مواجهة وسائل الحرب الناعمة لحماية المجتمع وتعزيز ثقافة الجهاد والهوية الإيمانية

مثقفون ومراقبون لـ”الثورة”: كلمة السيد حملت موجهات ورسائل محلية وخارجية تؤكد وحدة المقاومة ومشروعية التحرر والاستقلال

القدس قضية كل المسلمين ولا مساومة عليها

أوضح مراقبون ومثقفون أن كلمة السيد القائد في مناسبة المولد النبوي الشريف حملت قراءات وأبعادا عدة حيث ربط سماحته حياة وسيرة الرسول الأعظم وما واجهه في سبيل إعلاء كلمة الله والدفاع عن سبيله وما يحدث اليوم من خذلان للإسلام والانصياع والخنوع لليهود والتآمر على المسلمين والتطبيع من قبل دول العدوان مع العدو الإسرائيلي، مقارنة بالشعب اليمني الذي لا يزال متمسكا بدين محمد ويحيي قيمه ومبادئه ويقف في وجه المستكبرين ويتبرأ منهم، وتطرقوا في قراءاتهم العديد من المحاور التي حملتها كلمة السيد ومنها محاولة اليهود استهداف الأمة الإسلامية بكل الطرق الناعمة واستهداف الأسرة وتفكيكها، وثبات الموقف اليمني في مناصرة قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى من دنس اليهود المغتصبين. وان أي محاولة لاستهداف أي محور من محاور المقاومة معناه حرب اقليمية..
استطلاع/ أسماء البزاز

نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة العلامة فؤاد ناجي أوضح ان كلمة السيد كانت كلمة بحجم المناسبة وبحجم الحشد الكبير، حيث أنها كانت كلمة استثنائية ومركزة حرص السيد ان تكون مكتوبة لتصل الرسالة ومضمونها كاملة للجميع مليئة بالدروس والنقاط الهامة والموجهات الكبيرة التي شملت الداخل والخارج على حد سواء، بدءا من اخذ الدروس والعبر من هذه المناسبة العظيمة مولد الرسول الأكرم وبكونها ليست مجرد ظاهرة إعلامية أو صوتية أو مجتمعية تنتهي بانتهاء الفعالية بل ترسخ في الأذهان الاقتداء بنهج وسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والاهتداء بهديه وليس فقط في الثاني عشر من ربيع أول.
وقال: من ضمن موجهات السيد ان يتم ترسيخ الوعي باتباع الرسول الأعظم في المواقف والالتزامات العملية والاتباع الكامل في الولاء والبراء وتحمل المسؤولية والاستفادة من سيرته في الثقة بالله سبحانه وتعالى. اضف إلى ذلك ترسيخ الوعي في التعامل مع أهل الكتاب والمنافقين كون هاتين الفئتين تشكلان خطرا على الأمة من الداخل أو من الخارج، حيث أنهم يتآمرون ويتكالبون على الإسلام وهو ما يظهر اليوم في العدوان على بلدنا الذي يقود محوره المنافقون كالنظام السعودي والإماراتي بموجهات من القوى الأمريكية والإسرائيلية.
وأشار إلى ما تضمنته الكلمة من ضرورة الجهاد في سبيل الله اقتداء بالرسول في جهاده وغزواته ومواقفه وكما دعا الى ذلك القران الكريم وبكونه علامة فارقة بين المؤمن والمنافق.

تحقق الوعد
عضو مجلس الشورى أحمد الأشول استهل حديثه متسائلا: ماذا عسى المرء أن يقول عن كلمة قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك؟ وما الذي يمكن أن يبينه فوق بيانه؟ وبرغم أن الكلمة تبدو أقصر من مثيلاتها للمناسبات المماثلة ، إلا أنها كانت بالغة التركيز جامعةً وشاملة وصارمة .
