شخصيات علمائية لـ”الثورة”: تنمية الوعي أهم عوامل تماسك المجتمع في مواجهة أجندة العدوان

 

يحيى القرعي: مؤسسات الدولة معنية بنشر المحبة وإرساء العدل والمواطنة المتساوية
عبدالسلام الذارحي: قيم التسامح متجذرة في أبناء الوطن النابعة من عقيدته الأصيلة.
العلامة عبدالله الراعي: الوطن يتسع للجميع والمتاجرة بالأوطان مسؤولية أمام الله والتاريخ
العلامة محمد المولد: شعبنا يتعرض لهجمة تستهدف سلوكياته وأخلاقه ومبادئه الكريمة

يواجه أبناء الشعب اليمني هجمة عدوانية بالغة الخطورة يقودها تحالف العدوان السعودي – الأمريكي الذي يستخدم أساليب وأشكالاً متعددة في عدوانه الغادر والفاجر على أرض الإيمان والحكمة أمام وحشية العدوان الإجرامي لكن شعبنا اليمني بتمسكه بهويته الإيمانية كان عند مستوى هذا التحدي..
علماء ومرشدون تحدثوا لـ”الثورة” عن رسوخ قيم الإخاء والتسامح في أوساط المجتمع اليمني وأن الرهان على تدمير النسيج الاجتماعي للشعب هو أحد الرهانات الخاسرة.

