أوضح مراقبون وناشطون أن ما تنعم به البلاد اليوم من ثبات وصمود أسطوري وتماسك جذري في الجبهة الداخلية واستقرار في الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن هي ثمار جلية وواضحة لتضحيات الشهداء. .
الثورة / أسماء البزاز
يقول الناشط والإعلامي الحسين عبدالكريم السقاف: لا شك أن تضحيات الشهداء هي أساس استحقاق النصر، فبدمائهم الزكية يصنعون النصر ويصنعون الحماية للأعراض والأموال ويجسدون المعنى الحقيقي لمفهوم السيادة وصون الكرامة ومهما بلغ مستوى الحديث عن تضحيات الشهداء يبقى عاجز عن أعطاء الشهداء حقهم أو الإيفاء بقيمة وأهمية تضحياتهم، وما تعيشه الأوطان الكريمة من عزة وكرامة وحرية واستقلال هو بفضل الله تعالى وتضحيات الشهداء العظماء الذين بذلوا دمائهم الزكية من أجل أن تعيش أوطانهم وشعوبهم في امن وأمانة وحرية واستقلال.
وتابع السقاف : وفي اليمن على سبيل المثال قدم الشهداء العظماء أروع الامثلة في التضحية والفداء على مدى أكثر من عشرة أعوام من مواجهة العدوان الغاشم الذي تعرضت له بلادنا فتداعت قوافل المجاهدين كالسيول من كل محافظات الجمهورية اليمنية وخاضوا معارك شرسة وبطولية ستضل شاهده على بأس وقوة اليمنيين وخلال هذا السنوات وحتى اليوم أرتقى آلاف الشهداء من كل شبر في اليمن ممن ضحوا بأرواحهم من أجل أن نعيش هذه العزة والكرامة والفخر والقوة التي باتت عليها اليمن بفضل الله تعالى وبفضل تضحياتهم الغالية لهذا يحق لنا أن نتباهى بهؤلاء العظماء ونحيي ذكرهم.
وأضاف السقاف قائلاً: كما أننا نستذكر أيضا دورهم في تحقيق الأمن والاستقرار الذي ننعم به اليوم في وطنا ولولا تضحياتهم لكان وطنا مشظياً يفتقد للأمن والأمان وكلما ظهرت لدينا خلافات أو اختلاف في وجهات النظر نتذكر تضحيات هؤلاء الشهداء وما قدموه من دماء زكية فتكون دمائهم الزكية سبباً في توحدنا وتعزيز جبهتنا الداخلية التي هي بحمد الله في قوة تلاحم عظيم بفضل الله تعالى وبفضل وعي وإيمان اليميين بعدالة قضاياهم وإدراك واعي بالمخاطر التي تهدد وطنهم وكذلك بسبب دماء الشهداء العظماء الذين منحونا وطناً حراً ومستقلاً وبذلوا دماءهم من أجل ترابة الطاهر وشعبه العظيم.
التاريخ الإيماني
من جهتها، تقول الكاتبة والإعلامية وفاء الكبسي: في سجلّ التاريخ الإيماني، تبقى دماء الشهداء هي الحبر الطاهر الذي يُسطّر به الله صفحات النصر. فما من نصرٍ تحقق إلا وكان في جذوره شهيدٌ صدق العهد، وما من أمنٍ استتبّ إلا وكان خلفه مجاهدٌ باع نفسه لله.
وأوضحت الكبسي : لقد كانت تضحياتهم هي الدرع الواقية للأمة في وجه العدوان العالمي الآثم، وهي التي فرضت معادلة الردع والاحترام، حتى غدت اليمن – بفضل الله ثم بفضلهم – جزيرة صمود في بحرٍ من التآمر. فكل قطرة دمٍ نزفت على ثرى هذا الوطن الغالي، كانت طمأنينةً لأطفالنا، وأمانًا لمدننا، ورسالةً للأعداء، ففي هذه الأرض رجالًا لا ينامون على ضيم، صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فما من أمٍّ قدّمت ابنها شهيدًا إلا وأصبحت مدرسةً في الثبات، وما من طفلٍ ودّع والده على طريق الجهاد إلا ونشأ على الإباء والعزة.