وقال الأشول: ولأن القراءة الفاحصة لمجمل ما ورد في الكلمة من نقاط ومسائل ورسائل ، ستفضي بنا إلى عدم الإحاطة بما نود له أن يتاح في الحيز الممكن لمتابعة سطوره، وبدلًا من المحاذير السالفة ، يمكن لنا الوقوف أمام ردود الأفعال المترتبة على مدلول رسائل السيد القائد التي أراد أن يوصلها للمستهدفين على كافة المستويات المحلية والعربية والدولية.
مبينا أنه بالنسبة للداخل ، لا يخفى على المتابعين مدى التأثير الإيجابي الذي بلغ ذروته في هذه المناسبة على نفسيات الناس على اختلاف شرائحهم وتباين مشاربهم ؛ لدرجة أن الحشود الملايينية ، أيقنوا أنهم بالفعل أحفاد أولئك الأنصار ، وأن دورهم سيكون حتمًا ذات الدور الذي بدأ بمناصرة الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وآله ؛ سيما والظروف تكاد تكون متطابقة في ظل العدوان والحصار والسعي للقضاء على هوية الإيمان وانتزاعها بل والقضاء على الثورة وقادتها وكأني بدعاء نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي مؤداه : ” اللهم إن تهلك هذه العُصبة فلن تُعبد في الأرض أبدًا ” كأني بهذا الدعاء يتردد ، وعلى لسان علم الهدى يتجدد فتتوالى علينا الانتصارات ، وتَتْرى لأعدائنا الانكسارات.
ومضى الأشول قائلا: ومن بين أقوى الرسائل وأمضاها ، الرسالتان اللتان خص بهما الكيان الصهيوني ، والمتمثلتان في : قرب تحقق الوعد الإلهي الوارد في سورة الإسراء في عصرنا هذا الذي يشهد بفساد وظلم الإسرائيليين ، وسيتحقق وعد الله بنهاية ما هم فيه من علو واستكبار .
وتأكيد السيد القائد على أن بلادنا جزء من محور المقاومة والمعادلة التاريخية التي أعلنها السيد حسن نصرالله ، من أن التهديد على القدس يعني حربًا إقليمية .
أما رسالته للعالم أجمع، فيرى الأشول أن سماحة القائد اراد بها تيئيس دول العدوان ؛ حيث أكد ثبات اليمنيين على ما عُرفوا به من الجهاد وأنهم اليوم أشد ثباتًا على ذلك في مواجهة العدوان حتى يتحطم جبروت المعتدين وتُقام لليمن دولة عزيزة كريمة مستقلة على أساس من الهوية الإيمانية المتصلة اتصالًا وثيقًا بسيرة خاتم المرسلين .وفى ذات السياق ولمزيد من تيئيس الأعداء ، نجد سماحة السيد القائد يوجه نداءه إلى الملايين المحتشدين في عشرات الساحات التي أقيمت في مختلف محافظات الجمهورية، قائلًا بالحرف : ” أدعو شعبنا العزيز إلى مواصلة الجهود في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الغاشم “، وقراءتي لهذا الموقف لا لبس في أنها لا تحتمل سوى تأكيده على أننا عازمون على تحرير كل شبر محتل في يمننا الحبيب ، ولن يجدي الأعداء عويلهم وتباكيهم على حصار هذه المنطقة أو تلك حسب دعاواهم الكاذبة ، بغية جعلنا ننكفئ عن التقدم المضطرد للجيش واللجان صوب الأهداف المرسومة .
وأضاف أن أجَل الرسائل وأجلاها تلك التي أصابت المطبعين وأسيادهم في مقتل حينما فضح السيد القائد مرامي الأعداء من وراء ترويجهم لتوحيد الديانات الثلاث تحت مظلة الإبراهيمية ؛ وقد نفى الله عن خليله إبراهيم زعمهم بقوله عز وجل : ” مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”.. وفى هذا السياق أوضح سماحة القائد أن : ” تقديم الكافرين والمنافقين لعنوان الإبراهيمية لتحالفاتهم الشيطانية والتطبيع هو إساءة كبيرة لنبي الله إبراهيم عليه السلام ” .
