ويكيليكس

د.محمدمعمرعبدالوهاب –

كنت قد كتبت قبل أسابيع في هذا العمود موضوعا◌ٍ عن سقف الحريات والديمقراطية في

الغرب وانه رغم وجود حريات وديمقراطية إلا أنها لازالت توجد سقف لها غير معلن ..

واليوم يتضح بجلاء ذلك السقف في قضية موقع ويكيليكس والذي كشف للعالم حقيقة

الصلات بين الأنظمة الدكتاتورية وخاصة في العالم العربي مع البيت الأبيض والإدارة

الامريكية رغم تمسكها بالديمقراطية والحريات العامة .
وقد غضبت امريكا من ذلك الموقع الالكتروني الذي نشر غسيلها بالوثائق والادلة الدامغة

وسياساتها المزدوجة وفقا لمصالحها الخاصة على حساب الشعوب المقهورة .
فقد عادت قضية مؤسس موقع ويكليكس الاسترالي الأصل جوليان اسانج إلى الواجهة

واستمرار مطالبة الولايات المتحدة الامريكية بمحاكمته لكشفه الارشيف السري للادارة

الامريكية وتعريته لتلك السياسات على الملا واضطراره لطلب اللجؤ السياسي لدى دولة

الاكوادور الامريكية اللاتينية وموافقتها على ذلك الطلب والتجاؤه لسفارتها في لندن .. قد

ظهر بعد ذلك علنا من شرفة السفارة وامام وسائل الاعلام العالمية ليوجه رسالة إلى الرئيس

الامريكي اوباما قائلا له : اطلب من الرئيس الامريكي أن يفعل الصواب ويجب على

الولايات المتحدة الكف عن ملاحقة ويكليكيس. كما شكر حكومة الاكوادور على منحه حق

اللجؤ السياسي في اراضيها .
هذا هو حال الديمقراطية الغربية التي تختار من الديمقراطية مايناسبها وتقف ضد حريات

النشر إذا ماتعرضت لها مما يجعلنا نقول (ماهكذا تورد الابل) وكفانا تشدقا بالديمقراطية

واحترام الحريات وأنتم أول من يخرقها ويقف ضدها وعلينا أن نرفع أصواتنا عاليا تضامنا

مع اسانج احتراما لحق الإنسان في التعبير ونشر الحقائق للناس كما هي بدلا من محاولة

تكميم الأفواه ومنع الحقيقة من أن ترى النور ويعرفها القاصي والداني والله المستعان.
alshamiry1@hotmail.com

قد يعجبك ايضا