
حاتم الصالحي * –
المسلسل الاجتماعي الكوميدي الرائع الذي نجح على الساحة اليمنية لثلاثة أعوام على
التوالي .. خرج هذا العام من طابع المحلية ليشترك في التمثيل مجموعة من الفنانين
المصريين ..
الجميل في هذا المسلسل أنه يناقش قضية هامة من قضايا المجتمع اليمني وهي ديكتاتورية
المشائخ الذين استفادو من الدولة وضعف المواطن فجمعوا بين السلطة والثروة ومارسوا
شتى أعمال القمع ضد المواطنين العزل ..ويناقش المسلسل أيضا◌ٍ بعض القضايا الاجتماعية
الثانوية التي يعايشها المواطن اليمني .. كما لم ينس المؤلفان لهذا المسلسل مزج معالجة
القضايا الاجتماعية بالفكاهة كجانب ترفيهي يشد انتباه المشاهد¡ كما عكس المسلسل طيبة
اليمنيين وكرمهم وهذا ما لاحظناه كثيرا في أحداث المسلسل لاسيما موقف الطلاب اليمنيين
في مصر إلى جانب المرضى الوافدين من اليمن وهذه بادرة جيدة في المسلسل توضح مزايا
الشعب اليمني الطيب.
لكن مايؤخذ على المؤلفين أنهم أظهروا اليمنيين بأنهم همج أغبياء في التعامل وكل ذلك من
أجل الفكاهة ( فشوتر وزنبقة .. صحيح أنهما حازا إعجاب المشاهد بقفشات فكاهية .. لكن
هذه المرة تلك الفكاهات أتت على حساب الإساءة لهذا الشعب العظيم شعب الإيمان والحكمة
والعقول المتفتحة).
لقد كان بإمكان منتجي المسلسل إدخال مشاهد ثانوية من أجل تسلية المشاهد وترفيهه ..
لكن ليس على حساب تصوير اليمنيين بالغباوة والجهل ¡ فنحن في عصر الفضائيات
والسماوات المفتوحة التي تتسابق فيه الدول من خلال وسائل الإتصال الحديثة على إبراز
ثقافتها وقيمها للآخرين خصوصا◌ٍ عند تعاملهم مع أشخاص ينتمون لجنسيات أخرى ¡ ولكم
أن تتابعوا المسلسلات التركية لتعرفوا كيف استطاع الآخرون الترويج لثقافتهم وسياحتهم
وقيمهم عبر الشاشة السحرية (التلفزيون) ¡ حتى أصبح شبابنا العربي اليوم يتخذ من أبطال
تلك المسلسلات قدوة لهم .. فهل تعتقدون أن يقلد البعض شوتر وزنبقة .. بالتأكيد لا ..
صحيح أن أبطال همي همك يمثلون حالة الطبقة الضعيفة في المجتمع اليمني .. لكن عندما
يشترك في المسلسل جنسيات أخرى فالمفترض أن لا ندع هؤلاء الأبطال مثالا للسخرية
والاستهزاء أمام الأجانب لأن الشخصيات هنا تمثل بلدا◌ٍ قبل أن تمثل نفسها.
فـ “همøي” أنا أن نتعاون جميعا لإبراز مناقب ومحاسن هذا الشعب الأصيل وأن نحسن
صورته التي شوهتها بعض وسائل إعلامنا المحلي ¡ لذا فهمي ربما لايتفق مع همø منتجي
مسلسل (همøي همøك) اللذين يسعيا وراء جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين للمسلسل
بالاستمالات العاطفية والفكاهة السطحية دون الاهتمام بإيصال رسالة راقية تراعي مصلحة
المجتمع وتتبنى قضاياه وتبتعد عن الخيال المتكلف بقصد التسلية .. فأتمنى أن تصل رسالتي
هذه إلى القائمين على المسلسل لإعادة النظر في المسلسلات القادمة ولينقلوا عبرها الصورة
الحقيقية للمواطن اليمني الأرقى جدا عن شخصيات (همي همك 4) والتي أسأت لكثير من
أبناء الشعب اليمني طلاب وفلاحين وربات بيوت وغير ذلك من الفئات التي نخشى أن
تطالها الإساءة في مسلسلات العام القادم .