وقال الأشول: إن يكفينا فخرًا أن قائد الثورة السيد العلم قد أصّل بإحياء مولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، شحذ همم الأمة العربية والإسلامية ، فولّدَ التنافس على إعادتها لنبيها ، بعد أن كاد الوهابيون يطمسون هذه المناسبة العظيمة بشراء الذمم ووهْبَنة علماء الدين وصروح الإسلام لنجد أن إحياءنا للمولد الشريف وفق توجيه القائد قد سلط الضوء عليها مجددًا ، فخرجت الفتاوى من شتى بلدان العرب والمسلمين بأهمية الاحتفاء بالمولد الشريف ومشروعيته والحث عليه ليبقى الوهابيون وحيدين في إفكهم واعتبار الاحتفاء بالمولد النبوي شركًا بل كفرًا.

محور المقاومة
الكاتبة الدكتورة دينا الرميمة تقول من جانبها: من الملاحظ دائما أن خطابات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي سواء في المناسبات الدينية أو الوطنية تكون خطابات شاملة لكل الأحداث سواء على المستوى الديني أو السياسي ليس على مستوى اليمن فحسب وإنما على مستوى الأمة الإسلامية جمعاء ولديه طريقته المميزة في ربط الأحداث ببعضها وتفسيرها بما يناسبها في القرآن الكريم ما يدلل على انه علم وقائد من أعلام الهدى وآل البيت عليهم السلام الذين من سار على نهجهم فقد فاز في الدنيا والآخرة.
موضحة انه وفي خطابه الأخير الذي ألقاه بمناسبة المولد النبوي والذي استهله بالثناء والشكر لكل تلك الحشود التي لبت دعوته وخرجت تحيى ذكرى المولد النبوي في رسالة قوية للعالم تؤكد مدى ارتباط شعب اليمن بالرسالة المحمدية وانه لايزال كما وصفه الرسول بأنه شعب الإيمان والحكمة، بعدها تحدث السيد القائد عن ميلاد النبي الكريم والفترة التي ولد فيها وكيف كان حال الأمة في ظلم وجاهلية كبرى تعبد الأوثان وتعيش حالة من الضلال والخرافة والاستعباد للطغاة، وتحدث أيضا عن نشأته وحياته عليه افضل الصلاة والسلام وكيف كانت نقية منزهة من كل عيب ونقص وخالية من حياة اللهو حتى نزل عليه الوحي وكيف انه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله عرض الدعوة على ثلاثين قبيلة من قريش فرفضتها وعارضتها وحاكت كل المؤامرات ضده وضد اتباعه محاولة ثنيه عن الدعوة، فكانت قبيلتا الأوس والخزرج اليمنيتان هما من احتضنتا الرسالة المحمدية ورحبتا بالنبي وأصحابه في المدينة وناصرتاه وآزرتاه حتى انتشرت الرسالة المحمدية في كل الدنيا.
وقالت : السيد القائد ربط تلك الأحداث بما يحدث الآن في السعودية من خذلان للإسلام والنبي محمد بالانصياع والخنوع لليهود وأعداء الإسلام والتآمر على المسلمين والتطبيع لبيع فلسطين لليهود وبالمقابل تحدث عن اليمن التي لايزال شعبها متمسكا بدين محمد ويحيي قيمه ومبادئه وبالذات وقوفه في وجه المستكبرين وإعلان البراءة من اليهود والنصارى، كما تحدث السيد القائد عن حفلات التطبيع التي أعطوها طابعا دينيا بإطلاق مسمى اتفاق ابراهام عليها والذي من خلال ذلك يريدون ان يقولوا انهم – أي اليهود – من اتباع إبراهيم عليه السلام بينما لم يكن إبراهيم عليه السلام إلا حنيفا مسلما وليس يهوديا ولا نصرانيا.
