مثل اليمن خلال السنوات الأخيرة صورة بهية في يوم ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

 

عمليات هدم وتدمير لمساجد وأضرحة تاريخية بهدف الاستلاب الثقافي والحضاري للهوية الإيمانية اليمنية
الحركة الوهابية السعودية تسعى جاهدة لإبطال ما يربط الأمة الإسلامية بالهوية الدينية والتاريخية كتحريم الاحتفال بالمولد النبوي وتدمير المساجد والأضرحة القديمة

يعتبر الاحتفال بالمولد النبوي تعزيزا إيجابيا لهويتنا الإيمانية في كل عام هجري يمر علينا وذلك لما للهدي النبوي من تأثير إيجابي في بناء النفس البشرية وتهذيبها والارتقاء بالإنسانية إلى الكمال الأخلاقي والعقلي والزكاء الروحي والطهر النفسي الذي يؤهل الإنسان للارتباط الحقيقي بالله سبحانه وتعالى فهي مسألة ليست ببعيدة عن تعاليمنا الإسلامية ولا بغريبة على معتقداتنا بل إنها تحفيز للعودة إلى الأصول والثوابت الدينية والثقافة القرآنية وقد مثلت اليمن خلال السنوات الأخيرة صورة بهية في يوم ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويرتبط هذا اليوم العظيم في الوجدان والذاكرة بالإمام علي عليه السلام الذي بعث إلى اليمن ليدشن هوية الإيمان اليمنية العظيمة :

الثورة /  حاشد مزقر

على عكس ذلك تماما تبنت الحركة الوهابية عبر أدواتها تنظيم القاعدة وداعش تنفيذ عمليات تفجير لمساجد وأضرحة تركزت بمحافظات (حضرموت – تعز – البيضاء – صنعاء – أمانة العاصمة وغيرها من المحافظات) بهدف الاستلاب الثقافي والحضاري ومحو الهوية الإيمانية والقيم النبيلة التي يقوم عليها المجتمع اليمني وكعادتها تسعى الوهابية لتحريم كل ما يربط الأمة العربية والإسلامية بهويتها الدينية فلم يقتصر فكرها الهدام في التحريض على تدمير المساجد والأضرحة القديمة بل حرمت الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله وفي كل عام تمر علينا ذكرى المولد النبوي يفتي علماء الحركة المتطرفين بتحريم الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة التي تربط الأمة الإسلامية بتاريخ مولد نبيها العظيم الذي اخرجها من الظلمات إلى النور.
طمس متعمد للهوية
ويشير رئيس ملتقى التصوف الإسلامي عدنان الجنيد إلى إن العدوان السعودي الأمريكي لم يكتف بضرب الشعب اليمني وقتل أبنائه وأطفاله ونسائه وتدمير بنيته التحتية ومؤسساته العسكرية والمدنية بل عمد إلى تدمير الأماكن الأثرية والمساجد القديمة والقباب والأضرحة التي تضم مراقد الأئمة والأولياء وذلك لأهداف كثيرة منها ألاَّ يكون للشعب اليمني أيةّ هويَّة ولا حضارة يعتز بها ومنها أن يزرع الشكوك في الأجيال اللاحقة في تاريخهم المسطور في الكتب طالما قد تم إزالة الآثار التاريخية والمساجد الأثرية وقباب وأضرحة الرموز الدينية التي تؤكد صحة ما هو مسطور في التواريخ اليمنية.
وأرجع استهداف الهوية اليمنية إلى أن اليمنيين هم أوائل الذين أسلموا ولحقوا بركب المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام أفرادا وجماعات إلى جانب أن الإسلام انتشر عبر أبناء اليمن في أنحاء المعمورة وهم المدد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
صور وأساليب متعددة
في ذات الموضوع تؤكد الباحثة الاجتماعية والمهتمة بالدراسات التاريخية لليمن نجاة الشامي: أن من اخطر أوجه التدخل الوهابي السعودي في المنطقة العربية هو محاولة طمس الهوية التاريخية والإيمانية للشعب اليمني وغزوها فكرياً وبحسب دراسات قامت بها الباحثة، فإن العدوان السعودي على اليمن يمتد تاريخياً إلى ما قبل معاهدة الطائف 1934م، بل إن جذوره أبعد من ذلك وقد لا يكون من قبيل المبالغة أنها تمتد إلى البدايات الأولى لتأسيس إمارة آل سعود.
وتقول الشامي: لقد اتخذ عدوان آل سعود على اليمن صوراً وأساليب عدة تتمثل في الاستلاب الجغرافي لليمن، والاستلاب الثقافي والحضاري ومحو الهوية الإيمانية والقيم النبيلة التي قام عليها المجتمع اليمني والجغرافيا والموروث الحضاري والثقافي والهوية والقيم النبيلة وقد تزامن العدوان السعودي على اليمن مع محاولة زرع الفكر الوهابي المتطرف في المجتمع اليمني الذي يمتاز بالتنوع الفكري والمذهبي ويسوده التسامح والإخاء والتراحم والتعاون.
مربط الفرس
مما سبق نصل إلى قناعة كاملة بأن الحركة الوهابية السعودية تسعى جاهدة لتحريم وإبطال ما يربط الأمة الإسلامية بالهوية الدينية والتاريخية وتحديدا ومنذ عقود الهوية الإيمانية اليمنية وبذلك بات علينا جميعا ملازمة الثوابت العظيمة لديننا الحنيف فالهوية الإيمانية هي معرف موضوعي لطبيعتنا كمسلمين والتعاطي معها ينبغي أن يكون عبر استجابتنا للاحتفاء بالمولد النبوي علما وجهادا وأخلاقا وفكرا وثقافة كذلك رسم صورة احتفالية تعبيرا عن ارتباط الهوية الإيمانية اليمنية بالنبي
محمد صلوات الله عليه وعلى آله.

قد يعجبك ايضا