وأضافت : بدمائهم الطاهرة تُثبت الأمة أقدامها في مواجهة الطغاة، وتستجلب معيّة الله وعونه، وتغدو أكثر وعيًا ويقظة في وجه مكر الأعداء وأساليبهم. وهو ما تحقق اليوم من ضبط خلايا تجسسية تتبع الموساد والسي آي أيه ومخابرات السعودية شاهدٌ حيّ على ثمار التوكل على الله والإخلاص والانضباط والوعي بخطورة المرحلة، ودليل على أن مؤسساتنا الأمنية قادرة – بإذن الله – على حماية البلد من كل عبثٍ ومؤامرة.
وتابعت : بهذا الوعي الإيماني تتماسك الجبهة الداخلية، فلا تخترقها الحرب الناعمة ولا تسقطها مؤامرات العدو، لأن الشهداء يُحيون القلوب، ويوحدون الصفوف، ويغرسون في الأمة روح الصبر والثبات، فثبات جبهتنا الداخلية فهو ثمرة تلك التضحيات التي أنارت بصيرة الأمة، وصقلت وعيها، وأثمرت أمنًا واستقرارًا وصمودًا.
فدماؤهم الطاهرة هي التي جعلت كل بيتٍ خندقًا، وكل قلبٍ جبهة، وكل امرأةٍ أمًّا لوطنٍ كامل.
الشهادة عطاء يقابل بعطاء
الثقافية والناشطة سميرة السياغي تقول من ناحيتها: اي عطاء وتضحية ودرب مضاه الشهداء حتى يقابل عطائهم بهذا العطاء الإلهي الذي لا يحصى، عزاً ونصراً في الدنيا ورفعة وعلو في الآخرة .
وأضافت السياغي، أن الشهداء هم أكثر الناس حباً لدينهم وأوطانهم وأنفسهم. هم رجال الوفاء والصدق والكرم، وهل هناك أكرم من الشهداء الذين بذلوا الدماء لإحياء الدين والوطن؟ وجعلوا من أجسادهم الطاهرة جسراً إلى طريق النصر والإنجازات في مختلف المجالات والميادين.
وأوضحت إن نصر اليمن العسكري الذي أذهل الصديق قبل العدو حقق سبقا عظيما في النصر على طواغيت الأرض وفراعنتها وحقق التصنيع العسكري الذي تطور حتى صار اليمن قوة ضاربة في المشهد الإقليمي والعالمي .
وقالت السياغي إن من ثمار تضحيات الشهداء تحقيق النصر الأمني وصمود الجبهة الداخلية
رغم ما يحيكه الأعداء من مخططات تكاد أن تزول منها الجبال وجندوا ضعاف النفوس من أبناء اليمن وأتوا بجحافل المرتزقة من كل أنحاء العالم وحشدوا ومكروا وتفرعنوا فظنوا أنهم الأعلون بمكرهم وحشدهم. ولكن بفضل الله وتضحيات الشهداء وصبر الجرحى وعهد رجال الله في كل مكان للشهداء كانت اليمن وستظل مقبرة الغزاة والمنافقين
تماسكنا وصمودنا تضحياتهم
فضيلة العلامة الحسين السراجي. يستهل حديثه بقوله: إن لقاء الله سبحانه وتعالى هو حلم الأنبياء وأمنية الأولياء والشهداء ، كل أمر يصبح بمقارنتها أمراً تافهاً وصغيراً ولا قيمة له ، هذه الأمنية هي من أهم الأمور التي يحصل عليها الشهيد بالإضافة إلى مجاورة الأنبياء والشهداء ، لذلك تؤكد الآية الكريمة على اللقاء الذي سيتفرع عنه كل رزق ونعمة ﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ آل عمران 169 – 170 .