الثورة / عادل محمد

مرتكزات إيمانية
العلامة عبدالله حسن الراعي عضو رابطة علماء اليمن أشار إلى أن المحافظة على قيم التسامح تتم باستشعار المسؤولية أمام الله عز وجل وحذر العلامة الراعي من أبواق الفرقة فقال :إن المتآجرة بالأوطان وتسليمها للغازي عار وخزي في الأولى والأخرى ومسؤولية أمام الله والتاريخ والوطن والشعب وتابع قائلاً: كيف نحافظ على قيم التسامح في مجتمعنا اليمني في ظل الهجمة العدوانية التي يتعرض لها الشعب اليمني؟
تتم المحافظة على قيم التسامح باستشعارنا المسؤولية أمام الله عز وجل بتذكرنا أوامر الله القائل ” وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ” وقوله “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” ولنتذكر مرتكزات ما يجمعنا (الدين والوطن) فديننا يحث على الأخوّة ويمدح من يدعو لها وحذر أبواق دعاة الفرقة (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * من الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) كما حذر من موجبات الفرقة من الغيبة والنميمة وسوء الظن والدعوة إلى الطائفية والعنصرية والمناطقية وغير ذلك من الأمور المنهي عنها.
فهنيئاً لمن يدعو إلى الله بصدق وحب للغير وبث لقيم التسامح وويل لمن يدعو إلى الفرقة والعنصرية ومن يكفر الناس أو يفرط في القيم، وأما الوطن فهو الأم الأولى والتفريط به تفريط بالأخلاق وبالقيم وبالأديان، فالوطن يتسع الجميع إخوة وأحبّاء لما ينفع الوطن والمواطن هذه هي سعادة من يفعل ذلك ويدعو إليه ويكون آمنا دنيا وأخرى والعكس بالعكس لمن يتاجر بالأوطان ويسلمها ومقدراتها للغازي عار وخزي في الأولى والأخرى ومسؤولية أمام الله والتاريخ والوطن والشعب (فَأَمَّا مَن طَغَى* وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * َأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ).
حقائق التاريخ
من جانبه العلامة محمد علي أحمد المولد عضو رابطة علماء اليمن قال: يحق لشعبنا اليمني أن يفخر بهوية اختصه بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأن مصدر تلك الهوية هو القرآن والرسول الكريم ولأنها كذلك لم تسلم من الهجمة الشرسة التي تستهدف سلوكياته وأخلاقه ومبادئه الكريمة من قبل تحالف العدوان التي عملت على تزييف حقائق التاريخ وأضاف: مما لا شك فيه إن الإيمان يعتبر عاملاً مهماً من عوامل الحفاظ على أخلاق الفرد والمجتمع.
ومما اختص الله به وطننا وشعبنا الحبيب بأن وصفه بالبلدة الطيبة وقال فيه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ” أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية” وهذا وسام شرف تميز به أهل اليمن عن غيرهم من البلدان والشعوب يقول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم “إني لأجد نفس الرحمن من تلقاء اليمن” وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي لا يتسع المقام لحصرها، هذه النصوص النبوية الشريفة وجهت ووضحت هوية شعبنا اليمن وأبنائه عبر الأجيال ففي الوقت الذي تفتخر فيه كثير من الشعوب بعادات وتقاليد ورموز لا أصالة لها وقد يكون مصدر تلك العادات الخرافة فلشعبنا أن يفخر بهوية اختصه بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن مصدر تلك الهوية هو القرآن والرسول الكريم ولأنها كذلك لم يسلم شعبنا من الهدمة الشرسة التي تستهدف سلوكياته وأخلاقه ومبادئه الكريمة ولا سيما من قبل دول تحالف العدوان التي عملت على تزييف حقائق التاريخ العريق لشعبنا وتضعيف الفضائل الواردة فيه ومحاربة طقوسه الدينية كالاحتفال بالمولد النبوي الشريف وجمعة رجب وأذكار الصلاة ومراسم العزاء وقراءة “سورة يس” كل هذا وغيره تمت محاربته تحت غطاء ديني باسم البدعة والسنة وهم من السنة براء.
وهناك هجمة سياسية دعمت تلك الحركات كالوهابية التي حاربت الدين تحت غطاء ديني، وهجمة إعلامية تستهدف المجتمع في أخلاقه وسلوكياته من خلال القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي فالهجمة ضد شعبنا هي سياسية وثقافية وإعلامية ولاشك أنها هجمة شرسة بذل العدو ولا يزال يبذل وسيظل يبذل لإنجاحها المليارات، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره فبتمسك شعبنا بدينه وافتخاره بهويته وأخلاقه وسلوكياته ومبادئه السامية وتوحده وتآخيه والتفافه حول قيادته الحكيمة وإيمانه بالله وثقته به كل هذه العوامل التي تمثل هويته الإيمانية كلها لها دور كبير في الحفاظ على أخلاقه وإفشال مخططات العدوان ولكن بشرط الحفاظ عليها كهوية والافتخار بها كونها مصدر عزته وكرامته والدفاع عنها أمام كل ما يستهدفها.
