الإعلام المتزن

د. محمد معمر عبدالوهاب –
بداية القول: لا بدمن الاعتراف بأنه لايوجد في العالم كله من شرقه الى غربه إعلام حر بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.. وحتى كلمة الحرية أستخدمت في مواضيع عديدة بما لايناسب مع جوهر ومفهوم الحرية.. لذلك علينا ايجاد وصف آخر للاعلام الخلاق والفاعل والمؤثر والعادل واعتقد أن عبارة- قريبا مما أريد الوصول اليه لأن الاتزان يعني العدل والعدل يأتي من عدم الانحياز لطرف الآخر إلا بالحق .. فعندما يكون الإعلامي متزنا في كتاباته واقواله وأفعاله لصالح المجتمع نجده ينتج عملا خلاقا يصيب الهدف المرجو ويعالج المرض الموجود بوضع المقترحات والمعالجات ويسمو بأخلاق المجتمع بعيدا عن التجريح والاتهام والقذف حتى وان وجد لديه الدليل المادي المقنع إلا أن المناقشة الهادئة لذلك الموضوع وبود وسعة صدر وتسامح راقي يحقق الهدف .. فهدف الإعلام هو لفت الانتباه للأخطاء والسلبيات والمساهمة الفاعلة في العلاج وليس إصدار الاحكام وانزال العقاب القانوني فذلك مهمة القضاء¡
وكم أشعر بالحزن العميق عندما أرى صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية قد تحولت الى ساحات عراك وصخب سلبي يثير النعرات ويصحي الفتن ويجرح النفوس ونحن في شهر الصيام والقيام والتأمل.
فالعودة الى الحديث عن ميثاق شرف للإعلاميين واجبه وليس الهدف وضع مثل ذلك الميثاق ولكن الأساس هو تطبيقه قولا وممارسة لنعيد البهاء الى بلاط صاحبة الجلالة وبالتالي سيتم فضح وتعرية المتسلقين والمندسين في مهنة السلطة الرابعة وحتما سوف يتساقطون واحدا◌ٍ تلو الآخر ويبقى المخلصون والأوفياء المبدعون هم الشعلة المضيئة في سماء الوطن والله من وراء القصد.

Alshamiry1@hotmail.com

قد يعجبك ايضا