عدد من أعضاء مجلس الشورى لـ”الثورة “: الرابع عشر من أكتوبر تحرك مفاعيل الثورة على المحتلين الجدد

 

أوضح أعضاء في مجلس الشورى أن الاحتفال بالذكرى الـ 58 لثورة الـ14 من أكتوبر- في ظل احتلال جديد تشهده اليوم المحافظات الجنوبية احتلال وكلاء لمصلحة الاستعمار القديم، استعمار خرج من الباب وعاد من النافذة، على حد وصفهم- محرك رئيسي لثوار اليوم في إجلاء المستعمرين والانتفاضة الشعبية ضد قوى الهيمنة العابرة للقارات وحافزا لانتزاع الحق المشروع لكفاح ونضال مشروع.. إلى التفاصيل:

الثورة / أسماء البزاز

يقول الدكتور سامي عطا -عضو مجلس الشورى- أنه ينبغي التأكيد بأن القبول بالاحتلال ضد طبائع الأمور، ودائماً ما أكرر هذه الحقيقة أن ما من محتل إلاّ وينتهي بمقاومة، أياً كان شكل هذه المقاومة، ألم تُجّبَر بريطانيا على الرحيل من مستعمراتها وأمريكا وقبلها الاتحاد السوفيتي أجبرتا على الرحيل من أفغانستان، وكذلك فرنسا أجبرت على الرحيل من مستعمراتها في أفريقيا.
وقال عطا: ينبغي التنويه بأن هذه القابلية للاحتلال الذي تشهدها، المناطق المحتلة كلها لولا التخريب الممنهج الذي مارسته عصابة 7/7 خلال عقود في حق ضحاياها الذين يقف بعضهم اليوم في صف جلاديهم ومحتليهم. لكن ما يختلف في احتلال الجنوب اليمني اليوم، هو أن الاحتلال فيه متعدد الجنسيات احتلال وكلاء لمصلحة أصلاء المتمثل بالاستعمار القديم، استعمار خرج من الباب وعاد من النافذة. حيث مارس الاستعمار ضغوطاً اقتصادية على الدول المستقلة وجرها إلى أتون التبعية، ونتجت صعوبات داخلية جمة فشلت النخب السياسية في استكمال التحرر الاقتصادي، ووقعت في التبعية السياسية، وبالتالي فرطت بمصالح بلدانها الاقتصادية لصالح شركات قوى الهيمنة العابرة للقارات، وهذا الأمر خلق مشكلات داخلية كثيرة، وهذا الوضع أفضى إلى عودته بشكله الجديد ” احتلال الوكلاء لمصلحة الأصلاء”.
وبين عطاء أنه ومنذ احتلال الجنوب اليمني في هذه الحرب العدوانية والوضع الكارثي الذي يعيشه الناس في المناطق المحتلة، وحالة الغليان الشعبي فيها تعتبر مناخاً مناسباً للمقاومة، َهناك تشابه بين الوضع الحالي والزمن الذي سبق انطلاق ثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م، فلقد شهدت تلك الفترة مظاهرات ومسيرات في عدن ضد المشاريع الاستعمارية شارك فيها مختلف فئات الشعب عمال وطلاب، كما شهدت الأرياف والسلطنات انتفاضات وتمردات.
وما شهده الجنوب خلال الأيام التي سبقت معارك كريتر الراهنة مسيرات واحتجاجات وكانت على مشارف العصيان المدني، ولا استبعد أن هذه المعارك أريد منها أن تجهض هذه الاحتجاجات خصوصاً أن المتحاربين أدوات الاحتلال الداخليين.
ويرى أن بعد هذا الالتفاف لم يعد أمام الناس إلاّ تنظيم أنفسهم وتجميع كل الأحرار من أجل التحضير للمقاومة المسلحة، وإذا كانت ثورة الأمس قدمت من قمم جبال ردفان السماء فإن هذه الثورة في اعتقادي ستأتي من المهرة أو ربما شبوة. وأنا أعول على هاتين المحافظتين أن تلعبا دوراً في تحرير الجنوب بمساعدة من الجيش واللجان الشعبية.
صرخة عدن:
فيما استهل عضو مجلس الشورى جمال فضل الردفاني حديثه بتهنئة القيادة السياسية وقائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وللشعب بهذه الانتصارات العظيمة التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والكرامة مجددين نخوة وبطولة ثوار أكتوبر العظماء.
وقال الردفاني أن احتلال اليوم سوف يُطرد كما طُرد الاحتلال البريطاني من الأراضي الجنوبية بقياده الثائر راجح بن غالب لبوزه ورفاقه وأن احتفالنا هذا بعيد أكتوبر يأتي بعد ست سنوات من حصار وعدوان بربري على بلادنا أصبحت نتيجته الفشل. ولقد عرف الكل في المحافظات الجنوبية أن السعودية والإمارات أتت لتجويع وقتل أبناء المحافظات الجنوبية فقط.
مبيناً أن الاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر في ظل الاحتلال سوف يكون له ميزة خاصة بعد عودة المديريات الأربع من محافظة شبوة إلى حضن الوطن وبعد طرد المحتل السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني. وبإذن الجبار أن بقية المحافظات سوف يحررها أبناء المحافظات الجنوبية الشرفاء.