وقال السراجي: إن الشهادة ثمينة فلا تتوهموا أنّ كلّ من يذهب للقتال تُقدّم له الشهادة على طبق من فضة وبسهولة وسرعة، إذ يجب عليه إصلاح نفسه من الناحية الأخلاقية والعملية، بالصلاة والدّعاء والصّدق، والأمانة واجتناب المحرّمات .
وأضاف: إن من يتابع التفاعل الشعبي مع الذكرى السنوية للشهيد يدرك كم أن هذه التضحيات ساهمت في زيادة اللحمة وترابط المجتمع اليمني ووحدة الصف وتلاحمه. وكيف لا تفعل ذلك والدماء وصلت كل بيت تقريباً وليس ثمة بيت يمني حر إلا ومعه شهيد أو له ارتباط وصلة بشهيد؟!
وقال: إن البيوت اليمانية نزفت كثيراً وقدمت خيرة أبنائها وهذا الأمر فرض على الجميع التلاحم .والشهداء الذين عبَّدوا طريق النصر كانت لهم مواقف ووصايا خالدة مثّلت هذه الوصايا خارطة طريق للأسر للرضا والتسليم والإيمان بضرورة التضحيات للوصول نحو الحرية . وما حققناه وما نحققه إنما هو ثمرة من ثمار التضحيات المباركة لـ أعظم وأشجع وأصدق رجالات اليمن والتأريخ والإسلام والأمة وسنصل للهدف الأسمى المتمثل بتحرير المقدسات وإرغام المغتصبين على مغادرة الأراضي المحتلة ووقف الهيمنة الغربية الأمريكية البريطانية وقطع أيديهم وكل عملائهم إن شاء الله تعالى .
تنتصر الأمة
محمد الرضي -مجلس الشورى- يقول من جهته : أن دماءهم هي وقود الحرية والكرامة والعزة وان التخلي عن الجهاد في سبيل الله لن يؤرث للامة سوى الذل والهوان وهو ما يريده العدو، والشهداء كانوا سباقين في ميدان الجهاد انطلقوا بمجرد استشعار مسؤوليتهم أمام الله فهم يعرفون أيضا أن العدو أن تمكن من رقاب شعبنا سيحتل الأرض وينتهك العرض وينهب الثروات.
وقال: الرضي : لولا تضحياتهم لشاهدنا بأعيننا التطبيع والاستباحة داخل بلدنا لشاهدنا الأمن منفلتاً كما يحدث في المحافظات المحتلة.
وقال إن الشهداء قدموا لنا العزة والكرامة والأمن وقدموا أنفسهم تاركين خلفهم أطفالهم وأهاليهم وهو ما يجب علينا أن نتحرك لأجلهم كما تحرك الشهداء لأجلنا وأن نزاورهم ونرعاهم ونهتم فيهم كمواطنين أو جهات مختصة.
وتابع : وللشهداء عهداً علينا أن لانفرط في النهج الذي قضوا عليه وأن نواصل مسار الجهاد والحرية والاستقلال .
وأضاف: في ذكرى الشهيد علينا أن لا ننسى الاهتمام بالجرحى والمعاقين، ونتمنى أن يكون هناك يوم للجريح كما يوم الشهيد فقد سبقت بعض أعضاءهم إلى جنات الخلود. فالشهداء وفروا لنا الأمن والآن أصبح الأمن والاستقرار مسؤوليتنا ويجب أن يتعاون الجميع على حفظه، وهو حفاظ لتضحيات الشهداء، فالجبهة الداخلية. متماسكة بفضل الله وبجهود الأمن والمواطن وبفضل التضحيات التي قدمها الشهداء أفراداً وقادة – سلام الله عليهم.