الوعي الإيماني
الأخ يحيى القرعي أشار إلى أن تنمية الوعي الإيماني هي أهم عوامل تماسك المجتمع في مواجهة العدوان الذي يركز على تدمير النسيج الاجتماعي ونشر الكراهية والضغائن.
وقال: إن الدور الأكبر يقع على عاتق مؤسسات الدولة في إرساء العدل ونشر المحبة والمواطنة المتساوية وتابع: إن ما يحافظ على النسيج الاجتماعي هو حمل الهوية والانتماء للوطن والأخذ بالمبادئ القرآنية فالله يقول (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ولابد من حمل الآخرين على السلامة وحسن الظن وعدم الاستبداد بالرأي فالعدو عندما يغزو شعباً يركز كثيراً على تدمير النسيج الاجتماعي ونشر الكراهية والأحقاء والضغائن بين أبناء المجتمع والذي يجعل المجتمع متماسكاً هو الوعي بطبيعة الصراع ومعرفة مخططات الأعداء التي تهدف إلى خلق جو سيء ليسهل عليهم احتلال البلد وقضم الشعب وكذلك مما يجعل المجتمع متعايشاً الأخذ بمبادئ ديننا الحنيف من التكافل والتواصل والتبادل والإحسان إلى الآخرين ومساعدتهم وحمل همومهم وإفشاء السلام بينهم.
فالرسول صلى الله عليه وآله يقول “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم قالوا بلى يا رسول الله قال أفشوا السلام بينكم وتواصلوا وتباذلوا” والدور الأكبر يأتي على السلطة في العدل ونشر المحبة بين أبناء المجتمع ومعاملتهم سواسية طالما التزموا بالمواطنة الصادقة وحملوا الولاء للوطن.
أبعاد كبيرة
الأخ عبدالسلام الذارحي أشار إلى أن الهجمة الاستعمارية التي تتعرض لها بلادنا لها أبعاد كبيرة ومآرب طويلة المدى لتحقيق أهداف قائمة أصلاً على تجزئة الوطن وأضاف: لا عجب أن نرى قوى العدوان تسعى بكل جهدها لطمس قيم المجتمع اليمني التي هي جزء من هويته وأشار إلى أن طمس الهوية يعتبر رهاناً خاسراً ويجب التصدي له من خلال تعميق هوية الشعب وتابع بقوله:لا شك أن أي مجتمع تعرض لما تعرض له شعبنا اليمني من هجمة استعمارية خبيثة تستهدف وأرضاً وإنساناً وتسعى لتحقيق أهدافها الخبيثة والتي لها أبعاد كبيرة ومآرب طويلة المدى لتحقق أهدافاً استعمارية قائمة أصلاً على تجزئة الوطن وتحويله إلى كنتونات وجزئيات صغيرة متناحرة ليتسنى لها تحقيق ما تصبوا إليه ولن يتحقق هذا الهدف إلا من خلال إثارة النعرات البغيضة والتي ستقوم بدور كبير في تهيئة المناخ الاستعماري لذا لا عجب عندما تبذل هذه القوى جهداً كبيراً في زرع الفتن الطائفية والخلافات المذهبية والنعرات القبلية والمشاريع المناطقية الصغيرة وبصورة كبيرة وواضحة وفي نظري أن هذا أخطر ما يواجهه شعبنا على المدى الطويل وفي المعركة الراهنة ولا يوجد مخرج لمواجهة هذا العمل إلا بنشر قيم التسامح والتي هي متجذرة في قيم هذا الشعب النبيل التابعة من عقيدته الصافية والنقية على مر التاريخ وشعبنا اليمني المؤمن بما يحمله من قيم الإيمان الصادق والذي وصفه رسول الأمة محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وآله بوسام “الإيمان يمان والحكمة يمانية” هذا الوسام الذي لم يحصل عليه أي شعب لم يكن من باب المجاملة فقد أثنى عليه من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى” فقد رأينا ذلك جلياً في حياتنا عبر التاريخ من خلال أن الشعب اليمني الشعب الوحيد الذي تربطه أواصر الإخاء والمصاهرة والتعايش السلمي منذ عشرات القرون رغم تنوع مذاهبه وقبائله واتجاهاته فالجميع يصلون في مسجد واحد ويقيلون في مجلس واحد ويتصاهرون بدون ميزة أو تحسس وعاش اليمنيون على هذا النمط كقلب رجل واحد حتى جاءت الأفكار الدخيلة التي لا يقبلها هذا المجتمع ولا تنسجم من قيمه وموروثه الديني والقبلي فتراهم ينكرون العيب ولا يرضون الظلم ويقفون مع الحق دعاة ومناصرين ولا يقبلون بالغزو والاحتلال ويتمسكون بدينهم الحنيف وتسودهم عرى المحبة والإخاء لذا لا عجب أن نرى قوى العدوان يسعون بكل جهدهم إلى التركيز بشكل ملحوظ لطمس هذه القيم التي هي جزء من هويته ومن خلال الهالة الإعلامية الكبيرة والشرسة بجحافل القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والذباب الإلكتروني وبكل قبح وزيف وأجزم أن هذا الرهان الخاسر الذي يجب على المجتمع بأكمله “منابر إعلامية قنوات – مساجد ومناهج تعليمية تعميق هذه القيم وترسيخها وشحذ الهمم وتكريسها لتعميق هذه الهوية.

قد يعجبك ايضا