط النسائي واعتبرنه مجحفا وظالما.. فبالإمكان أن يخصص للمشجعات النساء مدرجات خاصة بهن تعزلهن عن أشقائهن الرجال.. وأثار هذا القرار الحزن بين النواعم اللاتي كن يتطلعن إلى الحضور والمشاركة والمساندة لمنتخباتهن والاستمتاع بمباريات الدورة لا زال الأمل قائما بأن يعدل الاتحاد السعودي لكرة القدم عن هذا القرار ويتم السماح للمرأة للحضور والمشاركة في الدورة الخليجية الـ 22.

قد يعجبك ايضا