لم تهدأ عاصفة الدعوات المشبوهة” التي أطلقتها “هيئات مشبوهة للاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى تقديم توكيلات خطيّة وإلكترونية للطلب من السفارات الأجنبيّة القبول بهجرة اللاجئين مقابل شطب حقّ العودة إلى فلسطين أو إلغاء حق العودة واستبداله بالتعويض المالي.
وتقول المصادر المطلعة انه على مدى عقود طويلة من الزمن، مرت القضية الفلسطينية بمحاولات مشبوهة ومخططات دولية علنية منها وسرية لشطب حق العودة وفرض التوطين في أماكن الشتات وتحديدا في لبنان وآخرها “صفقة القرن” الأمريكية التي سقطت مع رحيل إدارة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ترامب، بموقف فلسطيني رسمي وفصائلي وشعبي موحد على اعتبار أن حق العودة، إضافة إلى القدس يشكلان ثابتين فلسطينيين لا يمكن التنازل عنهما أو المساومة عليها .
وتتابع المصادر أن الأزمة اللبنانية وانعكاساتها السلبية المعيشية والاقتصادية الخانقة وانهيار قيمة العملة الوطنية وما نجم عنها من ارتفاع نسبة البطالة، إضافة إلى تقلّيص خدمات وكالة “الاونروا” وتقديماتها، ناهيك عن تفشي وباء “كورونا”، لعبت دورا في تشجيع مئات اللاجئين والعائلات للهجرة، ولكنها بقيت فردية بحثا عن حياة كريمة دون أي شروط كما يجري اليوم من وعود بتسهيل إجراءات السفر المضمون إلى دول معيّنة تأمينا لفرص العمل والحصول على الإقامة والجنسية لاحقا، مقابل أن يقدم هؤلاء الراغبون وفق بيان لـ”هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان” “توكيلات خطية وإلكترونية مرفقة بصور عن بطاقة الاعاشة (بطاقة تمنحها الاونروا في لبنان منذ عام النكبة والشتات حصراً)، والبطاقات الشخصية وصور عن صكوك الملكية التي يملكها الفلسطينيون في فلسطين التاريخية، تفوّض إلى أحد المحامين الطلب من السفارات الأجنبية القبول بالهجرة للاجئين في مقابل شطب حق العودة مستقبلا”.
وكشفت مصادر فلسطينية أن الهيئة القانونية في “منظمة التحرير الفلسطينية” التي يرأسها النقيب صبحي ضاهر قدمت مذكرة إلى نقابة المحامين اللبنانيين تدعوها للتدخل الفوري وأخذ دورها للضغط على المحامي لوقف تحركاته المتعلقة بدعوته للهجرة الجماعية للاجئين الفلسطينيين من لبنان مقابل التنازل عن حق العودة، وضرورة استدعاء النقابة له وتبليغه موقف الفصائل الفلسطينية الرافض لعمله وسحب مشروعه والاعتذار عن إساءته للشعب الفلسطيني، ولم تكتف القوى الفلسطينية بهذه الخطوة، بل تحركت على مستويات عدة: فتم إصدار بيانات تفضح هذه الدعوات المشبوهة، وتحذر أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان من مغبة الانجرار ورائها وسط رصد حجم مطمئن من الوعي لرفض هذه الالاعيب وحجم مماثل من الثقة بارتباط هذا الشعب بقضيته ولاسيما حق العودة”.
وأكدت أن هذه الدعوات المشبوهة من هيئات لا تمثل الشعب الفلسطيني، تدّعي مناصرته وفي الحقيقة تدعوه إلى الهجرة والتنازل عن حق العودة هي الوجه الآخر لصفقة القرن الأمريكية التي أسقطت تحت أقدام الموقف الفلسطيني الموحد ونقول لكل هؤلاء، لن تنجحوا، لقد مررنا بعدة مؤامرات وجميعها سقطت هي وأصحابها وكل من يدعمها وبقي حق اللاجئ بالعودة صامد، والمؤامرة الجديدة ستسقط وأنتم من ستسقطونها، وسنبقى متمسكين بحق العودة إلى ديارنا حتى يتحقق هذا الوعد طال الزمن أم قصر”.