ومضت الرميمة قائلة: تحدث سماحة السيد العلم عن محاولة اليهود لاستهداف الأمة الإسلامية بكل الطرق الناعمة واستهداف الأسرة وتفكيكها واستخدام المرأة كسلعة لتمنية الاقتصاد وإفسادها واستخدامها لأغراض دنيئة، وكما هو حال السيد القائد في كل خطاباته اكد على ثباتية الموقف في مناصرة قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى من دنس اليهود والمغتصبين، وتأكيده على اننا مع كل قضايا الأمة التي تعاني من بطش طاغوت العصر أمريكا، وأشار السيد القائد إلى أن أية محاولة لاستهداف أي محور من محاور المقاومة معناه حرب إقليمية نحن جزء منها وهو تأكيد لكلام السيد حسن نصر الله.
كما أكد السيد القائد على ثبات موقفنا في الصمود والتصدي للعدوان حتى تحرير كل شبر من أرض اليمن.
وتابعت: دعا سماحة السيد العلم إلى رفد الجبهات والاهتمام باسر الشهداء والتكافل الاجتماعي، لقد كان خطابه يحوي الكثير والكثير ويصعب علينا ان نلخصها ولذا ليس غريبا أن تكون خطابات السيد القائد دائما محل اهتمام ومتابعة عالمية تحللها وتفسر كل جزء منها.

فروض ومفاوضات
الإعلامي أحمد داوود يقول من جهته: جاء خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي متسقا مع أهمية الحدث ذاته، والذي يعد أكبر احتفال في التاريخ بمناسبة المولد النبوي، وأوصل المحتشدون المحمديون رسالة مفادها أن الشرعية الحقيقية هي في صنعاء وليست في فنادق الرياض وأحضان العدوان، ولهذا كان لافتا مدى تلاحم الشعب مع القائد، وتلاحمهما مع المنهج المحمدي الأصيل.
وأضاف داوود: لعل أبرز ما ورد في خطاب قائد الثورة هو إعادة الحديث عن الصراع العربي الصهيوني، حيث قدم السيد الحوثي تأكيدات على أن اليمن بات أحد الأدوات المؤثرة في الإقليم، وقوة لا يستهان بها، وأنه لن يكون في موقف المتفرج في أي حماقة ضد القدس، بل سيكون جزءا من المعادلة التي أطلقها سماحة السيد حسن نصر الله الذي أكد أن الاعتداء على القدس يعني حربا إقليمية، ولهذا عاود السيد عبدالملك تأكيده على أن اليمن سيكون جزءا من المعادلة، وهي رسالة يعرف الصهاينة أبعادها جيدا، ويدركون أن اليمن أصبح يشكل خطورة إضافية عليهم، تضاهي خطورة حزب الله في لبنان.
وقال داوود: أكد السيد على أن ملامح حتمية هذه المواجهة (هزيمة العدو وخسارة أدواته الإقليمية وانتصار المقاومة) وهي بارزة اليوم عمليا على الأرض، وأشار إلى أن تحققها الكامل صار أقرب من أي وقت مضى، وهو ما يبشر بتحولات كبرى على مستوى المنطقة، وسيكون اليمن أحد صانعيها الرئيسيين.
وأضاف: تأتي رسائل القائد السيد عبدالملك لتؤكد ثبات الموقف اليمني وانحيازه إلى محور المقاومة، لتضع العدوان الأمريكي السعودي في حالة عجز تام عن تغيير هذه المبادئ، لأنها تستند إلى تأييد شعبي واسع، كما أنه أكد في الوقت ذاته على أن استقلال اليمن هدف مقدس لا مساومة فيه، والأمر نفسه بالنسبة لمعركة التحرر اليمنية التي أكد قائد الثورة على ان هدف تحقيق الحرية والاستقلال الكامل فيها هو هدف “مقدس” بقداسة الهوية الإيمانية الجامعة التي ينطلق منها في رسالة واضحة لقوى العدوان الإقليمية والدولية بأن المسألة ليست مطلبا تفاوضيا، بقدر ما هي قناعة راسخة لدى اليمنيين وقائدهم.

