رغم منغصات العدوان والحصار أجواء رمضان في اليمن.. مشاعر وذكريات لا تنسى

 

لا يوجد إنسان مسلم لا تربطه مع شهر الصوم ذكريات قديمة يجد نفسه مشدودة إليها بكثير من الحنين والحب، وفي اليمن تتنوع هذه الذكريات ما بين الريف والمدن وما بين أيام الطفولة هنا وهناك وكيف أن لكل إنسان ذكرياته الخاصة التي لا تمحى من الذاكرة، وكلما حل الشهر الكريم انبعثت في أعماقه من جديد متناغمة مع تجليات وروحانية الشهر الكريم وما يصاحبه من عادات وتقاليد رائعة أصيلة ظلت مرتبطة بشهر رمضان المبارك على امتداد ربوع اليمن الحبيب.

الحنين وتداعيات العدوان
كل شخص يسكن في صنعاء أو غيرها من المدن الكبرى والرئيسية وهو من أبناء القرى والأرياف يحن مع حلول الشهر الكريم إلى أيام الطفولة وإلى تلك العادات الرمضانية التي كان يعيشها في القرية..
يقول عبدالخالق محمد سالم وهو موظف بصنعاء وقد امضى جزءا كبيرا من طفولته في قريته الكائنة بريف محافظة الحديدة:مع حلول أيام شهر رمضان المبارك يغزوني شوق كبير إلى أجواء القرية وإلى كل ما يرتبط بهذا الشهر الكريم من عادات وتقاليد..ويضيف في حديثه لـ”الثورة”: أحن إلى كل شيء هناك وحتى إلى الأكلات الشعبية التي ترتبط برمضان في القرية وإلى تلك الأجواء الروحانية النقية برفقة الأهل والأصحاب، كما اشتاق إلى العشاء الذي كانت أمي تعده بيديها ولا زلت أتذكر نكهته المميزة إلى اليوم مع أني أصبحت في العقد الرابع من العمر وأعيش في صنعاء برفقة زوجتي وأولادي إلا أن الشوق يظل كبيرا لتلك الأجواء الرائعة.
وساهمت الظروف الناجمة عن العدوان والحصار المتواصلين على اليمن منذ اكثر من سبعة أعوام في إفساد كثير من العادات والطقوس التي كان يحرص كثير من اليمنيين على أدائها خلال شهر رمضان المبارك..يقول يحيى أحمد حسن وهو تاجر يعيش في صنعاء: كنت احرص فيما مضى قبل العدوان على بلادنا على قضاء شهر رمضان في القرية الكائنة في أرياف مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة لكن ذلك الآن لم يعد ممكنا بسبب التداعيات الناجمة عن الحرب العدوانية وما قام به من تضييق على حياة الناس ناهيك عن قطع الطرقات وتمزيق القرى والأرياف إلى أوصال وكانتونات صغيرة لتصبح مسالة السفر فقط مهمة شاقة ومحفوفة بالمخاطر وبدلاً من أن تقطع المسافة خلال ساعات أصبح الناس حاليا يحتاجون إلى أيام وهو ما جعل الغالبية يتخلون عن هذه الطقوس الاجتماعية الجميلة بشكل قسري..
هذه المشاعر تظل واحدة بالنسبة لسكان المدن والقرى على حد سواء كما أنها حتما تبقى مصاحبة لليمنيين المغتربين في مختلف بلدان المهجر فقد أصبحت أمامهم الصعاب عظيمة إذا ما فكروا في العودة لقضاء الشهر الكريم وأيام عيد الفطر المبارك بين الأهل ومرابع الأيام الخوالي وذلك بسبب العدوان وحصاره الظالم
الأمل لا يغيب
رغم كل التحديات والصعوبات التي تواجه اليمنيين حاليا في ظل العدوان والحصار يبقى الشهر الكريم محتفظا بأجوائه الرائعة وبطقوسه وعاداته وتجلياته الروحانية وتبقى الذكريات الجميلة حاضرة في النفوس المتطلعة بأمل كبير لغد أفضل تتلاشى فيه الغمة ويتوقف العدوان وتعود الحياة إلى طبيعتها..يقول عبدالله الحمادي وهو شاب مخترع ويملك معملا خاصا في العاصمة صنعاء: سنقضي هذا الشهر وفق عاداتنا وطقوسنا الخاصة ولن تستطيع كل قوى الدنيا أن تؤثر على حياتنا وحتما سينتصر اليمن وشعبه في حقهم المشروع في التمسك بالحياة ولا شك سيندحر المعتدون وسيعود لرمضان رونقه الخاص وذكرياته الجميلة في كل ربوع اليمن
من جهته يوضح الشاب سلطان القدسي وهو طالب جامعي بأن: شهر رمضان المبارك يظل برغم العدوان والحصار شهراً مميزاً واستثنائياً في حياة كل يمني فهو محطة للنقاء والروحانية وموسم رباني مقدس لاغتنام الخيرات ونفحة ربانية من الله لعباده من أجل محاسبة النفس ومراجعة الأخطاء ونشر روح التكافل والسمو الأخلاقي وتعزيز روح التسامح والألفة والمحبة والرحمة في المجتمع.. ويضيف القددسي في حديثه لـ”الثورة”: نتمنى أن يكون هذا الشهر المبارك موعداً للنصر اليماني المؤزر ونتمنى من كل القوى السياسية وخاصة أولئك المغرر بهم من المنخرطين في صفوف العدوان أن يراجعوا حساباتهم ومواقفهم ضد شعبهم ووطنهم وأن يضعوا مصلحة اليمن فوق مصالحهم الشخصية وأن يتصالحوا ويتعالوا فوق الجراح وأن يتجاوزا مشاكل الماضي لما فيه مصلحة البلاد والعباد والعودة من أجل الانصهار في بوتقة عمل وطني بناء بعيدا عن تدخلات الخارج و انتهاج الحوار الخلاق والإصغاء والانفتاح لكل الآراء والتسامي فوق الصغائر، فهذا الشهر المبارك هو شهر اجتهاد وجهاد وتضحية وهو شهر الخير والتغيير الإيجابي للحياة بمختلف مجالاتها.

قد يعجبك ايضا