واعتبر مسؤول “الجبهة الشعبية” في لبنان مروان عبد العال ان دعوات شطب حق العودة جزءا من مشروع يستهدف الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، محذرا من استغلال الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة لأبناء المخيمات في لبنان، وأضاف في الوقت ذاته أن مثل هذا التحرك المشبوه ضئيل التأثير والأهمية، فحصانة شعبنا المعطاء وارتباطه بقضيته اقوى من هذه المؤامرات الصغيرة البائسة، لكن واجبنا يحتم علينا ألا نغمض أعيننا ونظل يقظين”.
بينما حذر ممثل “حركة الجهاد الإسلامي” في لبنان إحسان عطايا من “الدعوات المشبوهة التي تشجع أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات على الهجرة الجماعية مقابل التخلي عن حقهم في العودة إلى أرضهم، مشددا على أن هذه الدعوات لها بعد سياسي وتستهدف القضية الفلسطينية مستغلة الظروف الحياتية والمعيشية خانقة، ودعا أمين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة أبناء الشعب لنبذ هذه المؤامرة كما نبذوا وأفشلوا كل المؤامرات السابقة التي حاولت النيل من حقوق الفلسطينيين، وإلى مزيد من الوعي لعدم تمرير تلك الهيئات مشاريعها وعدم التجارة بمعاناتنا والتنازل عن حقنا بالعودة مهما كان المقابل، مؤكّدًا القول إن “هذا ما عهدنا أبناء شعبنا عليه”.
من جانب آخر اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس، 28 مواطنا فلسطينيا من مناطق مختلفة بالضفة والقدس بعد عملية دهم وتفتيش.
ومن الخليل اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ مصطفى شاور رئيس رابطة علماء فلسطين، وأنس رصرص، وعمر القواسمي، ومحمد أبو ماريا وحماد أبو ماريا.
كما اعتقلت قوات الاحتلال المحررة منى قعدان من بلدة عرابة جنوب جنين، وكانت قد أمضت في سجون الاحتلال 7 سنوات، إلى جانب اعتقال محمد السمير ورامز السمير، والأسير المحرر يزن عاطف أحمد عبيدي من بلدة برقين غرب جنين، ومن قباطية اعتقلت الشبان: محمود أحمد ابو الرب، ومحمد تيسير ذياب، ومحمد ناجح ابو الرب، بعد مداهمة منازل ذويهم والعبث بمحتوياتها.
ومن رام الله، اعتقلت القوات عبدالعليم علوي ومحمود معالي.
ومن بلدة تقوع شرق بيت لحم اعتقلت 10 أسرى محررين وهم: مهند نمر العمور، ومحمد ربحي العمور، وسفيان عودة الله العمور، ومحمد إبراهيم العمور، ومحمد محمود موسى العمور، وعدي عزات العمور، وأنس عادل العمور، ومحمود علي العمور، وبراء رائد العمور وشادي نايف العمور.
ومن مدينة القدس، اعتقل الاحتلال أحمد خويص، ومحمد الصياد، وتوفيق أبو سبيتان وآدم قراعين.
ونصب مستوطنون صهاينة، خيمة على أراضي المواطنين في قرية قصرة جنوب نابلس.. فيما اعتدى آخرون، الليلة قبل الماضية، على مركبة مواطن من بلدة ديراستيا شمال غرب سلفيت.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس قوله: إن عددا من مستوطني مستوطنة “يش قودش” نصبوا في ساعات الصباح الباكر خيمة جنوب شرق قصرة.
وكان مستوطنون، قد اعتدوا الليلة الماضية، على مركبة مواطن من بلدة ديراستيا شمال غرب سلفيت.
وقال رئيس بلدية ديراستيا سعيد زيدان: إن السيارة تعود للمواطن عزام خليل أبو حجلة (50 عاما)، وأن الاعتداء وقع بالقرب من البوابة الحديدية على مدخل قرية بروقين غرب مدينة سلفيت، حيث ربط مستوطنون البوابة الحديدية بحبل ورفعوها، وعند وصول السيارة أسقطوها ما تسبب بأضرار مادية، ولم يبلغ عن إصابة السائق.