الاستكبار العالمي
من ناحيته يقول عميد الأكاديمية العليا للقرآن الكريم وعلومه شوقي أبوطالب: لقد خرجت الجماهير اليمانية المعتزة بهويتها الإيمانية حباً في رسول الله وتلبيةً لنداء القائد العلم سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي سلام الله عليه، حيث حياهم وشكرهم على خروجهم المشرف معبرا عن اعتزازه وافتخاره بتلك الجماهير بعبارته المؤثرة بقوله: أرواحنا له الفداء “نفسي لكم الفداء” التي تؤكد لنا مدى الاعتزاز والإكبار الذي يكنه هذا القائد العظيم لأبناء شعبنا الذين خرجوا خرجت لاحياء فعالية المولد النبوي الشريف.
وقال أبو طالب: كما بارك سماحته لشعبنا وأمتنا الإسلامية هذه الذكرى العظيمة التي عبر عنها بقوله إنها ذكرى الخروج من الظلمات الى النور والتخلص من ويلات الجاهلية، وذكر أيضا ان هذه الاحتفالات هي تعبير عن الولاء للرسول وآل بيته الطاهرين وأنها تمثل تصديا لمن يحاول الاستنقاص من مقام الرسول التي حاول الوهابية والأعداء من خلال حملاتهم التشويهية النيل منه، وركز سماحته أيضا في خطابة على ربط هذه المناسبة كمحطة تربوية وثقافية وتنويرية فيها العديد من الأنشطة التي تعزز الواقع الذي نعيشه في ظل العدوان الصهيوأمريكي الغاشم على بلادنا وأثر ذلك في التحرر من هيمنة قوى الطواغيت والاستكبار.
وأضاف أبو طالب: ذكر سماحة السيد في خطابه أن من أهم ثمار التوحيد والإيمان برسل الله وكتبه المطهرة والركن الأول في الإسلام تعبر عنها الشهادتان، وأن الرسالة الإلهية ارتبطت بمفاهيم أساسية، وكيف أن نبي الله عيسى عليه السلام وهو آخر الأنبياء من من بني إسرائيل الذي سعى إلى تقويم الاعوجاح وتصحيح الانحراف واتساع دائرة النور الإلهي في أوساط المجتمع البشري والتبشير بخاتم الأنبياء والمرسلين في وقت كان فيه الجاحدون والمكذبون بالرسالات والأنبياء قد طمسوا معالم الرسالة وانحرفوا بالناس عن القيم الفطرية ونشروا الخرافات والأباطيل لجعلها معتقدات وثقافات.
وأشار إلى ذكر سماحته أن المؤشرات باتت تهيئ الساحات للتغيير والخلاص والرحمة الإلهية بمولد الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، وتحدث أيضا عن نشأة رسول الله ومولده والظروف التي ساعدت في تهيئة ذلك الجو الإيماني للرسول وعلاقته بالله تعالى، وذكر السيد القائد بعد ذلك أهمية دراسة السيرة النبوية باعتبارها محطة تستنير بالهداية وربطها من واقع التحرر من الطواغيت وقوى الاستكبار، وأهمية الاقتداء بالرسول وأهمية ذلك في كل ما يتعلق بحياتنا وكل كبيرة وصغيرة فيها، كما أكد أيضا على تجليات تحقق الوعد الإلهي في سورة الإسراء في واقعنا الحالي الذي يشهد بفساد وظلم الإسرائيليين وتحقيق وعد الله بنهايتهم ونهاية استكبارهم وعلوهم في الأرض.