وأضاف: نحن هنا من صنعاء نرى بأن هذا الاحتلال للمحافظات الجنوبية مصيره الزوال والهزيمة وسوف يكون احتفالنا بذكرى أكتوبر هذه الأيام له ميزة خاصة أولا لأن الاحتلال اكتشفت أقنعتنه الخبيثة تجاه أبناء المحافظات الجنوبية وأدركوا نواياه التدميرية للنسيج الاجتماعي والمجتمعي وقتل وتدمير البنية التحتية.
وتابع الردفاني قائلا: ان هذا الاحتفال يأتي وسط صرخة تهتف من داخل عدن وحضرموت وشبوة ولحج والمهرة وأبين وهذا دليل على وعي أبناء المحافظات الجنوبية تجاه المحتل السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني وأن نهايتهم قريبة بالتأكيد.
شعارات فارغة:
عضو مجلس الشورى محسن جميل أوضح بأنه يجب أن يكون الاحتفال بثورة ١٤ أكتوبر له زخمه واستمراريته لأنها ثورة ضد استعمار قديم جديد.
وقال جميل : إنه وبعد نجاح ثورة ١٤اكتوبر وقبلها ٢٦ سبتمبر تدخلت قوى الاستعمار والاستكبار والقوى الإقليمية في شؤون اليمن قبل الوحدة وبعدها من خلال الأحزاب المرتبطة بالخارج ومن قبل العملاء الإقليم والغرب بشكل عام ممن مسكوا زمان السلطة قبل الوحدة وبعدها مما جعل اليمن بلداً متخلفاً لم يحقق من أهداف الثورات المذكورة إلا شعارات فارغة المضامين حتى جاءت ثورة ٢١ سبتمبر التي انبثقت من رحم الشعب اليمني نابعة من أصالته ومن هويته الإيمانية ولذلك شن عليها عدواناً ظالماً لغرض إعادة شعب اليمن العظيم تحت الوصاية التي كان عليها في الماضي.
وأضاف : من الواجب أن يلتف الشعب اليمني حول هذه الثورة المباركة التي ستعيد للشعب اليمني عزته وكرامته واستقلاله وسوف تحرر ما تبقى من مناطق اليمن تحت سيطرة الاحتلال والعدوان ولا مانع من الاحتفال بأعياد الثورات السابقة الذي كان غرض الثوار فيها هو استقلال اليمن
محرك للثوار:
من جهته يقول عضو مجلس الشورى نايف حيدان: ثورة 14 أكتوبر هي الثورة اليمنية الوحيدة التي صمدت في وجه محتل أجنبي طامع بخيرات وثروات اليمن وانتصرت بفعل عنفوان وإرادة الشعب اليمني من شماله للجنوب ومن شرقه لغربه .
وأضاف حيدان: ومثلما اليوم الصوت واحد من المهرة وحتى صعدة فلا خوف على اليمن، فالنتيجة معروفة سلفا، أن لا بقاء لمحتل مهما كانت قوته ومهما كانت أدواته فالإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس حملت عصاها ورحلت من عدن فما بالكم بأدوات رخيصة هزيلة لا تستحق حتى أن نطلق عليها بالمحتلة حيث لا تصل لهذا الوصف لحقارتها ودناءتها وضعفها .
موضحا أن الأحداث تتشابه كثيرا والتكالب على اليمن هو ذاته في الماضي والحاضر . فعين بريطانيا مازالت على محافظاتنا الجنوبية حتى اليوم ولكن بأسلوب آخر وباتخاذها للإمارات وسيلة لا غير ولأحذيتهما أدوات للوصول لما تريده.
وتابع قائلا: اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الـ 58 لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي أرغمت المستعمر البريطاني على الرحيل بعد أكثر من مائة عام وهو جاثم ومستغل للثروات اليمنية فالشعب اليمني قادر على أن يلحق الخزي والعار بأدواتها وأحذيتها ويفشل مشروعها الجديد وما الأصوات الوطنية التي تزأر وتزمجر من كل محافظة ومديرية وحي إلا مؤشر على قرب هذا الحدث الهام والذي سيشهد فيه رحيل كل من حاول أن يدنس الأرض اليمنية بقاذوراته .
موضحا أن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة بالمحافظات الجنوبية حتى وإن كان يتيما أو قاتما اليوم فما هو إلا تذكير للأجيال الصاعدة بما صنعه آباؤهم وأجدادهم ومحرك للذاكرة الوطنية التي تحاول أدوات المستعمر والمحتل طمسها أو تحريفها .ومثلما الاحتفال اليوم بجنوبنا الحزين يشوبه الوجع والألم فلابد من أن يرى الفرح وتشرق شمس الحرية من جديد بتكاتف كل أبناء اليمن رجالا ونساء كما سارت عليه ثورة 14 أكتوبر برمزيها الشهيدين لبوزة ودعرة .
نضال مشروع:
فيما اكتفى صالح صائل -عضو مجلس الشورى- بقوله أن احتفالنا اليوم بذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر في ظل احتلال المحافظات الجنوبية يعطينا حافزاً أن نسعى جميعا لتطهير بلدنا من دنس الاستعمار باعتباره نضالاً مشروعاً لحق مشروع.

قد يعجبك ايضا