سابعة الردع اليماني

عبدالفتاح البنوس

 

 

أتذكر جيدا كيف تعاطت السلطات السعودية والإعلام السعودي وأبواق العدوان مع إعلان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع عن تنفيذ أبطال سلاح الجو المسير اليمني أول عملية نوعية ضمن سلسلة عمليات توازن الردع التي استهدفت في أغسطس من العام 2019م حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو عملاق الاقتصاد السعودي ، حيث انتقل هؤلاء من مرحلة النفي والتشكيك والتقليل من حجم الأضرار التي تلحقها العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية التي تضرب العمق السعودي ، إلى مرحلة الاعتراف والتباكي واستدعاء المجتمع الدولي وادعاء المظلومية ، وتصوير أنفسهم على أنهم ضحية لما أسموه ( بالخطر الحوثي الإيراني ) من باب العناد والمكابرة والغرور ، الذي يحول دون اعترافهم بقدرات وإمكانيات أبطال القوات المسلحة اليمنية التي نجحت في تطويع المستحيل وتجاوز تداعيات العدوان والحصار لتحلق عاليا في فضاءات التصنيع الحربي ، وهو ما مكنهم من تصنيع طائرات مسيرة تحلق لمسافات طويلة وتحقق أهداف دقيقة عجزت عن إيقافها أحدث المنظومات الدفاعية الأمريكية وأكثرها تطورا .
ومع توالي عمليات توازن الردع والتي استهدفت على التوالي في سبتمبر 2019م معامل أرامكو في بقيق وخريص ، وفي فبراير2020م شركة أرامكو في ينبع ، وفي يونيو2020م وزارة الدفاع والاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية ومواقع عسكرية في الرياض و جيزان و نجران ، وفي فبراير2021م والتي استهدفت مواقع حساسة بالرياض ومواقع عسكرية في أبها و خميس مشيط ، وفي مارس2021م استهدفت أرامكو برأس التنورة وأهداف في عسير و جيزان ، والتي شكلت في مجملها نقلات وتحولات نوعية في مسار معركة النفس الطويل التي يخوضها أبناء شعبنا في مواجهة قوى الطاغوت والإجرام والتوحش بقيادة أمريكا ( الشيطان الأكبر ) والنظام السعودي ( قرن الشيطان ) ومن تحالف معهم من صهاينة العرب آل نهيان وآل خليفة ومن دار في فلكهم ، علاوة على كونها مثلت ضربات قوية وموجعة للكيان السعودي المتغطرس الذي ظن بأن منظومات (الباتريوت وثاد ) الدفاعية الأمريكية قادرة على تأمين منشآتهم الاقتصادية و الاستراتيجية الحيوية وحمايتها من صواريخنا البالستية وطائراتنا المسيرة التي ما تزال في نظرهم ( إيرانية ) رغم حصارهم المطبق برا وبحرا وجوا على مدى سبع سنوات .
عمليات توازن الردع اليمانية لم تتوقف عند العملية السادسة ، حيث نجح أبطال القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ العملية السابعة قبل أيام حيث استهدفت ثمان طائرات مسيرة وصاروخ بالستي ( ذو الفقار) امنشآت أرامكو في ميناء رأس التنورة في الدمام ، كما استهدفت 5 صواريخ بالستية نوع بدر ، وطائرتان مسيرة نوع صماد 3منشآت أرامكو في جيزان ونجران ، في عملية نوعية جاءت في سياق الرد على جرائم العدوان وتماديه في عدوانه وإجرامه وحصاره وانتهاكاته السافرة للسيادة اليمنية وعدم استيعابه للرسائل التي توجهها القيادة الثورية والسياسية للعودة إلى رشدهم وإيقاف عدوانهم وإنهاء حصارهم ، فكانت سابعة توازن الردع مؤلمة وموجعة جدا للكيان السعودي وأدواته العميلة ، لذا شاهدنا وسمعنا وقرأنا بيانات الإدانة والتنديد والاستنكار لها من قبل الأمم المتحدة والأنظمة الموالية للشيطان الأكبر الذي يدير عمليا العدوان على بلادنا ويشرف على حصار أبناء شعبنا .
عمليات توازن الردع مستمرة ولن تتوقف عند السابعة ما دام العدوان مستمرا والحصار قائما، وستتصاعد وتيرتها بشكل لم يتخيله السعودي واليهودي ومن يقف في صفهم، بنك الأهداف ما يزال دسما للغاية، وعلى الزهايمري سلمان ونجله المهفوف أن يستعدوا للثامنة والتاسعة والعاشرة، وعلى الباغي تدور الدوائر.

قد يعجبك ايضا