واستطرد ابو طالب: أيضا في خطابه أكد السيد على نقطة مهمة يستغلها الكافرون والمنافقون وهو استغلالهم عنوان إبراهام لتحالفاتهم الشيطانية والتطبيع، ليستطيعوا خداع العالم أجمع بقناع ديني يحمل نوايا شيطانية لتدمير العالم والمجتمعات، وهو في حقيقة الأمر إساءة كبيرة لنبي الله إبراهيم عليه السلام، وذكر في خطابه – سلام الله عليه – أن المشاكل والانحرافات التي أصابت البشر بفعل قوى الطغيان والاستكبار هي من أضرت بالرسالة الإلهية، وذلك من خلال ما قدمه الطواغيت من تشويه للإسلام من خلال عملائهم التكفيريين الذين يقدمون أبشع صورة تحسب على الإسلام والمسلمين زورا وبهتانا.
وبيَّن أبو طالب: ما تطرق إليه سماحة السيد – سلام الله عليه – في خطابه وفي إطار اهتمامات قيادتنا وشعبنا اليمني بالقضية الفلسطينية هو تأكيده على أن معادلة القدس التي ذكرها السيد حسن معادلة مهمة يستشعر شعب اليمن أهميتها ويشارك فيها وهو جزء لا يتجزأ منها بانتمائه لمحور المقاومة وأن أي اختلال في هذه المعادلة هو في الواقع ينذر بحرب أقليمية، وهي رسالة تحذيرية كبيرة للعدو ولقوى الاستكبار العالمي.

منظور الأسباب
أما القاضي محمد الباشق فيقول من جهته: السيد – حفظه الله – دعا للحضور وابتسم ابتسامة الرضا وقال أرواحنا له الفداء “نفسي لكم الفداء” وهذه تحمل دلالة صدق المشاعر التي تربط سماحه السيد القائد وأبناء الشعب بينما حكام وولاة الجور يلعنون شعوبهم وتلعنهم شعوبهم، ومن ينظر إلى خطابات الحكام من معاوية إلى من قامت عليهم ثورات 2011م لوجدنا ان القواسم المشتركة بينهم هي الإساءات المتبادلة بينهم وبين شعوبهم.
وقال الباشق: السيد القائد تحدث لشعبه بصدق المشاعر بلا تكلف وبلا تقلبات وتلونات تخضع للسياسة. كما أن الخطاب فيه اشارات جلية إلى أهمية معرفة جوانب حياة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ومعرفة كيف قدم القرآن الكريم شخصية الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله وسلم صلاة نسعد بها هنا ويوم يقوم الاشهاد أيضا الربط العظيم بين المولد وفلسطين وتوجيه رسائل للعدو الصهيوني وهي رسالة لكل محرف ومنحرف ولكل طاغ ولكل مغال لان الصهاينة ورثة إبليس بالسهام والعصبة وبقية فتات ارث ابليس للخونة والمرتزقة كل باسمه وصفته من خدام المشروع الصهيوني في ابوظبي والرياض.
وبيَّن أن سماحة السيد العلم ألمح في كلمته إلى قرب تحرير وتطهير المسجد الأقصى وهي رسالة كبرى، حيث يعرف العدو الصهيوني صدقها ويعرف العدو الأمريكي صدقها، لذا سنشاهد أحداثا كبيرة بعد المولد الشريف وسنجد أن الأحداث القادمة كلها تؤكد اقتراب موعد الفتح، فتح يذهل بسرعته لا بتسرعه من ينظّرون الأحداث بمنظور الأسباب دون اليقين بسنن الله وبقهر الله للطغاة ومكر الله بالماكرين وجعل مخططاتهم وما يحيكونه من مؤامرات بهذه الخطط ومن هذه المؤامرات يحيط الله بهم ويأتيهم بالذل من حيث زعموا.

قد يعجبك ايضا