خليجيون جدد

–

محمد النظاري
> أسفرت الجلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة للدور الثاني من كأس العالم التي جرت أمس الأربعاء¡ متغيرات كثيرة¡ حيث تلاشت آمال منتخبات لها باع مشرف في هذه التصفيات¡ وظهر نجم منتخبات أخرى¡ سيكون لها حضور ملفت في الأدوار المقبلة.
> ما حصل للمنتخب السعودي وأنديته خلال المسابقات الأخيرة لا يبشر بخير لكرة القدم في هذا البلد الذي انطلق بقوة على الصعيد الآسيوي حتى غدا رقما صعبا¡ وتمكن خلالها من المشاركة في نهائيات كأس العالم لأربع مرات متتالية.
> كبوة المنتخب السعودي للوصول إلى نهائيات جنوب أفريقيا الأخيرة يبدو أنها لم تكن صدفة¡ بل كانت إيذانا بالعد التنازلي لبريق الأخضر على الساحة الكروية¡ ولعل أداؤه الباهت في مجمل مباريات التصفيات المؤهلة خير دليل¡ فهو لم يستطع حتى الوصول للدور الثاني الذي كان في سابق السنوات لا يعدو عن كونه مجرد نزهة¡ وتصنيفها الدولي تراجع بشكل مخيف حيث استقر في شهر يناير الماضي عند المركز 89 عالميا◌ٍ¡ وبالتأكيد سيتراجع أكثر بعد هذا الخروج المخيب لآمال جماهيره .
> الكويت بدورها لا تبتعد كثيرا◌ٍ عن السعودية في تصنيف الفيفا الأخير سوى بمركزين¡ فالمنتخب الكويتي يقبع في المركز91¡ والكرة الكويتية لم تستعد عافيتها على الصعيد العالمي منذ المشاركة الوحيد في مونديال اسبانيا 1982م¡ فبالرغم من أنها تتسيد الكرة الخليجية من حيث الألقاب على مستوى بطولات كأس الخليج¡ أما عدا ذلك فلا شيء يذكر¡ وتبقى كل مشاركاتها في تصفيات كأس العالم للمشاركة فقط¡ وهو ما ينطبق على المنتخب الإماراتي الذي ودع التصفيات رغم فوزه على لبنان.
> قطر من جهتها لم تثبت للعالم مدى جدارتها الفنية لاستضافة كأس العالم على أراضيها¡ رغم نجاحها المشهود في التنظيم والمنشآت¡ فهي في المركز96 عالميا¡ ومستواها لا يدل على أنها قادرة على فعل شيء على الأقل في السنوات القادمة.
> يبقى الاستثناء الخليجي هذه المرة في المنتخبين العماني والبحريني¡ فخطواتهما تبدو واثقة هذه المرة على فعل ما لم يتحقق لهما في السنوات الماضية¡ فصعود عمان على حساب السعودية للدور الثاني يعني الكثير¡ خصوصا ونحن نعرف أن التخطيط العماني هو بعيد المدى¡ وهذا ما يقودنا للتفاؤل بأن الحظوظ العمانية ستكون وفيرة في الدور الموالي.
> بدوره يسعى المنتخب البحريني إلى تصويب أخطائه في بلوغ النهائيات في النسختين الماضيتين¡ وفوزه الكبير على اندونيسيا بعشرة أهداف مقابل لا شيء¡ نتيجة تؤشر بأن البحرينيين قادمون مع العمانيين ليجددوا عهد الكرة الخليجية¡ بعد أن خفت بريق الدول العريقة بكرة القدم.
> العراق يستحق منا الإشادة والتقدير¡ فرغم ما يمر به هذا البلد العظيم¡ والعريق كرويا¡ إلا انه يثبت دائما انه في المستوى¡ وما فوزه الكبير على سنغافورة بسبعة أهداف مقابل هدف وتصدره لمجموعته¡ إلا دليل على انه يسير في الاتجاه الصحيح¡ ويكفي انه أفضل المنتخبات الخليجية في التصنيف العالمي بالمركز 79.
> المفاجأة كانت في القادم بقوة¡ أعني المنتخب اللبناني¡ فبالرغم من التصنيف المتأخر والذي يجعله بالمركز 114 عالميا¡ إلا أن اصراره على تسجيل اسمه بين كبار آسيا أصبح أمرا مفروغا◌ٍ منه¡ فالمنتخب اللبناني اليوم في الدور الثاني مخلفا وراءه منتخبات عريقة.
> إذا◌ٍ فنحن مقبلون على تغير واضح في الخريطة الكروية للدول الخليجية¡ إذا لم تصحح بعض المنتخبات من أوضاعها الفنية الإدارية¡ وسنراها ليس فقط في مؤخرة الترتيب العالمي بل في ذيل ترتيب الدول الآسيوية